
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــبراً علــى أشـياءَ كُلِّفْتُهـا
أُعْقِبْتُهــــا الآنَ وســــُلِّفْتُها
ويـح القـوافي مـا لها سَفْسَفتْ
حَظِّــي كــأَنِّي كنــتُ سَفْسـَفْتُها
ألــمْ تكُــن هوجــاً فسـدَّدْتُها
ألــم تكــن عوجــاً فَثَقَّفْتُهَـا
كــم كلمــاتٍ حكْــتُ أبْرادَهَـا
وَســـَّطْتُها الحســْنَ وطَرَّفْتُهَــا
مــا أحْسـَنَتْ إن كنـتُ حَسـَّنْتُهَا
مــا ظَرَّفَــتْ إن كنـت ظرَّفْتُهـا
أنْحــتْ علــى حظِّـي بمِبْرَاتِهَـا
شــكراً لأنــي كنــتُ أرهَفْتُهَـا
فرقَّقَتْــــهُ حيـــن رقَّقْتُهـــا
وهفْهَفَتْـــهُ حيـــن هفهَفْتُهَــا
وكثَّفـــتْ دون الغنــى ســدَّها
حتّــى كــأنِّي كنــتُ كثَّفْتُهــا
أحلِــفُ بــاللَّه لقــد أصـْبَحتْ
فـي الـرزق آفـتي ومـا إفْتُها
لــمْ أُشــكِهَا قــطّ بِتَقْصــِيرَةٍ
فيهــا ولا مــن حَيْفَـةٍ حِفْتُهَـا
حُرِمــتُ فـي سـنِّي وفـي مَيْعَـتي
قِــرَايَ مــن دنيــا تَضـيَّفْتُها
لَهْفـي علـى الـدنيا وهل لهفةٌ
تُنْصـــِفُ منهــا إن تلهَّفْتُهَــا
كــم أَهَّــةٍ لـي قـد تأوَّهْتُهَـا
فيهـــا ومـــن أُفٍّ تأففتهــا
أغـــدُو ولا حـــالَ تَســَنَّمْتُها
فيهـــا ولا حـــال تَرَدَّفْتُهَــا
أوســعتُها صـبراً علـى لؤْمِهـا
إذا تَقَصـــــَّتْهُ تَطرَّفْتُهَـــــا
فَيُعْجِـــزُ الحيلــةَ منْزُورُهــا
إلا إذا مـــا أنــا لطَّفْتُهــا
قُبحـاً لهـا قبحـاً علـى أنَّهَـا
أقبــحُ شــيءٍ حيــن كشــَّفْتُها
تَعَســَّفَتْني أنْ رَأتْنــي امــرَأً
لـــم ترنــي قَــطُّ تَعَســَّفْتُها
تَضـــَعَّفَتْني ومتَـــى نـــالني
عــونُ أبــي الصـَّقْرِ تَضـَعَّفْتُهَا
أرجــوه عــن أشـياء جرَّبتُهَـا
وليــس عــن طيــر تَعَيَّفْتُهَــا
مقـدارُ مـا يُلْبِـثُ عنِّـي الغِنَى
إشـــارةُ الإصــْبع أوْ لَفتُهَــا
ســـَلَّيْتُ نفســـي بأفـــاعِيله
مـن بعـد مـا قـد كنت أسَّفْتُهَا
وقــد يعزّينــي شــباباً مضـى
ومـــدَّةً للعيـــشِ أســـلفْتُهَا
فكَّـرتُ فـي خمسـين عامـاً خَلَـتْ
كــانتْ أمــامي ثــم خلَّفْتُهَـا
تَبَيَّنَـــتْ لـــي إذ تَــذَنَّبْتُهَا
ولـــم تَــبيَّنْ إذا تأنَّفْتُهَــا
أجهلتهـــا إذ هــي موفــورةٌ
ثـــم نَضــَتْ عنــي فعُرِّفْتُهــا
ففرحَــةُ الموهــوب أعــدِمتُها
وترحــةُ المســلوب أردفْتُهــا
لــو أن عمــري مــائةٌ هَـدَّني
تــــذكُّري أنِّــــيَ نَصـــَّفْتُها
فكيــف والآثــارُ قــد أصـبحت
تُرجــف بــالعمر إذا قِفْتُهــا
كنــزُ حيــاةٍ كــانَ أنفقتُــهُ
علـــى تصـــاريفَ تصـــرَّفْتُها
لا عُـذر لـي فـي أسـفي بعـدها
علـى العطايـا عفتهـا عفْتُهـا
إلا بلاغـــــاً إن تـــــأبَّيتَهُ
أشــقيت نفســي ثـم أتلفْتُهـا
قــوتٌ يُقيـم الجسـم فـي عفّـةٍ
أشــعِرتُها قِــدْماً وألحفْتُهــا
وقـد كـددتُ النفـس مـن بعدما
رفَّهتهـــا قـــدماً وعَفَّفْتُهــا
لا طالبــاً رزقــاً سـوى مُسـْكةٍ
ولـــو تعـــدّت ذاك عنَّفْتُهــا
طــالبتُ مــا يمســكها مُجملاً
فطفـــتُ فــي الأرض وطوَّفْتُهــا
وناكـــدَ الجَـــدُّ فمنّيتُهـــا
وماطـــلَ الحـــظ فســـوَّفْتُها
وإن أراد اللَّــهُ فــي ملكــهُ
جـــاوزت خَمْســـِيَّ فأضــعفْتُها
بقــدرة اللَّــه ويُمْــنِ امـرئٍ
نعمـــاه عُمْــرٌ إن تَلَحَّفْتُهــا
فيهـــا مَــرادٌ إن تَرعَّيتُهــا
وأيُّ حِـــــرز إن تكهَّفْتُهــــا
يـا واحـد الناس الذي لم أجد
شـَرواهُ فـي الأرض الـتي طُفْتُها
إليــك أشــكو أننــي طــالبٌ
خــابت رِكـابي منـذ أَوجفْتُهَـا
أصــبحتُ أرجـوك وأخشـى الـذي
جَرَّبــتُ مــن حــالٍ تســلَّفْتُها
فـاطرُدْ ليَ الحرفةَ وادعُ الغِنى
واذكــر سـُموطاً كنـت ألَّفْتُهـا
مَـــدائحٌ بـــالحق نمَّقتُهـــا
وليـــس بالباطــل زخرفْتُهــا
أعتـــدُّها شـــكوى تشــكيتها
إليـــك لا زُلفـــى تَزلَّفْتُهــا
وكيـــف أعتــدُّ بهــا زُلفــةً
وإن تعمَّلـــــتُ فأحصــــفْتُها
ولــم أُشــرِّفك بهــا بـل أرى
بــالحق أنــي بــك شــرَّفْتُها
ومـــن مَســاعٍ لــك ألَّفتهــا
لا مـن مسـاعي النـاس لَفَّفْتُهـا
تعاوَرَتْهــــا فِكَــــرٌ جمـــةٌ
أنضـــيتُها فيــك وأزحفْتُهــا
وأنـــت لا تَبْخَـــسُ ذا كُلفــةٍ
لا بَـلْ تـرى أن الغنـى رَفْتُهَـا
بحــقِّ مــن أعلاك فـوقَ الـورى
إحلافـــةً بـــالحق أحلفْتُهــا
لا تُخطئَنّــي منــك فـي مـوقفي
ســـماءُ معـــروف توكّفْتُهـــا
أنــت المُرجَّــى للـتي رُمتهـا
أنــت المرجــى للـتي خِفْتُهـا
كــم بُلغـةٍ مـا دونهـا بُلغـةٌ
قــد نــافرَتْني إذ تألَّفْتُهــا
فرُحـــتُ لا أرجــو ولا أبتغــي
وتـــاقت النفــسُ فكَفْكَفْتُهــا
حُملــتُ مـن أمـري علـى صـعبةٍ
خلَّيْتُهـــا إذ عزّنــي كَفْتُهــا
بـل خِفْـتُ مـن كنـتُ لـه راجياً
ورجَّـــتِ النفـــسُ فخوّفْتُهـــا
ولـم أخـفْ فـي ذاك أنّـي مـتى
وعـــدتُها رِفـــدَك أخلفْتُهــا
لكننـــي أفــرَقُ مــن حِرْفــةٍ
أنكــرتُ نفســي منـذ عُرِّفْتُهـا
أقـــول إذ عنَّفنـــي ناصـــحٌ
فــي رفــض أثمــادٍ ترشـَّفْتُها
إن أبــا الصــقر علـى بُعـدِه
دانــي العطايـا إن تكفَّفْتُهـا
ثمـــارُهُ فــي شــُمِّ أغصــانِهِ
لكننـــي إن شـــئتُ عَطَّفْتُهــا
لا كَثمـــارٍ ســـُمتُ أغْصــانَها
إدْناءهـــا منـــي فقصــَّفْتُها
لِبَـــابِهِ المعمـــورِ أُســْكُفَّةٌ
لَتُعْتِبَنِّـــــي إن تســــكَّفْتُها
الآنَ أســـلمتُ إلـــى نعمـــةٍ
غنّــاء نفســاً كنـت أقشـَفْتُها
قـد وعـدتني النفـس جـدوى له
إن شــئت بعـد اللَّـه وظَّفْتُهـا
تــاللَّه لا يَقْصــُرُ دون المنـى
قِــرَى ســجاياه الـتي ضـِفْتُها
نُعمى أبي الصقر التي استبشرتْ
نفســي بريَّاهــا وقـد سـُفْتُها
خُــذها ولا تَبْــرَم بهـا إننـي
قرَّطتُهـــا الحســنَ وشــنَّفْتُها
بَيِّنَـــةً مـــن منطــق محكــمٍ
فَنَّنْتُهَـــا فيـــك وصـــرَّفْتُها
كــم نظــرةٍ فيهــا تَقَصـَّيتها
كــم وقفــةٍ فيهــا توقَّفْتُهـا
بمجــــد آبـــائك أسَّســـتُها
ومجــــــدِ آلائك شـــــرَّفْتُها
ضــَوَّعتُ فيكــم كــل مشــمولة
لكننــي مــن مســككُمْ دُفْتُهـا
ولـم أدعْ فـي كـلّ مـا زانهـا
فلســـــفةً إلا تفلســـــفْتُها
إن كنــتُ بالتطويــل كمَّيتُهـا
فليـــس بالتثبيــج كيَّفْتُهــا
لــو أن خــدّي كــان أهلاً لـهُ
واســـتهدفَتْ لــي لتَهــدَّفْتُها
يــا مــن إذا صـُغتُ أمـاديحَه
جَوَّدتُهـــا فيـــه وزيّفْتُهـــا
لـــو أنهــا ليــلٌ لَنــوَّرتُهُ
باســـمك أو شــمسٌ لأَكْســفْتُهَا
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297