
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَغصــانُ بــانٍ تحتهــنَّ وِعَــاثُ
أَنَّــى يَنُــؤْنَ بنـا وهُـنَّ دِمـاثُ
مـا فـي حبـائل كيـدِهنَّ رَثاثـةٌ
لكــنْ حبــالُ وصــَالهنَّ رِثــاثُ
حـورٌ سـحرنَ ومـا نَفَثـنَ بِرُقيـةٍ
فبلغــنَ مــا لا يبلـغُ النُفَّـاثُ
لحظـاتُهنَّ إذا رنـونَ إلى الفتى
بلــوى ولكــنْ ريقُهــنَّ غيــاثُ
قـل للفُضيل إذا انتحى في نسجه
لا تَنســـجنَّ فغَزلُـــك الأنكــاثُ
لهفـي علـى سبك البريةِ في لظى
لتُميَّـــزَ الصــفواتُ والأخبــاثُ
فخـرا فإنك حين تُذكر في الورى
واقلِـبْ كمثـل المِسـك حين يُماثُ
أفعالُــك الأنجـاسُ غيـرَ مُـدافعٍ
عنهــا كمــا أقوالُـك الأرفـاثُ
وإذا سـألت الناسَ عنك ولم تكنْ
لتطيــبَ حيــن يُـثيرُك البحَّـاثُ
قــالوا فَـتى الكُتَّـاب إلا أنـهُ
مـــن شــَرْطهِ الأنصــافُ والأثلاثُ
ما إن تزالُ قَنا العبيد صوادراً
عنــه علــى أطرافهــا الأَرواثُ
لفضـــيحةٍ أبــداً يُحَــلُّ إزارُهُ
وعلــى الحُلاق مـع البِغـاء يُلاثُ
مـن معشـرٍ كَسَبوا الحرامَ فكلُّهُمْ
منــهُ شــِباعٌ والبطــونُ غِـراثُ
بــل عامـلٌ مـن خلفـهِ وأمـامِهِ
عَمَلان يُقطـــع فيهمــا ويُعــاثُ
حُـرِبَ العـواهرُ بالفياشل فيهما
فصــرخنَ لـو أنَّ الصـريخَ يُغـاثُ
لـولا الرُّشـا منه هنالك والرُّقى
قسـماً لمـا غَلـب المبَـالَ مَراثُ
هَــوِّنْ عليـك فـإن رِجلـكَ شـُعبةٌ
مـــن أربـــعٍ تكفيكَهُـــنَّ ثلاثُ
لـك أن تقـومَ علـى ثلاثك مَرْكباً
وعلـــيَّ أن يتفــارسَ الأحــداثُ
كـم بِـتَّ بيـن أيـورهم مُتقسـَّماً
حــتى كأنــك بينهــا ميــراثُ
مــا أنـت عنـدي للبلاد بزينـةٍ
بـل أنـت فيهـا للعبـادِ أثـاثُ
أنـت الفـراشُ لمـن أضـلَّ فراشَهُ
وكــذاك طِــرزُك للـذكورِ إنـاثُ
يـا مـن سـَمادُ قَراحـهِ من أرضهِ
لا غيرهـــا وغُلامـــهُ الحــرَّاثُ
يـا سـوأةً أبـداً تُـواري سـوأة
حــتى يــواري شخصــكَ الأجـداث
جَــدْعاً لآنُـفِ معشـرٍ تُضـحي لهـم
رَيحانــةً يــا أيهــا الكُـرّاثُ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297