
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـدمتَ قـدوم البـدر بيـتَ سُعُودِهِ
وأمــرُك عــالٍ صــاعدٌ كصــعودِهِ
لبســتَ ســناه واعتليـتَ اعتلاءه
ونأمــل أن تحظـى بمثـل خلـودِهِ
وأقبَلـت بحـراً زاخـراً في مُدُوده
علـى متـنِ بحـرٍ زاخـرٍ في مدودِهِ
وأُقسـمُ بالمُعْلِيـكَ قـدراً ورتبـةً
لجَـودُكَ بـالمعروف أضـعافُ جـودِهِ
ومـا رفدُك المحمودُ من رفْد رافدٍ
تُعَــدُّ عيــوبٌ جمَّــةٌ فـي رفُـودِهِ
تـذوبُ رفـودُ البحـر بعد جمودها
ومالَــكَ رفــدٌ ذاب بعـد جمـودِهِ
وأنـت مـتى جُـزْتَ الحدود نفعتنا
وكـم ضـرَّ بحـرٌ جـاز أدنى حُدودِهِ
ومـا زلـت فـي كـل الأمـور تبزُّهُ
بمـا يعجـز الحُسـَّابَ ضـبطُ عقودِهِ
وقـد عـرفَ البحرُ الذي أنا عارفٌ
فطأطــأ مــن طغْيــانه ومُـرُوده
وأضــحى ذَلـولاً ظهـرُه إذ ركبتـه
لمجـدٍ يبيـد الـدهْرُ قبـل بُيُودِهِ
ومـن أجلك استكسى الشَّمَال برودَهُ
وأقبـل مزفُوفـاً بهـا فـي بُرُودِهِ
ولــولاك لاستكسـى الجنـوبَ سـلاحَهُ
فكــان ورودُ الحــرب دون ورودِهِ
ولكـن رأى سـعدَ الكـواكب فـوقه
فســار وديعــاً ســيرُه كركُـودِهِ
فهنَّــأك اللّــه السـلامةَ قادمـاً
برغــم مُعــادِي حَظِّكــم وحَسـُودِهِ
فهنَّــأك اللّـه الكرامـةَ خافضـاً
وفـي كـلِّ حالٍ يا ابن مجدٍ وعودِهِ
وبعـد فـإنِّي المرءُ أجديتُ قاعداً
ولـم يجـدِ قبلـي قاعـدٌ بقعـودِهِ
ومــا ذاك إلا أنَّ أرْوَعَ مـا جـداً
وَفَـى لـي بعهـدٍ مـن كريم عهودِهِ
علـى أنَّ عَتْبـا منـه حَـوَّلَ حالتي
لبعــض عُنُــودي لا لبعـض عُنُـودِهِ
وكـان مَحَلِّـي فـي النجـود بفضله
فبــدَّلني أغــوارَهُ مــن نجـودِهِ
فهــل قــائل عنــي لـه متوسـّلٌ
بليــن ســجاياه ومجــد جُـدُودِهِ
لعبــدك حــقٌّ بــالتَّحَرُّم واجــبٌ
أبـى لـك طيـبُ الخِيم لؤمَ جحودِهِ
وفــي جيــده طـوقٌ لنعمـاك لازِبٌ
أبــى ربُّــه إلا قيــامَ شــهودِهِ
وأنـت الـذي يـأبى انحلال عقوده
وإن كـان لا يـأبى انحلال حُقُـودِهِ
فَجَــدِّدْ لـه نعمـى بعفـوٍ ونـائلٍ
فمــا زلـتَ أعْنَـى سـَيِّدٍ بمسـودِهِ
وبشرى من البِشْرِ الجميل فلم يزل
يبشــّر بالصــبْح انبلاجُ عمــودِهِ
خَصصـتُ وأَثنـى بـالعموم ولم أكن
كصــاحب نــومٍ هـبَّ بعـد هجـودِهِ
ولكنَّنــي بــدَّأتُ أبلَـجَ لـم أزل
أقاتــل أسـباب الـردى بجنـودِهِ
بقيتـم بنـي وهـبٍ برغـم عـدوكم
وشــدة بلــواه وطــول ســهودِهِ
ولا برحــت بيـضُ الأيـادي عليكُـمُ
ومنكـمْ مـدى بيـض الزمان وسودِهِ
دُفِعْتُـمْ إلـى مُلـكٍ كـثيرٍ سـدُودُه
فعـادت فُتـوح الملك ضِعْفَيْ سُدودِهِ
بكيْـدٍ لكـم قـد زايلتـه غُمُـوده
يؤيِّــدُهُ كيْــدٌ لكـم فـي غمـودِهِ
وألفيتُـمُ المرْعـى كـثيراً أُسُودُهُ
فأَنصــفتُمُ خِرْفــانه مـن أسـودِهِ
ولــم يركـم أمـرٌ طلبتُـمْ صـلاحه
تَكــأَّدَكم مــا دونـه مـن كَئُودِهِ
فــأعرض عنّــا كــلُّ شـرٍ بـوجهه
وأقبـل وجـه الخيـر بعـد صدودِهِ
فـزاد مُصـَلِّينا بكـم فـي رُكُـوعه
زاد مصــلينا بكــم فـي سـجودِهِ
ألا لا عـــدمنا طِبَّكُــمْ وشــفاءه
فقــد بــردت أحشـاؤنا بِبَـرُودِهِ
ولا عـدم العـرفُ الـذي تصـنعونه
مِـداداً نُفُـودُ البحـر قبل نفودِهِ
إليكُـمْ رأى الراجـي مَشـَدَّ قُتُودِهِ
وفيكـم رأى السـاري محـطَّ قُتُودِهِ
أتـاكم ولـم يشـفعْ فلقَّاه طَوْلُكُمْ
نسـيئاتِ مـا رَجَّـاه قبـل نُقُـودِهِ
وقـد كـان تأميـلُ النفوس مُقَيَّداً
فــأطلقتُمُ تأميلَهـا مـن قيـودِهِ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297