
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مذ صِرتِ همِّي في النوم واليقَظَهْ
أتعبـتُ ممـا أهـذي بك الحفَظَهْ
وعظْــتُ نفســي فخـالفتْ عِظـتي
وخـالفَ القلـبُ فيـك مـن وَعظه
وكيـف بالصـبرِ عنـكِ يـا حسنا
يــأمر بالســيئات مـن لحَظَـه
يا من حلا في الفؤاد منظره ال
حلــوُ فمــا مجَّــهُ ولا لفظــه
عــذَّبني منــكِ يــا معــذبتي
ونُزْهـتي فـي المنـام واليقظه
وجــهٌ إلــى كـم تصـيد رِقَّتُـهُ
قلـبي وقلـبٌ كـم أشـتكي غِلظه
مــا يوفيــك حقَّــك التقريـظُ
كُفـءُ تقريظـك العليـمُ الحفيظُ
فيـك أشـياءُ مـن يواليك مسرو
رٌ بهــا والعـدوُّ منهـا مغيـظُ
لــك فيهـا تيقـظٌ غيـر محتـا
جٍ إلـــى أن يُعينــه تيقيــظُ
كــم تحفظــتَ مـن وصـية مجـدٍ
لــم ينفِّلــكَ حفظَهــا تحفيـظ
أنـت غيـثٌ يقيـظُ فينـا حيـاهُ
إذ حيـا الغيـثِ لا يكـاد يقيظ
إن يكـن مـا فعلـتَ بِرّاً لطيفاً
إن ميثـــاق شـــكره لغليــظ
منـك قِـدحي ومنـك نصليَ والفُوْ
قُ ومنــك الـترييش والـترعيظ
أي شـيء أقـول يـا مـن عـداه
فـي نـداه التنكيـد والتنكيظ
أنـتَ قبل التقريظِ من كمَّل اللَ
هُ فمــاذا يزيــدُك التقريــظُ
جهد الناس أن يدانوك في المج
د فمـا قـارب الصـميم الوشيظُ
وجـرى الشـعر في مداك فلم يل
حقــك ترقيقــه ولا التغليــظُ
أنـتَ حلـوٌ وأنـت مـرٌّ ومـا تُلْ
فَـــظ كلّا وكـــلُّ مُــرٍّ لفيــظُ
أريحــيٌّ مُلحَّــظٌ فـي النـوادي
للأيـــادي يهـــزُّك التلحيــظ
هِــبزريٌّ مــوعَّظٌ بــذوي الـذَّمْ
مِ فقــد صـان عرضـَك التـوعيظ
تحمـل الثقـل حمـلَ غيـر بهيظٍ
وأَخــو شـكرِ مـا فعلـتَ بهيـظ
فـالبس العمـر سـابغاً ومُعادي
ك حضــيض وأنــت عــالٍ حظيـظ
ذو نــدىً غـامرٍ يفيـض فتضـحى
أنفــسُ الحاسـدين فيـه تفيـظُ
بعطايـــا مــوفَّراتٍ هــي الإرْ
واء بعـد الإشـباع لا التلميـظُ
لا تزل يا أبا الحسين أخا الإح
سـان والحسـن غائظـاً من تغيظ
لــك بطـن مـن الفضـول خميـصٌ
وولــيٌّ مــن الفضــول كظيــظ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297