
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعـوذ بحقْوَيْـك العزيزينِ أن أُرى
مُقِـرَّاً بضـيمٍ يـتركُ الوجهَ حالِكا
ولــي وطــنٌ آليــت ألا أبيعَــهُ
وألا أرى غيـري لـه الدهرَ مالكا
عهْـدتُ بـه شـرخَ الشـبابِ ونعمـةً
كنعمـةِ قـومٍ أصـبحوا فـي ظِلالكا
فقـد ألفَتْـهُ النفـسُ حتَّـى كـأنه
لهـا جسـدٌ إن بـانَ غودِرْتُ هالكا
وحبَّــب أوطــانَ الرجـالِ إليهـمُ
مــآربُ قضـَّاها الشـبابُ هنالكـا
إذا ذكــروا أوطــانَهُم ذكَّرتهـمُ
عُهـودَ الصـبا فيها فحنّوا لذلكا
وقـد ضـامني فيـه لئيـمٌ وعزَّنـي
وهـا أنـا منـه مُعْصـِمٌ بحبالكـا
وأحْــدث أحْـداثاً أضـرَّت بمنزلـي
يريـغُ إلـى بيْعِيْهِ منه المسالكا
وراغمنـي فيمـا أتـى مـن ظُلامتي
وقـال لي اجهدْ فيّ جُهْدَ احتيالكا
فمـا هـو إلا نسـجُك الشعرَ سادراً
ومـا الشـعرُ إلا ضـلَّةٌ مـن ضلالِكا
مقالـةُ وغْـدٍ مثلُـه قـال مثلهـا
ومــا زال قــوَّالاً خلافَ مقالكــا
صدوفاً عن الخيراتِ لا يرأمُ العلا
ولا يحْتَــذي فـي صـالحٍ بمثالِكـا
مِـن القـومِ لا يرعَـوْنَ حقاً لشاعرٍ
ولا تَقْتــدي أفعــالُهم بفعالكـا
يُعَيّـر سـُؤَّالَ الملـوك ولـم يكُـن
بعـارٍ علـى الأحـرارِ مثلُ سُؤالكا
مُــدِلّاً بمــالٍ لــم يُصـِبهُ بحِلّـه
وحَــقِّ جلال اللَّــهِ ثــم جلالكــا
وحَســْبي عـن إثـم الأليَّـة زاجـرٌ
بمـا امتلأتْ عينـي به من جمالكا
وإنــي وإنْ أضــحى مُـدِلّاً بمـاله
لآمُــلُ أن أُلفَــى مُــدِلّاً بمالكـا
فـإن أخطـأتْني مـن يَمينيْك نعمةٌ
فلا تخطِئنْــه نقمـة مـن شـمالكا
فكـم لقـي العـافون عَوْداً وبدأةً
نوالــكَ والعـادون مـرَّ نكالكـا
وقـد قلـت للأعـداءِ لمَّا تظاهروا
علــيّ وقــد أوعـدتهم بصـيالكا
حـذارِ سـهامي المُصميات ولم تكن
لتُشــويَ إن نصــَّلتها بنصــالكا
ومـا كنـتُ أخشـى أن أسام هضيمةً
وخــدَّاي نَعْلا بِذْلـةٍ مـن نعالكـا
فجــلّ عــن المظلـوم كـل ظلامـةٍ
وقتْـك نفـوسُ الكاشحين المهالكا
وتلـك نفـوسٌ لو عُرِضن على الردى
فِــداءً رأى ألا تفــي بقبالكــا
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297