
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنجِـز الوعـدَ إنَّ خيـرَ مواعي
دِك مــا جـاءَ خَلْفـه مصـداقُكْ
لا تَـدَعْ مـنْ وعـدْتَه حين تلقا
هُ قـــذاةً تُجيلُهــا آماقُــكْ
هــو بغْـلٌ وعـدْتَنِيهِ فـإن أخْ
لَفْــتَ ضــاهَتْ أخلاقَـهُ أخلاقُـك
فـاتَّق اللَّـه أن يشـينَك خُلـفٌ
فالمعــالي وأهلُهــا عشـاقُك
لا تلـوَّنْ تلوُّنَ البغل في البغ
لِ ولا يَخْتلــف علــيّ مــذاقُك
فيســير القصــيدُ فيـك بـذمٍّ
مُرْمِــضٍ جَــرَّهُ لـك اسـتحقاقُك
إنَّ طـولَ المِطـالِ يُغري بإرها
قِــكَ مــن لا يَســُرُّه إرهاقُـك
فتخيَّــرْ مـن اثنـتيْن ولا يُـغْ
لِـق عليـكَ المـذاهبَ استغلاقُك
قودَكَ البغلَ أو إباقكَ في الأر
ضِ عليــه وأيـن منـي إباقُـك
والقـوافي إذا طلبنـك يومـاً
غيـرُ مـا معجـزٍ لهـن لَحاقُـك
ليــس منّــي وإن فـررتَ مَفـرٌّ
أنـا شـيءٌ إليـه منـهُ مساقُك
لا ســلاليمُك الطّــوال تُنجّــي
ك مــن ســَطْوَتي ولا أنفاقُــك
إنّ خيـراً مـن ارتفاقِكَ بالْبغ
لِ إذا عُـدَّتِ الأمـور ارتفاقُـك
شـُكْرُ حُـرٍّ إذا جَـرَى بـك شأواً
نحــو عليــاءَ بـرَّزتْ أطلاقُـك
أو لحقْــتَ المـبرّزينَ فأصـبحْ
تَ قليلاً إلـــى العُلا ســُبَّاقُك
يَبلُغُ الشُكْرُ والثناءُ بك الغا
يـةَ لا ينتهـي إليهـا عتاقُـك
وبنـاتُ الحميـرِ أوْلـى بتحلي
فِـك عنهـا إذا مَرَتْهـنَّ سـاقُك
ليـت شـعري وأنـتَ غَيْـثٌ مُغيثٌ
دائمٌ للمـــؤمّلين انبعاقُــك
واحـدٌ فـي الفِعـال يُغْرِق مُدَّا
حُـك مـن قبـل أن يُرى إغراقُك
هـل يرى الناسُ بعدما حقَّقُوني
بـك حـتى لقيـلَ لـي إسـحاقُك
أنَّ قــدْري لـديْكَ مَنْعِـيَ بَغْلاً
ذاك أمْـرٌ أبَتْـهُ لـي أعْراقُـك
مَـنْ أخَـفْ خُلْفَهُ فما زال ميعا
دُك عنـــدي كــأنَّه ميثاقُــك
فاهْتِك المَطْلَ بالوفاءِ كما يه
تِـك مُحْلَولِـكَ الـدُّجَى إشـراقُكْ
لسـْتَ مِمَّـن لـه وثاقٌ من البُخْ
لِ فــأدعو بـأنْ يَفُـكَّ وثاقُـك
قـد قرضناك في التقاضي بمزحٍ
ليـس مـن مثلِـه يضـيقُ خِناقُك
فاحتمِلْنـا فكَـمْ سـماحٍ وحِلْـمٍ
واحتمـالٍ يُظَـلُّ منهـا رِوَاقُـكْ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297