
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا يـا زينـةَ الـدنيا جميعـاً
وواســطة القلادةِ فـي النظـامِ
نطقْــتَ بحكمــةٍ جلَّــى سـناها
عـن المعنى اللطيفِ دُجى الظلامِ
تلـــــذُّ كأنهــــا روْحٌ وراحٌ
وتمشـي في العروقِ وفي العظامِ
ولــولا أنــت قـلَّ الواجِـدوها
علـى سـعة المـذاهبِ في الكلامِ
ولــم تُـدلل بهـا فيقـول زارٍ
أتاركـــةً تـــدلُّلَها قطـــامِ
فلــو أنَّ الكلامَ غــدا جـزوراً
إذاً لــذهبْتَ منــه بالســنامِ
يقــول أميرُنــا إذْ ذاقَ منـه
كريـقِ النحـلِ أو دمْـعِ الغمامِ
أهِــزَّةُ منطــق كالسـِّحْرِ لُطْفـاً
عرتنــي أم ســماعٍ أم مُــدامِ
إذا قــالت حــزامِ فصــدِّقوها
فـإنَّ القـولَ مـا قـالَتْ حـزامِ
ولــو عِيبــتْ هنــالكمُ لـديهِ
لقــال نكيــرهُ صــمِّي صــمامِ
ومـن قبـل العبـارة ما لقيتُم
بمعنــىً فيــه مصـلحةُ الأنـامِ
فعــافيْتُم إمامــاً مـن أثـامٍ
وأعفيتــم قيامــاً مـن غـرامِ
فكيـف نُـرى وكيـف تَـرَوْنَ مَعْنىً
حـوى دفـعَ الغـرامِ مـع الأنامِ
لقــد أنعمتُــمُ نُعْمـى ونُعْمـى
علــى المـأْمومِ منّـا والإمـامِ
وجِئْتُـم فـي الحياطـةِ والتَّوقِّي
بتلــك المُنجِيــاتِ مـن الملامِ
بـلِ المسـتوعبان الشـُّكرَ مِنّـا
ومــن أعلامِ مِلَّتِنــا الكــرامِ
وأصــبحتم بـذاك وقـد سـلِمْتُم
علـــى ربِّ الســلامةِ والســلامِ
رأيـتُ الشـعرَ حيـن يقالُ فيكم
يعــودُ أرقَّ مـن سـَجْع الحمـامِ
ويلبــسُ حيــن نخلعُـه عليكـم
وســاماً مـن وجـوهِكُمُ الوِسـامِ
ويجســُمُ قَــدْرُهُ ويزيــدُ نُبلاً
بأقــدارٍ لكــم فيــه جِســامِ
فتمَّــتْ نعمـةٌ المـولى عليكـم
ولا قـرن الفنـاءُ إلـى التمامِ
وزاد ودام صــنعُ اللَّـه فيكـم
وطـاب مـع الزيـادةِ والـدوامِ
وعَيْـش أبيكَ ذي النعم الجواري
على الدنيا وذي المِنن العِظامِ
لمـا لـؤم المُبَشـِّر يـومَ نادى
أقــرَّ اللَّــهُ عيْنَــك بـالغُلامِ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297