
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبــداً بِــذكْرِكَ تَنْقَضـِي أَوْقَـاتِي
مَــا بَيْـنَ سـُمَّاري وَفـي خَلَـواتي
يَـا وَاحِـدَ الحُسـْنِ البَديع لِذاتِهِ
أَنَـا وَاحِـدُ الأَحْـزانِ فيـكَ لِذَاتي
وَبِحُبِّــكَ اشـْتَغَلتْ حَواسـِي مِثْلَمَـا
بِجَمالِــكَ امْتلأَتْ جَمِيــعُ جِهَــاتي
حَسـْبِي مِـنَ اللَّـذاتِ فِيـكَ صـَبَابةً
عِنْــدِي شـُغِلْتُ بِهَـا عَـنِ اللَّـذَّاتِ
وَرِضــَايَ أَنِّـي فَاعِـلٌ بِرِضـَاكَ مـا
تَخْتـارُ مِـنْ مَحْـوِي وَمِـنْ إِثْبـاتي
يَــا حَاضــِراً غـابَتْ بِـهِ عُشـَّاقُهُ
عَــنْ كُـلِّ مـاضٍ فـي الزَّمـانِ وآتِ
حَاسـَبْتُ أَنْفاسـِي فَلـمْ أَرَ وَاحِـداً
مِنْهَــا خَلَا وَقْتــاً مِــنَ الأَوْقَـاتِ
وَمُــدَلَّهِينَ حَجبْــتَ عَنْـكَ عُقُـولَهُمْ
فَهُــمُ مِــنَ الأَحْيــاءِ كَــالأَمْواتِ
تَتْلـو علـى الهَضَباتِ تَطْلُبُ ناشِداً
مِنْهُــمْ كأَنَّـك فـي ذُرَى الهَضـَبَاتِ
لَمَّـا بكـوْا وضـَحِكْتُ أَنْكَـرَ بَعْضُهُمْ
شـَأْني وَقَـالوا الوَجْـدُ بِالعَبراتِ
فــأَظنُّهُمْ ظَنُّــوا طَرِيقَـكَ وَاحِـداً
وَنَســوا بِأَنَّــكَ جَــامِعُ الأَشـْتَاتِ
مـا تَسـْتَعِدُّ لِمَـا تَفِيـضُ نُفُوسـُهُمْ
فَتَغَيــضُ مِــنْ كَمَـدٍ وَمِـنْ حَسـَراتِ
يـا قَطْـرُ عُـمَّ دِمَشْقَ وَاخْصُصْ مَنْزِلاً
فـــي قاســِيُون وحَلِّــهِ بِنَبــاتِ
وتَرَنَّمـي يـا وُرْقُ فيـهِ ويـا صَبَا
مُــرِّي عَليْــهِ بِــأَطْيَبِ النَّفَحَـاتِ
فِيهِ الرِّضَى فِيهِ المُنَى فيهِ الهُدَى
فيــه أُصــُولُ ســَعادَتي وَحَيـاتِي
فيـهِ الَّـذي كَشَفَ العَمَى عَنْ نَاظِري
وَجَلا شــُموسَ الحــقِّ فــي مِرْآتـي
فِيـهِ الأَبُ البَـرُّ الشـَّفُوقُ فَـديْتُهُ
مِــنْ ســَائِرِ الأَســْواءِ وَالآفــاتِ
كَــفٌّ تُمَــدُّ بِجُــودِهِ نَحْــوِي وَأُخْ
رَى لِلســَّماءِ بِصــَالحِ الــدَّعَواتِ
وَإِذَا جَنيْـــتُ بِســَيِّئاتي عَــدَّها
كَرَمــاً وإِحْســاناً مِـنَ الحَسـَناتِ
وَإِذَا وَقَيْـــتُ بِــوَجْنَتَيَّ نِعَــالَهُ
عَـــدَّدْتُ تَقْصــِيري مِــنَ الــزَّلَّاتِ
لَمْ يَرْضَ بِالتَّقْليدِ حَتَّى جَاءَ فِي ال
تَوْحِيـــدِ بالبُرْهَـــانِ وَالآيــاتِ
نَفْـسٌ زَكَـتْ وزَكَـتْ بِهَـا أَنْوارُهـا
فــي صـُورَةٍ نَسـَخَتْ صـَفاءَ صـِفاتِي
بَهَـرتْ وَقَـدْ طَهُـرَتْ سـَناً وتقدَّسـَتْ
شــَرَفاً عَـنِ التَّشـْبيهِ والشـُّبُهاتِ
فـي كُـلِّ أَرْضٍ لِلثَّنـاءِ عَليـهِ مَـا
يُـرْوَى بِأَنْفَـاسِ الصـَّبَا العَبِقَـاتِ
أأبـي وَإِنْ جَـلَّ النِّـداءُ وقَـلَّ مِقْ
دارِي نِــداءُ العَبْــدِ لِلســَّاداتِ
أَنّـى التْفَـتُّ رَأَيْـتُ مِنْـكَ مَحاسِناً
إِنْ مِلْــتُ نَشــْواناً فَهُـنَّ سـُقَاتي
وبِســِرِّكَ اسْتَأْنَســْتُ حَتَّــى أَنَّنـي
لَــمْ أَشـْكُ عَنْـكَ تَغرُّبـي وشـَتاتِي
وَإِذَا ادَّخَرْتُـكَ لِلشـَّدائِدِ لَـمْ تَكُنْ
يَوْمــاً لِغَمْـزِ الحادِثـاتِ قَنَـاتي
وَإِذَا التقيْتُ أَوْ اتَّقيْتُ بِبأْسِكَ ال
خَطْـبَ المُلِـمَّ وَجَـدْتُ فيـهِ نَجَـاتي
وَأَرَى الوُجُـودَ بِأَسـْرِهِ رَجْعَ الصَّدَى
وَأَرَى وُجُـــودَكَ مَنْشــأَ الأَصــْواتِ
فَعَلَيْـكَ مِنْـكَ مَـعَ الأَصَائِلِ والضُّحَى
تُتْلَـــى أَجَـــلَّ تَحِيَّـــةٍ وَصــَلاةِ
قال ابن فضل الله العمري: (نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم)