
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهْلاً بِوَجْهِــكَ لا حُجِبْــتَ عَـنْ نَظَـري
يا فِتْنَةَ القَلْبِ بَلْ يا نُزْهَةَ البَصَرِ
أَهْنَـى المحبَّـةِ أَنْ تَرْضـى بِلاَ عَتـب
وَأَطْيَـبُ العَيْـشِ أَنْ يَصـْفُو بِلا كَـدَرِ
لا تَخْفِـرنَّ عُهُـوداً قَـدْ نَطَقْـتَ بِهَـا
تَكَفَّـل الصـِّدْقُ فيهـا شـَاهِدَ الحضَرِ
فـي لَيلَـةٍ بِـكَ وَافَتْنِـي علـى قَدَرِ
فمـا نَقمْـتُ علـى حُكْـمٍ مِـنَ القَدَرِ
فَلا نُهَــدَّدُ بالإبْصــَارِ مِــنْ حَــرَسٍ
ولا نُــروَّعُ بالإِســْفارِ مــن ســَحَرِ
وَلائِمٍ فِيــك مــا أَعْطَيْتُــهُ أُذُنـي
ولا شــُغِلْتُ بِشــَيْءٍ قــالَهُ فِكْــرِي
إِنّ الحِجَـاءَ عَلـى تَـرْكِ الحِجَى خُلُقٌ
أُثَبِّـتُ مـا قِيـلَ فيـهِ عُـذْرَ مُعْتَذِرِ
لا ســَيْرَ إِلّا بِلَيْلَاتِ الشــَّبابِ عَلـى
مُضــِيِّ عــزْمٍ للَهْــوٍ غَيْـرِ مُخْتَصـَرِ
وَلا مَدايِــحَ إلّا فــي مُحمَّــد بْــن
الافْتِخــارِ المُرْجَـى دَافـعِ الضـَّررِ
وَالـي الرَّعِيـة مَـوْلىً لِلْبَريَّـة مَسْ
ؤُولِ العَطِيَّــةِ مِـنْ تِبْـرٍ وَمِـنْ دُرَرِ
مَعْنَــىً لِمُبْتَكِــرٍ أُنْــسٌ لِمُفْتَكِــرٍ
فَجْــرٌ لِمُعْتَكِــرٍ بِــالنَّقْعِ مُعْتَكِـرِ
أَكْــرِمْ بِـهِ مُنْصـِفٍ بالعَـدْلِ مُتَّصـِفٍ
لِلــدّينِ مُنْتَصــِفٍ لِلْحَــقِّ مُنْتَصــِرِ
أَدْرَكْـتَ فـي عَصْرِكَ العَلْيَاءَ ذَا صِغَرٍ
وَفُــتَّ أَســْبَقَهَا إِذ أَنْـتَ ذا كِبَـرِ
شـَكا لأَسـْيافِهِ قَلْـبُ الـوَغَى لَهبـاً
فَجَـاوَبَتْهُ اسـْتَعرْ بَـرْداً أَوِ اسْتَعِرِ
يــا خَيْـرَ مُنْتَسـِبٍ لِلمَجْـدِ مُحْتَسـِبٍ
بِـالعَزْمِ مُكْتَسـِبٍ مَـدْحاً مِـنَ البَشَرِ
فـي حَيْـثُ تَشـْتَغِلُ البِكْران عَن وَلدٍ
بِكْـرٍ ويـذْهَلُ نُـورُ العَيْـنِ عَنْ بَصَرِ
قال ابن فضل الله العمري: (نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم)