
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تُخْـفِ مـا صـَنَعَتْ بِـكَ الأَشـْواقُ
وَاشــْرَحْ هَــواكَ فَكُلُّنَــا عُشـَّاقُ
قَدْ كَانَ يُخْفي الحُبَّ لَوْلَا دَمْعُكَ ال
جَــارِي وَلَــوْلا قَلْبُــكَ الخَفَّـاقُ
فَعَسـى يُعينُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَوى
فــي حَمْلِــهِ فالعَاشـِقُون رِفَـاقُ
لا تَجْزَعَـــنَّ فَلَســْتَ أَوّلَ مُغْــرَمٍ
فَتَكَــتْ بِـهِ الوَجْنَـاتُ وَالأَحْـدَاقُ
وَاصـْبِرْ عَلـى هَجْرِ الحَبِيبِ فَرُبَّما
عَــادَ الوِصــَالُ ولِلْهَــوى أَخْلاقُ
كَـمْ لَيْلَـةٍ أَسـْهَرْتُ أَحْـداقي بِهَا
مُلْقــىً ولِلأَفْكَــارِ بِــي إِحْـدَاقُ
يـا رَبِّ قَـدْ بَعُـدَ الَّـذين أُحِبُّهُمْ
عَنِّـي وَقَـدْ أَلِـفَ الرّفـاقَ فِـراقُ
وَاِسـْوَدَّ حَظِّـي عِنْـدَهُم لَمَّـا سـَرى
فيــهِ بِنَــارِ صــَبابتِي إِحْـرَاقُ
عُــرْبٌ رَأَيْـتُ أَصـَحَّ ميثـاقٍ لَهُـمْ
أَنْ لا يَصـــِحَّ لَـــدَيْهِمُ مِيثَــاقُ
وَعَلـى النّيـاقِ وفي الأَكلَّةِ مَعْرِضٌ
فِيـــهِ نِفـــارٌ دائمٌ وَنِفـــاقُ
مَــا نَــاءَ إِلّا حَـارَبَتْ أَرْدافُـهُ
خَصـْراً عَليـهِ مِـنَ العُيـونِ نِطَاقُ
تَرْنُـو العُيـونُ إِليه في إطْراقِهِ
فَــإِذَا رَنَــا فَلِكُلِّهــا إِطْـرَاقُ
قال ابن فضل الله العمري: (نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم)