
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَيْـتَ شـِعْري مَـنْ قَدْ أَحَلَّ الخِياما
حَفِـظَ العَهْـدَ أَمْ أَضـَاعَ الـذِّمامَا
عَـرَبٌ بِـالحِمَى حَمـوْا أَنْ يُسامَ ال
وَصــْلُ مِنْهُــمْ وَعِزُّهُـم أَنْ يُسـامَى
رَحلــوا بِـالفُؤادِ وَالطَّـرْفِ لكـنْ
رَجَــعَ الطّــرْفُ وَالفُـؤَادُ أَقامـا
حَملــوا بِالبُعــادِ إِثْمـاً وَزُوراً
وَحَمَلْنــــا صـــَبَابَةً وهِيَامَـــا
وَرَأَيْنَــا تِلْــكَ الخُـدُودَ رِياضـاً
فَجَعَلْنــا لَهــا الجُفُـونَ غَمامَـا
وَأَطَعْنَــا دَواعِــي الوَجْـدِ فِيهِـم
وَعَصـــَيْنا الوُشــَاةَ واللُّوّامــا
أَيُّ صــَبٍّ قَـدْ غَـادَرَ الوَجْـدُ مِنْـهُ
مُســــْتَقَرّاً بِقَلْبِـــهِ وَمُقَامَـــا
رَشـَقَتْهُ العُيـونُ مِـنْ أَسـْهُم السِّحْ
رِ فَأَصــْمَت فُــؤادَهُ المُســْتَهَامَا
فَهُــوَ مِنْهُـنَّ بِـابنِ مُصـْعَبٍ أَضـْحَى
مُســـْتَجِيراً بِعَــدْلِهِ أَنْ يُضــَامَا
وَافـــــى وَوَاصــــَل عِنْــــدَمَا
أَجْــــرَى المَــــدامِعَ عِنْـــدمَا
وَرَنَـــــا إِلـــــيّ فَســـــلَّما
لِلْوَجْـــــدِ قَلْبِـــــي ســــَلَّما
وَثنَــــى القَــــوامَ فَهَزَّمــــا
لجيُـــــوشِ صـــــَبْرِي هَزَّمــــا
وَحَمَـــــى مَراشـــــِفَ ثَغْــــرِهِ
أَرأَيْتُـــــمُ بَــــرْقَ الحِمَــــى
وُلـي وَاحِدٌ ما زَالَ باثْنَيْنِ مُغْرَما
علـى واحدٍ ما زالَ باثنَينِ مُغْرَما
رَأَى جَسَدِي وَالدَّمْعَ وَالقَلْبَ والحَشَى
فَأَضـْنَى وَأَفْنَـى واسـْتَمَال وَتيَّمـا
قال ابن فضل الله العمري: (نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم)