
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعـــلَّ أَراكَ الحَـــيّ لَيْلاً أَراكَـــهُ
وَميــضُ سـَناً مِـنْ نَحْـوِ طَيْبَـةَ يَخْلُـصُ
وَإِلَّا فَمَــا لِلرِّيــحِ تَنْــدَى ذُيُولُهـا
عَــبيراً وَمَـا بَـالُ الرَّكَـائِبِ تَرْقُـصُ
فَمَـا زَالَ نُـورُ المُصـْطَفَى لائِحـاً لَنَا
عَلَيْهَـــا وَأَعْلامُ الحِمَـــى تَتَشـــَخَّصُ
وَنَحْـنُ إِذَا مَـا قَـدْ بَـدَا عَلَـمٌ غَـدَا
لَنَــا مُطْــرِبٌ مِـنْ أَجْـلِ ذَاكَ وَمُرْقِـصُ
وَقَــالُوا غَــداً نَـأْتِي دِيَـارَ مُحَمَّـدٍ
فَقُلْـتُ لَهُـمْ هَـذَا الَّـذي عَنْـهُ أَفْحَـصُ
أَنيخُـوا فَمَـا بَـالُ الرّكُـوبِ وَإِنَّهـا
عَلى الرَّأْسِ تَمْشِي أَوْ عَلَى العَيْنِ تَشْخصُ
أَلَيْـسَ الَّـذي لَـوْلاهُ لَـمْ يَنْـجُ مُـذْنِبٌ
وَلا كَــانَ مِــنْ نَـارِ الجَحِيـمِ يُخَلَّـصُ
نَـــبيٌّ لَــهُ آيــاتُ صــِدْقٍ تَبَيَّنَــتْ
فَكُـــلُّ حَســـُودٍ عِنْـــدَهَا يَتَنغَّـــصُ
أَغــاثَ بِرُحْمَــاهُ الغَزَالَـةَ إِذْ شـَكَتْ
وَكَــانَ لَهَــا فـي ذَاكَ غَـوْثٌ وَمَخْلَـصُ
نَبِـــيٌّ بِـــأَمْلاكِ الســـَّماءِ مُؤَيَّــدٌ
وَبِـــالمُعْجِزاتِ البيِّنـــاتِ مُخَصـــَّصُ
وإِنَّ كَلامَ الــرُّوحِ والضــَّبِّ وَالعَصــَا
وَظَبْــي الفَلا أَجْلَــى دَليــلٍ وأَخْلَـصُ
وَفِـي مَـائِسِ الأَغْصـَانِ إِذْ عَـادَ يَانِعاً
لَــــهُ ضــــَافيا ظِلّاً فَلا يَتقلَّــــصُ
حَليـــمٌ كَرِيـــمٌ لِلْعُفَـــاةِ كَــأَنَّهُ
مِـنَ الحلْـمِ وَالجُـودِ الجَزِيـلِ مُشـَخَّصُ
فَيَـا خَـاتَمَ الرُّسـلِ الكِـرامِ وَمَنْ بِهِ
لَنَــا مِــنْ مَهُــولاتِ الـذُّنُوبِ تَخَلُّـصُ
أَغِثْنَــا أجِرْنـا مِـنْ ذُنـوبٍ تَعـاظَمَتْ
فَـــأَنْتَ شـــَفيعٌ لِلْـــوَرَى وِمُخلِّــصُ
وَمــا لـيَ مِـنْ وَجْـهٍ وَلا مِـنْ وَسـيلةٍ
ســِوَى أَنَّ قَلْـبي فـي المَحبَّـةِ مُخْلِـصُ
إِذَا صـَحّ مِنْـكَ القُـرْبُ يـا خَيْرَ مُرْسَلٍ
عَلــى أَيِّ شــَيءٍ بَعْــدَ ذلــك أَحْـرِصُ
وَلَيْـسَ يَخـافُ الضـَّيْمَ مَـنْ كُنْـتُ كَهْفَهُ
فَعَــنْ أَيِّ شــيءٍ غَيْــر جَاهِـكَ يَفْحَـصُ
عَلَيْـــكَ صــَلاةٌ يَشــْمَلُ الآلَ عَرْفُهُــا
وَلِلجُمْلَــةِ الأَصــحابِ مِنْهَــا تَخَصــُّصُ
قال ابن فضل الله العمري: (نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم)