
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بـالُ عَينِـكَ لا تُريـدُ رُقـودا
مِـن بَعـدِ مـا هَجعَ العُيونُ هُجودا
تَرعــى النُجـومَ كَأَنَّهـا مَطروفَـةٌ
حَتّـى رَأَيـتَ مِـنَ الصـَباحِ عَمـودا
واللَيـلُ يَطـردُهُ النَهـارُ وَلا أَرى
كَاللَيـلِ يَطـرُدُهُ النَهـارُ طَريـدا
وَتَـراهُ مِثـلَ الليـلِ مـالَ رواقُهُ
هتَــكَ المُقَـوِّضُ كِسـرَهُ المَمـدودا
فَاِشـتَقتُ بَعـدَ ثَـواءِ سـِتَّةِ أَشـهُرٍ
وَالشـَوقُ قَـد يَـدعُ الفُؤادَ عَميدا
فــاِرتَعتُ لِلظُعُـنِ الَّـتي بِمُبـايِضٍ
وَكَثُــرَت تُنَشــِّرُ كِلَّــةً وَبُجــودا
حَتّـى اِحتَمَلـنَ وَقَـد تَقَـدَّمَ سـارِحٌ
لِلحــيِّ ســارَ أَمــامهُنَ بَريــدا
غُـرُّ المَحـاجِرِ قَـد لَبِسـنَ مُجاسِدا
بَيــنَ الحُمــولِ تَجرُّهـا وَبُـرودا
وَســَرى بِهُــنَّ هِبــابُ كُـلِّ مُخَيَّـسٍ
صــُلبِ المَلاغِـمِ يُحسـنُ التَرفيـدا
مُتَســـانِدٍ نَفــجٍ يَــرُدُّ زِمــامَهُ
غَربــا يَــرُدُّ شـِراعَهُ المَعمـودا
وَتَكــادُ زَفرَتُــهُ لحيــنِ قيـامِهِ
بِالحَمـلِ يَقطَـعُ نِسـعَهُ المَعمـودا
يــا صـاحِبيَّ قِفـا نُحَيّـي مَنـزِلا
قَــد كـادَ داثِـرُ رَسـمِهِ لِيَبيـدا
دُرجَ الحَصــى بِأُصــولِهِ فتَنَكَّــرَت
بَيــنَ البَـوارِح طـارِدا مَطـرودا
وَمَضــى بيَــومٍ بَعـدَ ذَلِـكَ لَيلَـةٌ
إِنَّ اللَيــاليَ لا يَــدعنَ جَديــدا
وَلَقَــد عَهِــدتُ كَلامَهــا مُتَبَيِّنـا
وَالــدَّلَّ مُعتَــدِلَ الـدَلالِ خَريـدا
وَإِذا مَشــَت فَـوقَ البَلاطِ حَسـَبتَها
نَهَضـَت تُريـدُ مِـنَ الكَـثيبِ صُعودا
وَتَـرى حَقائِبَهـا العِـراضَ وَثيـرَةً
كومــاً وَســائِرَ خَلقِهـا أَملـودا
وَتُبيــحُ مِســواكَ الأَراكِ بِكَفِّهــا
بَــرَدا تُلثِّمُــهُ الضـَجيعَ بَـرودا
أَشـبَهَت مِـن أُمِّ الغَـزالِ بُغامَهـا
وَمِــنَ الغَـزال إِذا تَـأَوَّدَ جيـدا
وَمِـنَ المَهـاةِ المُقلَتَينِ إِذا غَدَت
وَتَـرودُ فـي الضَفرِ الصِغارِ سُبودا
كَفَريـدَةِ المَرجـانِ حـالَ بِخُرتهـا
قَلِــقٌ وَأَتبَعَــهُ النِظـامُ فَريـدا
أَجَريـرُ إِنَّـكَ قَـد رَكِبـتَ مُقارِعـا
تَبغـي النَشـيدَ فَقَـد لَقيتَ نَشيدا
وَعَــويتَ تَنتَجِـعُ الكِـرامَ وَسـَبَّهُم
حَتّـى اِصـطَلَيتَ مِـنَ العَذابِ وَقودا
وَوَجَــدتَ حَربَهُــم كَمــا بَيَّنتَهـا
نــاراً تَســَعَّرُ جَنــدَلاً وَحَديــدا
يـا بـنَ الأَتـانِ بَـدأَتَ أَولَ مَـرَّةٍ
وَغُلِبَـتَ إِذ نَقـضَ القَصـيدُ قَصـيدا
وَكَســَرتُ عـودَكَ واِقتَشـَرتُ لِحـاءَهُ
حَتّــى تَرَكتُــك تــارِزا مَفـؤودا
يـا بنَ المَراغَةِ أَنتَ أَلأَمُ مَن مَشى
حَســَبا وَأَخـورُ مَـن تَكَلَّـمَ عـودا
وَإِذا اِنتَسـَبتَ وَجَـدتَ لؤمَكَ حاضِرا
وَالمَجـدَ مِنـكَ إِذا نُسـبتَ بَعيـدا
كُــلُ الحَــديثِ يَبيـدُ إِلّا لُـؤمُكُم
يـا بـنَ المَراغَـةِ لا يَزالُ جَديدا
أَورَدتَ يَربوعــا وَلَــم تُصــدِرهُم
يـا بـنَ الأَتـانِ فَحَوَّلـوكَ مَقيـدا
وَنَخَســتَ يَربوعـاً لِيُـدرِكَ سـَعيَنا
يـا بـنَ الأَتـانِ فَبَلَّـدوا تَبليدا
وَجُلــودُ يَربــوعٍ تُــرى مَصـبوغَةً
بِـاللؤمِ ما اِكتَستِ العِظامُ جُلودا
إِنَّ الأَراقِــمَ وَاللَهــازِمَ مَعشــَرٌ
تَرَكــوا لِسـانَكَ بَينَهُـم مَعقـودا
بِســِباءِ نِسـوَتِكُم وَقَتـلِ رِجـالِكُم
فاِســأَل إِرابَ تنبِّكُــم وَجَــدودا
سـُبيَ النِسـاءُ عَلـى إِرابَ وَكُنتُـمُ
بِـإِرابَ إِذ تُسـبى النِسـاءُ شُهودا
وَســَلَلتَ ســَيفَكَ خاليـا وَتَرَكتَـهُ
خَزيــانَ عِنــدَ ديـارِهِم مَغمـودا
يا بنَ المُراغَةِ لَم تَجِد لَكَ مَفخَرا
حَتّــى اِتنَجَعـتَ عُطـارِدا وَلَبيـدا
يـا بـنَ الأَتـانِ أَبـوكَ ألأَمُ والِدٍ
وَالفَحـلُ يَفضـَحُ لـؤمُهُ المَولـودا
يـا بـنَ المُراغَةِ إِنَّ حَملَ نِسائِكُم
مـــاءٌ يُفَصــِّلُ آميــاً وَعَبيــدا
عَلِقَــت بِــه أَرحــامُ يَربوعيَــةٍ
نَكَحَــت أَزَلَّ مِـنَ الفُحـولِ عَتـودا
غَذَويَّــةٌ رَضــعاءُ لَـم تَـكُ أمهـا
مِــن قَبـلِ ذَلِـكَ لِلكِـرامِ وَلـودا
قَـذَفَت بِعَبدِ العِرقِ جاءَ مِن استِها
وَرِثَ المذمَّــة والســفال جـدودا
خَـرَقَ المَشـيمَةَ لـؤُمُهُ فـي بَطنِها
وَاللُــؤمُ قَنَّعَـهُ المَشـيبَ وَليـدا
فَــإِذا تَــرَوَّحَ لِلشــباب تَمـامُهُ
فَرَطــاً تَــرَوَّح لــؤُمُهُ ليَزيــدا
حَتّــى تَفَرَّعَــهُ المَشــيبُ مُعمَّـرا
كَــالكَلبِ لا ســَعدا وَلا مَحســودا
يـا بـنَ الأَتـانِ كَذَبتَ إِنَّ فَوارِسي
تَحمـي الـذِمار وَتَقتُـلُ الصِنديدا
اللابِســينَ إِذا الكَتيبَـةُ أَقبَلَـت
حَلَقــا يَســير قَــتيرُهُ مَسـرودا
وَكَتيبَـةٍ يَغشـى الـذِيادَ نِزالُهـا
حَصـــداً يَقُــدُّ وَلِلطِعــان وُرودا
شــَهباءَ عاديَــةً ضـَرَبنا كَبشـَها
فَكَبـا الرَئيـسُ وَلا يُريـدُ سـُجودا
وَمَجــالِ مَعرَكَــةٍ غَنِمنـا مَجـدَها
لَقـيَ الرَئيـسُ بِها الغِضابُ أَسوَدا
وَالجَيـشَ يَـومَ لِـوى جَـدودَ دَقَقتُهُ
دَقَّ المُقَرِّبَــةِ القِطــافِ حَصــيدا
لا ثَغـرَ أَمنَـعُ مِـن بَليَّـةَ مَـورِدا
وَقَعَــت فَوارِســُنا بِــهِ لِتَـذودا
يـا بـنَ المُراغَـةِ إن شَدَّةَ خيلِنا
تَرَكَــت غُدانَـةَ وَالكُلَيـبَ فَنيـدا
أَيـامَ سـَجحَةَ يـا جَريـرُ يَقـودُكُم
أَلئِم بِـــذَلِكَ قــائِدا وَمَقــودا
وَمَجـالُهُنَّ بِـذي المَجاعَـةِ لَم يَدَع
مِـن حَضـرَموتَ وَلا الحِمـاسَ شـَريدا
يَـومَ الخُزَيـمِ غـداةَ كُبِّـلَ بَعدَما
شــَدّوا مَواثِــقَ عِنـدَنا وَعُهـودا
وَدَفَعـنَ عاديَـةَ الهُـذَيلِ فَلَم يُرِد
جَيــشٌ لِتَغلِــبَ بَعــدَها ليَعـودا
يـا بنَ المُراغَةِ قَد هَجَوتَ مَجالِسا
وَفَوارِسـا يـا بـنَ المُراغَةِ صيدا
سـَبَقوا كُلَيبـا بِالمَكارِم وَالعُلى
فَــوقَ النَمـارِقِ مُحتَـبينَ قُعـودا
أَتَـرومُ مَـن بَلَـغَ السـَماءَ بِناءَهُ
قَــد رُمـتَ مُطَّلَعـاً عَلَيـكَ شـَديدا
عمر بن لجأ (وقيل لحأ) بن حدير بن مصاد التيمي، من بني تيم بن عبد مناة.من شعراء العصر الأموي اشتهر بما كان بينه وبين (جرير) من مفاخرات ومعارضات.وهو الذي يقول فيه جرير:أنت بن برزة منسوب إلى لحأ عند العصارة والعيدان تعتصروبرزة أمه، مات بالأهواز.