
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نُبِّئتُ كلــبَ كُلَيــبٍ قَـد عَـوى جَزَعـا
وَكُــلُّ عــاوٍ بِفيـهِ الـتربُ وَالحَجَـرُ
أَعيــا فَعَقَّــبَ يَهجــوني بِـهِ ضـَجَرا
وَلَــن يُغَيِّــرَ عَنــهُ السـَؤَةَ الضـَجرُ
يَلــومُني ظالِمــاً فــي سـُنَّةٍ سـَبَقَت
إِنَّ الكُلَيــبيَّ لَــم يُكتَـب لَـهُ ظَفَـرُ
وَمــا خَلَقتُــكَ عَبــداً لا نِصـابَ لَـهُ
بَـل هُـو خَليـقُ الَّـذي يَقضـي وَيأتَمِرُ
كلفتنــي مالِكــاً إِن مالِــكٌ زَخَـرَت
يـا بـنَ المُراغَةِ قَد جاءَت بِكَ النُصَرُ
وَإِن تَجَـــرَّدَ أَمثــالٌ خَــدعتَ بِهــا
مِـنَ الفَـرَزدَقِ يَمضـي مـا مَضى السَفَرُ
لَمّـا رَأَيـت ابـنَ لَيلـى عِنـدَ غانيَةٍ
فــي كَفِّــهِ قَصـَباتُ السـابِقِ الخِيَـرُ
هِبــتَ الفَـرَزدَقَ فاِسـتَعفَيتَني جَزَعـا
لِلمَــوتِ يَعمُـدُ وَالمَـوتُ الَّـذي تَـذَرُ
فاِخســأ لَعَلَّـكَ تَرجـو أَن يَحُـلَّ بِنـا
رَحــلُ الفَــرَزدَقِ لَمّـا عَضـَّكَ الـدَبَرُ
تَهجـو بَنـي لَجـأٍ لَمّـا اِنهَزَمَـت لَـهُ
رُعبــا وَأَنفُــكَ مِمّــا قـالَ مُختَصـَرُ
إِنّـي أَنـا البَحـرُ غَمـراً لَستَ جاسِرَهُ
وَســَبّيَ النــارَ دونَ البَحـرِ تَسـتَعِرُ
مــا زِلـتَ تَنتَجِـعُ الأَصـواتَ مُعتَرِضـا
تَــروحُ فـي اللـؤُمِ مشـتَقّاً وَتَبتَكِـرُ
حَتّـى اِسـتَثَرتَ أَبـا شـِبلين ذا لِبَـدٍ
وَزَبــرَةٍ لَـم تـواطي خَلقَهـا الزُبَـرُ
وردَ القَــرى كَصـَفاةِ الهَضـبِ جَبهَتُـهُ
يَمـوتُ مِـن زَأرِهِ فـي الغابَـةِ النَمِرُ
يَعـدو فَتَنفَـرِجُ الغُمّـى إِذا اِنفَرَجَـت
وَالقِــرنُ تَحــتَ يَـدَيهِ حيـنَ يَهتَصـِرُ
شــَكَّت أَنــابيبُهُ صــُدغَيكَ مُقتَــدِرا
شــَكَّ المَســاميرِ عُـودا جَـوفُهُ نَخِـرُ
مــا بـالُ قَـولِ جَريـرٍ يَـومَ أَحبِسـُهُ
عَــنِ المَشــارب إِنَّ المــاءَ يُحتَضـَرُ
خَـلِّ الطَريـقَ لَنـا نَشـرَب فَقُلـتُ لَـهُ
ســَيفٌ وَراءَكَ حَتّــى تَفضــُلَ الســُؤَرُ
إِنَّ الطَريــقَ طَريـقُ الـوارِدينَ لَنـا
يـا بـنَ الأَتانِ وَأَحواضِ الجِبى الكُبَرُ
إِنَّ الحِيـاضَ الَّـتي تَبني بَنو الخَطَفى
تُبنــى بِلــؤمٍ فَمــا تَنفَـكُّ تَنفَجِـرُ
كــانَت غَوائِلُهـا السـُفلى أَعاليَهـا
فَكَيــفَ تُبنــى عَلَيهـا وَهـيَ تَنكَسـِرُ
ابنـوا المَنـارَ فـإِنَّ العَبـدَ يَنضُدُهُ
فَـوقَ الصـوى وَعَلـى خَرطـومِهِ المَـدَرُ
إِن كُنـتَ تَبكـي عَلى المَوتى لِتَنكِحَهُم
فــابرك جَريــرُ فَهَــذا ناكِـحٌ ذَكَـرُ
لَقَــد كَــذَبتَ وَشــَرُ القَـولِ أَكـذَبهُ
مـا خـاطَرَت بِـكَ عَـن أَحسـابِها مُضـِرُ
بَــل أَنــتَ نَـزوَةُ خَـوّارٍ عَلـى أمَـةٍ
لَـن يَسـبِقَ الحَلبـاتِ اللـؤمُ وَالخَورُ
يـا بـنَ المُراغَـةِ شَرَّ العالَمينَ أَبا
زُع بِالمراغَــةِ حيـثُ اضـطركَ القَـدرُ
مـا بـالُ أُمـكَ بِالمنحـاةِ إِذ كَشـَفَت
عَــن عَضــرَطٍ واِرمٍ قَـد غَمَّـهُ الشـَعَرُ
لِبَربــريٍّ خَــبيثِ الريــحِ أَبرَكَهــا
هَلا هُنالِــكَ يـا بـنَ اللـؤمِ تَنتَصـِرُ
كــأَن عُنبُلَهــا وَالعَبــدُ يُنســِفُها
حِبــنٌ عَلــى رَكَـبِ البَظـراءِ يَنبَتِـرُ
كَـــأَنَّ جَفــرَ صــَراةٍ مطــرمٍ هَــدِمٍ
مَشـــغَرُ أُمِّ جَريـــرٍ حيــنَ تَشــتَغِرُ
رَحـبُ المَشـَقِّ عَلَيـهِ اللَيـفُ ذو زَبَـدٍ
مُعَتّصـــِلٌ قَبقَــبيُّ الصــَوتِ مُنهَمِــرُ
اللُــؤمُ أَنكَحَهــا وَاللُـؤمُ أَلقَحَهـا
وَكُــلُ فَحــلٍ لَــهُ مِــن ضـَربِهِ قَـدَرُ
مــا قُلــتَ فــي مِـرَّةٍ إِلّا سَأنقُضـُها
يـا بـنَ الأَتـانِ بِمِثلـي تُنقَضُ المِرَرُ
جــاءَت بِــأَنفِ جَريــرٍ شـَعرُها مَعـهُ
إِنَّ الثَنيَّـــةَ ذاتَ الفَــرعِ تُبتَــدَرُ
جـاءَت بِأَرضـَعَ عَبـدٍ مِـن بَني الخَطَفى
فــي أَخــدَعيهِ إِذا اِسـتَقبَلتَهُ صـَعَرُ
لَــو كُنــتَ بَـرّاً بِـأُمٍ غَيـرِ مُنجِبَـةٍ
سـَرَمتَ جـولَ اِسـتِها لَـم يَهجُهـا عُمَرُ
أَأَن تَمَثَلــتَ بَيتــاً يـا أَبـا خُـرُطٍ
نــاسٍ لُعابَــكَ بَعـدَ الشـَيبِ يَنتَثِـرُ
فـارهِز أَبـاكَ بُنـيَّ الخَيطَفـى طَلَقـا
هَــذا إِلَيـكَ بُنـيَّ الخَيطفـى العِـذَرُ
وَملأ صــِماخَكَ مِــن عَــوراءَ مُخزيَــةٍ
إِن كــان هاجَـكَ قَـولٌ مـا بِـهِ عَـوَرُ
فَــإِن أُهِنــكَ فَهَـذا العَبـدُ أَخسـأَهُ
وَإِن حُقِــرتَ فــأَنتَ العَبــدُ تُحتَقَـرُ
وَمــا ختَلــتُ جَريــرا حيـنَ أَقصـدَهُ
سـَهمي وَمـا كُنـتُ مِنَّـن يُخَبـأُ القَمَرُ
جــازَ العِقـابُ بِـهِ حَتّـى قَصـَدتُ لَـهُ
واِعتَــرَّ حَتّـى أَفـادَت وَحشـَهُ الغَـرَرُ
وَمُنجَنيقُــكَ خَــرَّت إِذ رَمَيــتَ بِهــا
عِـن اسـتِ أُمـكَ لَـم يَبلِـغ لَهـا حَجَرُ
تَرمــي عَلــى كَــزَّةٍ بـادٍ قَوادِحُهـا
فاِحــذَر فَوادِحَهــا لا يُنجِـكَ الحَـذَرُ
إِنَّ اللَئيــمَ جَريــرا يَــومَ فَرَّغَــهُ
فـي قُرنَـةِ السـَوءِ عَبـدٌ مـاؤُهُ كَـدِرُ
وَفــي المَشــيمَةِ لـؤمٌ فـي مقَرَّتِهـا
حَتّــى شـَوى صـُدُغَيه اللـؤمُ وَالكِبَـرُ
عَبــدٌ إِذا نــاءَ لِلعَليــا تَكـاءَدَهُ
ســدٌّ مِـنَ اللـؤمِ لا يَجتـازُهُ البَصـَرُ
أَلـقِ العَصـا صاغِرا لَيسَ القيامُ لَكُم
واقعُـد جَريـرُ فَـأَنتَ الأَعقَـدُ الزَمِـرُ
لَقَـد وَجَـدتُم جَريـرا يا بَنيِ الخَطفى
بِئسَ المُراهِــنُ حَـتىّ ابتُلَّـتِ العُـذَرُ
سـُدَّت عَلَيـكَ الثَنايـا واِسـتَدرَتَ لَها
كَمــا تَحيَّــرَ تَحـتَ الظُلمَـةِ الحيَـرُ
دَقَّــت ثَنيَّتَــهُ الثرَمـاءَ حيـنَ جَـرى
طـولُ العِشـار وَأَدمـى باسـتهِ الثَفَرُ
إِن كــانَ قـالَ جَريـرٌ إِنَّ لـي نَفَـرا
مِـن صـالِحِ النـاسِ فاِسأَلهُ مَن النَفَرُ
أَمُعــرِضٌ أَم مُعيـدٌ أَم بَنـو الخَطَفـى
تِلـكَ الأَخـابِثُ مـا طابوا وَما كَثروا
خِـــزيٌ حيـــاتُهُم رِجـــسٌ وَفــاتُهُم
لا تَقبَــلُ الأَرضُ مَوتـاهُم إِذا قُبِـروا
أُنـدُب بَنـي الخَطَفـى إِن كُنتَ تُعلِمهُم
شــَيئاً وَإِلّا فَلَــم يَشـعُر بِهِـم بَشـَرُ
تَنتَحِـلُ المَجـدَ لَـم يَعلَـم أَبـوكَ بِهِ
هَيهــاتَ جـارَ بِـكَ الإِيـرادُ وَالصـَدَرُ
أُنــدُب خَنـازيرَ لُـؤمٍ أُلحِقـوا بِهِـم
وَاِتــرُك جَريـرُ ذَهابـا حَيـثُ تَقتَفِـرُ
هَـل أَنـتَ إِلّا حِمـارٌ مِـن بَني الخَطَفى
فَصـَوِّب الطَـرفَ لَـم يُفسـَح لَـكَ النَظَرُ
بَيـتُ المَدَقَّـةِ لَـم يَشـعُر بِهِـم أَحَـدٌ
إِذا هُـمُ فـي مَـراغِ الأَرنَـبِ اِنجَحَروا
لَقَــد عَلِمــتُ عَلــى أَنّــي أَســبُّهُمُ
مـا فـي بَنـي الخَطَفى مِن والِدي ثُؤَرُ
وَإِنَّ كُـــلَّ كَريـــمٍ قــامَ ذا حَســَبٍ
يَهجـو جَريـرا يَسـُبُّ العَبـدَ أَو يَـذَرُ
يَـدعو عُتَيبَـةَ إِذ دَقَّـت بَنـو الخَطَفى
حَتّــى رَمــى وَجهَــهُ مِـن دونِـهِ وَزَرُ
وَقَعنَــبٌ يـا بـنَ لا شـَيءٍ هَتَفـتَ بِـهِ
إِذ مـالَ رجلُـكَ واِنهاضـَت بِـكَ الأُسـَرُ
أَن تَلبَــسِ الخَـزَّ تَظلِمـهُ أَبـا خُـرُطٍ
وَأَنـــتَ بِــاللؤمِ معتَــمٌّ وَمُــؤتَزِرُ
وَيَنــزِلُ الخَـزُّ مِنـكَ اليَـومَ مَنزِلَـةً
مـا كـانَ لِلخَـزِّ فيمـا قَبلَهـا الأَثَرُ
فَأَصـبَحَ الخَـزُّ يَبكـي مِن بَني الخَطَفى
يـا خَـزَّ كِرمـانَ صـَبرا إِنَّهـا الهِتَرُ
وَكـــانَ خَــزُّ جَريــرٍ كُــلَّ مُمتَــزِقٍ
مِـن صـوفِ مـاهرَّأت مِـن ضَأنِها القِرَرُ
فَــأُمُّهُ فــي قَــبيلَي بُــردَةٍ خَلَــقٍ
وَالخَيطَفـى فـي شـِمالِ اللـؤمِ مُعتَجِرُ
أَمــا قَبــائِلُ يَربــوعٍ فَلَيـسَ لَهـا
فيمــا يَعُــدُّ ذَوو الأَحســابِ مُفتَخَـرُ
لا يُفقَــدونَ إِذا غـابوا وَإِن شـَهِدوا
لَــم تَستَشــِرُهُم تَميـمٌ حيـنَ تَـأتَمِرُ
تُقضـــى الأَمــورُ وَيَربــوعٌ مُخَلَّفَــةٌ
حَتّـى يَقولـوا غـداةَ الغِبِّ ما الخَبَرُ
تُشــارِبُ الــذُلَ يَربــوعٌ إِذا وَرَدوا
وَالـذُلُّ يَصـدُرُ فيهِـم أَينَمـا صـَدَروا
إِن جــارُهُم طرَقتُــهُ غــولُ غَيرِهِــم
طـارَ الحَـديثُ وَما أَوفوا وَما صَبَروا
وَجــامعَ اللــؤمُ يَربوعـا وَحالَفهـا
مــا دامَ أَسـفَلَ مِـن ماويَـةَ الحَفَـرُ
الأَبعَـــدونَ مِــن الأَحســابِ مَنزِلَــةً
وَالأَخبَثــونَ عُصــاراتٍ إِذا اِعتُصـِروا
الأَالأَمــونَ فلــوَّا شــَبَّ فــي غَنَــمٍ
وَفـي الحَميـرِ أَبـوهُ الأَشـمَطُ القَمِـرُ
قِــردانُ ملأمَــةٍ فــي الشـاءِ جَـدُهُم
ميـلٌ عَـواتِقُهُم مِـن طـولِ مـا زَفَروا
فَهُــم لآبــاءِ ســَوءٍ أُلحِقــوا بِهِـم
زُلا حِناكــا وَلا يــدرونَ مـا السـُوَرُ
خِــزيُ البُعولَــةِ وَالأَفــواهُ مُرِوحَـةٌ
إِذا تَفَتَّــلَ فــي أَســتاهِها الشـَعَرُ
ســُودٌ مَــدارينُ تَلقـى فـي بُيـوتِهِم
قُـدَّامَ أَخبيَـةِ اللـؤم الَّذي اِحتَجَروا
وَإِن حَبــــالاهُمُ نَتَجــــنَ بشـــَّرهُمُ
صــَوتُ الصــَبيِّ بِلــؤمٍ حيـنَ يَعتَقِـرُ
إِنّـــي ســـَبَبتُهمُ ســَبّا ســيورِثُهُم
خِزيـا وَمنقَصـةً فـي الناسِ ما عَمِروا
لَقَــد ذَعَرنــا قَـديما فـي نِسـائِكُمُ
فَلَـم تَغـاروا وَلَـم تُسـتَنكَرِ الـذُعَرُ
أَزمـــانَ وَصـــّى بيَربــوعٍ فَحَضــَّهُمُ
عِنــدَ الوَفــاةِ تَميـمٌ وَهـوَ مُحتَضـَرُ
أَنَّ الفُحـــولَ لَكُــم تَيــمٌ وَأَنَكُــمُ
حَلائِلُ الـتيم فاِستَوصـوا بِمـا أَمَروا
أَمــا كُلَيــبٌ فَـإِنَّ اللَـهَ زادَ لهـا
لُؤمــا عَلـى كُـلِّ شـَيءٍ زادَهُ الكِبَـرُ
لا الســِنُّ يَنهـاهُ عَـن لُـؤمٍ وَلا طَبَـعٍ
وَلَيــسَ مــانِعُهُ مِــن لُـؤمِهِ الصـِغَرُ
أُنظُـر تَـرَ اللُـؤمَ فيمـا بَينَ لحيَتِهِ
وَحــاجِبَيهِ إِذا مــا أَمكَــنَ النَظَـرُ
يــا لُـؤمَ رَهـطِ كُلَيـبٍ فـي نِسـائِهِم
ما قاتَلوا القَومَ إِذ تُسبى وَلا شَكَروا
فاِسـتَردَفوا النِسـوَةَ اللاتـي وَلَدنَهُمُ
خَلـفَ العَضـاريطِ فـي أَعناقِها الخمُرُ
لَــم يُــدرِكوها وَأَلهَتهُــمُ أَنـاتُهمُ
حَتّــى أَتـى دونَهـا سـَلمانُ أَو أُقَـرُ
فَأَصــبَحت فــي بَنـي شـيبانَ مُسـلَحَةً
يُعيرهــم بَعضــُهُم بَعضــا وَتــؤتَجَرُ
حَتّــى أَتينَكُــم مِــن بَعـدِ مُخلَفِهـا
بَعـــدَ الســِفادِ وَحُبلاهــن تَنتَظِــرُ
جَـــزَّت نواصـــيها بيــضٌ غَطارِفَــةٌ
مِـــن وائِلٍ أَنَّ نُعمــى ســيبَهُم دِرَرُ
بَكــرٌ وَتغلِــبُ سـاموكَ الَّـتي جَعَلَـت
لَـونَ التُـرابِ عَلـى خَـدَّيكَ يـا كُفَـرُ
الواهِبــونَ لَكُــم أَطهــارَ نِسـوَتِكُم
لَــم يَجزِهــا مِنكُـم نُعمـى وَلا أَثَـرُ
يـا بـنَ المَراغَـةِ لَـم تَفخَر بِمَفخرَةٍ
بَعـدَ الـرِدافِ مِـنَ المَسـبيَّةِ العُقُـرُ
أَنـا ابـنُ جُلهمَ يا بنَ الأَخبَثينَ أَبا
وابــنُ جِســاسٍ وَتَيــمٍ حيـنَ أَفتَخِـرُ
المُصـدري الأَمـرَ قَـد أَعيَـت مَصـادِرُهُ
وَالمَطعَمـي الشـَحمَ حَتّـى يُرسَلَ المَطَرُ
وَقــادَةُ اليُمــنِ وَالمَجسـورِ أَثرُهـمُ
يَــومَ المُهمَّـةِ وَالجُلـىَّ إِذا جَسـَروا
وَالوالِــدينَ مُلوكــا كُنـتَ تَعبُـدُهُم
مِـن قَبـلِ سـَجحَةَ فـي عَليـائِكَ السُخَرُ
وَالمــانِعينَ بــإِذنِ اللَــهِ مَحميَّـةً
بَنــي تَميــمٍ ونـارُ الحَـربِ تَسـتَعِرُ
قُــدنا تَميمــاً لأَيــام الكُلابِ مَعـاً
فاِسـتَعثَروا جَـدَّ أَقـوامٍ وَمـا عَثَروا
وَيَــومَ تَيمَـنَ نَحـنُ النـاحِرونَ بِهـا
جَبّـــارَ مَذحِــجَ وَالجَبّــارُ يَنتَحِــرُ
هَلّا ســَأَلتَ بِنــا حَســّانَ يَـومَ كَبـا
وَالرمــحُ يُخلِجُــهُ وَالخَــدُّ مُنعَفِــرُ
وَإِذ أَغــارَ شــُمَيطٌ نَحــوَ نِســوَتِنا
غِرنــا عَلَيهــنَّ إِنّــا مَعشــَرٌ غُيُـرُ
ذُدنـا الخَميـسَ وَلَـم نَفعَـل كَفِعلِكُـمُ
بِالضــَربِ شــُذِّبتِ الهامـاتُ وَالقَصـَرُ
فَأَصــبَحوا بَيــنَ مَقتــولٍ وَمؤتَســَرٍ
شــُدَّت يَـداهُ إِلـى اللِيـتينِ تؤتَسـَرُ
وَيَــومَ ســَخبانَ أَبرَمنــا بِواحِــدَةٍ
لِلنـــاس أَمرَهُــمُ وَالأَمــرُ مُنتَشــِرُ
وَيَـــومَ دَجلَـــةَ أَكــداسٌ يُجَرِّعُهــا
كـأسَ الفَطيمَـةِ فيهـا الصابُ وَالمَقِرُ
وَيَـومَ سـَعدٍ وَصـَحنى فَـر قَـرى لَحِقَـت
مِنّـــا فَـــوارِسُ لا مَيــلٌ وَلا ضــُجُرُ
يَـومَ اِعتَنَقنـا سـُوَيدا والقَنـا قِصَدٌ
وَالخَيــلُ تَعـدو عَلَيهـا عِـثيَرٌ كَـدِرُ
وَلَــم تَـزَل كَمَكـانِ النجـمِ نِسـوَتُنا
إِذ مؤدفاتُــك تُسـبى مـا لَهـا مَهَـرُ
نَغــزو فَنَســبي وَلا تُســبى حَلائِلُنـا
إِنَّ القِتـــالَ لتَيــمٍ طــائِرٌ أَمِــرُ
إِنّــا لِبَطــنِ حَصــانٍ غَيــرِ ضـائِعَةٍ
يـا بـنَ الَّـتي حَمَلَتـهُ وَهـيَ تَمتَـذِرُ
لَــم يُخزِنـا مَوقِـفٌ كُنّـا نَقـومُ بِـهِ
ولا يُجيــرُ عَلَينــا ثأرَنــا الغِيَـرُ
مـا نالَنـا الضـيمُ إِنّـا مَعشـَرٌ شُمُسٌ
مِــن دونِ أَحسـابِنا وَالمَـوتُ مُحتَضـَرُ
وَإِنَّ نَبعَتَنــــا صـــُلبٌ مَكاســـِرُها
فَلا نَخــورُ إِذا مــا خــارَتِ العُشـَرُ
أَخطـارُ صـِدقٍ إِذا قُمنـا نَقـومُ بِهـا
وابــنُ الأَتـانِ جَريـرٌ مـا لَـهُ خَطَـرُ
دَعِ الرِبــابَ وَســَعدا لَسـتَ نائِلَهـا
هَيهـاتَ هَيهـاتَ مِنـكَ الشـَمسُ وَالقَمَرُ
هُـم أَسـرَعُ الناس إِدراكا إِذا طَلَبوا
وَأَعظَــمُ النـاسِ أَحلامـا إِذا قَـدَروا
مُــدوّا بِســَيلٍ أَتــيٍّ لَســتَ حابِسـَهُ
وَلَيــسَ ســيلُهمُ يُلقــى إِذا زَخَـروا
كـانوا قَـديماً أَشـَدَّ النـاسِ مُعتَمَدا
فـي الأَوَليـنَ وَفي الحِلفِ الَّذي غَبَروا
وَلَــو يَشـاؤونَ مـاتَت مِـن مَخـافَتِهِم
أَدنــى الأَسـوَدِ وَأَقصـاهُم إِذا زَأَروا
كـانوا إِذا الأَمـرُ أَعيَتكُـم مَصـادرُهُ
يَكفــونَهُ وَإِذا مــا هِبتُــم جَسـَروا
قَـد عَلِمَـت يَومَهـا هَـذا بَنو الخَطَفى
إِنــي مرافَعَـتي فَـوقَ الَّـذي قَـدَروا
ســَيَعلَمونَ إِذا مــا قيــلَ أَيُهُمــا
يـا بـنَ المَراغَـةِ إِنـي سـَوفَ أَنتَصِرُ
وَصــَرَّحَ الأَمــرُ عَــن بيــضٍ مُشــَهَّرَةٍ
مِنــي سـَوابِقَ فـي أَعناقِهـا البُشـرُ
بِالنَصـرِ واللَهُ لَم يَنصر بَني الخَطَفى
وَالمؤمِنـونَ إِذا ما اِستَنصَروا نُصِروا
مـا زالَ حيـنُ جَريـرٍ عَن بَني الخَطفى
يَغشـى بَنـي الخَطَفـى مَوجٌ وَما مَهَروا
حَتّـى التَقـى سـاحِلُ التيـارِ فَـوقَهُمُ
لا بَحـــرَ إِلّا لِغاشــي مــوجهِ جَــزَرُ
أَمســى كَفِرعَــونَ إِذ يَقتـادُ شـيعَتَهُ
يَرجـو الجُسـورَ فَما كَرّوا وما جَسَروا
فَمـا حَمـى ناكِحُ المَوتى بَني الخَطَفى
حَتّــى يفرِّعَهُــم مِنـي الَّـذي حَـذَروا
لَقَــد نَهَتــكَ ســُحَيمٌ عَـن مُرافَعَـتي
أَهـل الفَعـالِ وَفِتيـانُ النَـدى غُيُـرُ
لَـو كـانَ مِن رَهطِ بِسطامٍ بَنو الخَطَفى
أَو مِـن حَنيفَـةَ مـا دَقّوا وَما غَمَروا
يـا بـنَ المَراغَةِ إِن تُصبِح لَها نَكَدا
فَمـــا المُراغَــةُ إِلّا خُبثَــةٌ قَــذَرُ
تَهجــو الـرواةَ وَقَـد ذَكّـاكَ غَيرُهُـم
وَجـــزَّأوكَ ســـِهاما حيــنَ تُجتَــزَرُ
وَمـا الرواةُ بَنو اللؤم الفَعال لَكُم
يـا بـنَ الأَتـانِ فَلا يَعجَـل بِكَ الضَجَرُ
إِنَّ الـــرواةَ فَلا تَعجَـــل بِســـَبِّهِم
بَثـوا القَصـائِدَ في الآفاقِ واِنتَشَروا
عمر بن لجأ (وقيل لحأ) بن حدير بن مصاد التيمي، من بني تيم بن عبد مناة.من شعراء العصر الأموي اشتهر بما كان بينه وبين (جرير) من مفاخرات ومعارضات.وهو الذي يقول فيه جرير:أنت بن برزة منسوب إلى لحأ عند العصارة والعيدان تعتصروبرزة أمه، مات بالأهواز.