
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَرَحَّلَـــتِ الأَجْيَــادُ تَبْغِــي عَمِيــدَهَا
أَخَــا الحَـرْبِ وَارَتْهُ السَّقَائِفُ وَالقَبْرُ
يَقُولُـــونَ هَـــلْ بَعْدَ المُهَلَّـبِ نِعْمَـةٌ
مِــنَ العَيْـشِ إِلَّا قَدْ أَتَى دُونَهَا الدَّهْرُ
وَلَا نَـــــائِلٌ إِلَّا قَلِيـــــلٌ مُصَـــرَّدٌ
قَلِيــلُ الغِنَـى فِـي النَّاسِ مَطْلَبُهُ وَعْرُ
وَهُـــدَّتْ لِــذَاكَ الأَرْضُ حَــتَّى كَأَنَّهَــا
بَكَتْــهُ الجِبَـالُ الصُّـمُّ وَانْصَدَعَ الفَجْرُ
وَأَظْلَمَــــتِ الآفَـــاقُ حَــتَّى كَأَنَّمَــا
يُــرَى دُونَ ضَـوْءِ الشَّمْسِ مِنْ دُونِهَا سِتْرُ
فَمَـــنْ ذَا الّـذِي يُرْجَـى لِكُـلِّ عَظِيمَـةٍ
تَحُــلُّ بِنَــا أَوْ مَـنْ يُسَدُّ بِـهِ الثَّغْـرُ
بَقِينَــا بِحَـالَاتٍ أَبَـى الـدَّهْرِ دُونَهَـا
عُـرَى الحَزْمِ وَالمَعْرُوفِ وَالنَّائِلُ الغَمْرُ
أَيَرْجُـــونَ أَنْ يَغْـزُو سَــمَرْقَنْدَ غَيْـرُهُ
وَعُلْيَـــا بُخَارسْـتانَ وَانْقَطَـعَ النَّهْـرُ
أَبُو مَالِكٍ كَعبُ بنُ مَعدانَ، مِنَ الأَشاقِرِ إِحْدَى قَبائِلِ الأَزْدِ، شَاعِرٌ أُمَوِيٌّ وَفارِسٌ وَخَطِيبٌ، وهُوَ مِنْ شُعراءِ خُراسانَ، وقد لَازَمَ المُهَلّبَ بنَ أَبِي صُفْرَةَ ومَدَحَهُ ومدَحَ أَبْناءَهُ، ولَهُ خَبَرٌ معَ الحَجَّاجِ وعَبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ، وكانَ بَينَهُ وبَينَ زِيادٍ الأَعْجَمِ مُهاجاةٌ، أَثْنى عَبدُ المَلِكِ عَلى شِعرِهِ فِي مَدحِ المُهلَّبِ وَوَلَدِهِ، وَعدَّهُ الفَرَزْدَقُ مِنْ شُعراءِ الإِسلامِ المقدَّمينَ، وكانَ بَينَهُ وبينَ ابنِ أَخٍ لَهُ عِداءٌ وتَباعُدٌ، فَقتَلَهُ ابنُ أَخِيهِ بِتَحْرِيضٍ مِنْ زِيادِ بنِ المُهَلّبِ سَنَةَ 102 لِلْهِجْرَةِ.