
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَادَ الهُمُومُ وَمَا يَدْرِي الخَلِيُّ بِهَا
وَاسْـتَوْرَدَتْنِي كَمَـا يُسْتَوْرَدُ الشَّرَعُ
فَبِـتُّ أَنْجُـو بِهَـا نَفْسـاً تُكَلِّفُنِـي
مَـا لَا يَهُـمُّ بِـهِ الجَثَّامَـةُ الوَرَعُ
وَلَــوْمِ عَاذِلَــةٍ بَــاتَتْ تُـؤَرِّقُنِي
حَـرَّى المَلَامَـةِ مَـا تُبْقِي وَمَا تَدَعُ
لَمَّـا رَأَتْنِـيَ أَقْـرَرْتُ اللِّسَانَ لَهَا
قَــالَتْ أَطِعْنِـيَ وَالمَتْبُـوعُ مُتَّبَـعُ
أَخْشَـى عَلَيْـكَ حِبَـالَ المَوْتِ رَاصِدَةً
بِكُـلِّ مَـوْرِدَةٍ يُرْجَـى بِهَـا الطَّمَـعُ
فَقُلْـتُ لَـنْ يُعْجِـلَ المِقْـدَارُ عُدَّتَهُ
وَلَــنْ يُبَاعِـدَهُ الإِشْـفَاقُ وَالهَلَـعُ
فَهَـلْ عَلِمْـتِ مِـنَ الأَقْـوَامِ مِنْ أَحَدٍ
عَلَـى الحَـدِيثِ الَّذِي بِالغَيْبِ يَطَّلِعُ
وَلِلمَنِيَّـــةِ أَسْـــبَابٌ تُقَرِّبُهَـــا
كَمَـــا تَقَـــرَّبَ لِلوَحْشِيَّةِ الـذُّرُعُ
وَقَــدْ أَرَى صـَفْحَةَ الوَحْشِيِّ يُخْطِئُهَا
نَبْـلُ الرُّمَـاةِ فَيَنْجُو الآبِدُ الصَّدَعُ
وَقَــدْ تَـذَكَّرَ قَلْـبِي بَعْـدَ هَجْعَتِـهِ
أَيَّ البِلَادِ وَأَيَّ النَّـــاسِ أَنْتَجِــعُ
فَقُلْـتُ بِالشَّـامِ إِخْـوَانٌ ذَوُو ثِقَـةٍ
مَــا إِنْ لَنَـا دُونَهُـمْ رِيٌّ وَلَا شَبَعُ
قَـوْمٌ هُمُ الذِّرْوَةُ العَلْيَا وَكَاهِلُهَا
وَمَــنْ سِوَاهُمْ هُـمُ الأَظْلَافُ وَالزَّمَـعُ
فَـإِنْ يَجُـودُوا فَقَـدْ حَاوَلْتُ جُودَهُمُ
وَإِنْ يَضـَنُّوا فَلَا لَـــوْمٌ وَلَا قَــذَعُ
وَكَــمْ قَطَعْـتُ إِلَيْكُـمْ مِـنْ مُـوَدَّأَةٍ
كَـأَنَّ أَعْلَامَهَـا فِـي آلِهَـا القَـزَعُ
غَبْرَاءَ يَهْمَاءَ يَخْشَى المُدْلِجُونَ بِهَا
زَيْـغَ الهُـدَاةِ بِـأَرْضٍ أَهْلُهَـا شِيَعُ
كَــأَنَّ أَيْنُقَنَــا جُــونِيُّ مَــوْرِدَةٍ
مُلْـسُ المَنَـاكِبِ فِـي أَعْنَاقِهَا هَنَعُ
قَـوَارِبَ المَاءِ قَدْ قَدَّ الرَّوَاحُ بِهَا
فَهُــنَّ تَفْــرَقُ أَحْيَانــاً وَتَجْتَمِـعُ
صـُفْرُ الحَنَــاجِرِ لَغْوَاهَـا مُبَيَّنَـةٌ
فِـي لُجَّةِ اللَّيْلِ لَمَّا رَاعَهَا الفَزَعُ
يَسْـــقِينَ أَوْلَادَ أَبْسَــاطٍ مُجَــدَّدَةٍ
أَرْدَى بِهَـا القَيْـظُ حَتَّى كُلُّهَا ضَرَعُ
صـَيْفِيَّةٌ حَمَـــكٌ حُمْـــرٌ حَوَاصـِلُهَا
فَمَـا تَكَـادُ إِلَـى النَّقْنَاقِ تَرْتَفِعُ
يَسْــقِينَهُنَّ مُجَاجَــاتٍ يَجِئْنَ بِهَــا
مِـنْ آجِنِ المَاءِ مَحْفُوفاً بِهِ الشِّرَعُ
بَـــاكَرْنَهُ وَفُضُـولُ الرِّيـحِ تَنْسُجُهُ
مُعَانِقـاً سَـاقَ رَيَّـا سَـاقُهَا خَـرِعُ
كَطُـرَّةِ البُـرْدِ تُرْوَى الصَّادِيَاتُ بِهِ
مِــنَ الأَجَــارِعِ لَا مِلْــحٌ وَلَا نَـزَعُ
لَمَّــا نَزَلْـنَ بِجَنْبَيْـهِ دَلَفْـنَ لَـهُ
جَوَادِفُ المَشْيِ مِنْهَا البُطْءُ وَالسَّرَعُ
حَتَّـى إِذَا مَا ارْتَوَتْ مِنْ مَائِهِ قُطُفٌ
تَسْـقِي الحَـوَاقِنَ أَحْيَانـاً وَتَجْتَرِعُ
وَلَّـتْ حِثَاثـاً تَوَالِيهَـا وَأَتْبَعَهَـا
مِــنْ لَابَـةٍ أَسْـفَعُ الخَـدَّيْنِ مُخْتَضِعُ
يَسْـبِقْنَ بِالقَصْـدِ وَالإِيغَـالِ كَرَّتَـهُ
إِذَا تَفَرَّقْــنَ عَنْــهُ وَهْـوَ مُنْـدَفِعُ
مُلَمْلَـــمٌ كَمُــدِقِّ الهَضْــبِ مُنْصَلِتٌ
مَـا إِنْ يَكَـادُ إِذَا مَـا لَجَّ يُرْتَجَعُ
حَتَّى انْتَهَى الصَّقْرُ عَنْ حُمٍّ قَوَادِمُهَا
تَـدْنُو مِـنَ الأَرْضِ أَحْيَاناً وَمَا تَقَعُ
وَظَـلَّ بِـالأُكْمِ مَـا يَصْـرِي أَرَانِبَهَا
مِـنْ حَـدِّ أَظْفَارِهِ الجُحْرَانُ وَالقَلَعُ
بَـلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ هِنْدٍ إِذَا احْتَجَبَتْ
بِـابْنَيْ عُـوَارٍ وَأَمْسَـى دُونَهَا بُلَعُ
وَجَــــاوَرَتْ عَبْشـَمِيَّاتٍ بِمَحْنِيَـــةٍ
يَنْــأَى بِهِــنَّ أَخُـو دَاوِيَّـةٍ مَـرِعُ
قَاصِـي المَحَـلِّ طَبَـاهُ عَـنْ عَشِيرَتِهِ
جُـزْءٌ وَبَيْنُونَـةُ الجَـرْدَاءِ أَوْ كَرَعُ
بِحَيْــثُ تَلْحَــسُ عَـنْ زُهْـرٍ مُلَمَّعَـةٍ
عَيْــنٌ مَرَاتِعُهَـا الصَّحْرَاءُ وَالجَرَعُ
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.