
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـَدَقَتْ مُعَيَّـــةُ نَفْسـُهُ فَتَــرَحَّلَا
وَرَأَى اليَقِيـنَ وَلَـمْ يَجِدْ مُتَعَلَّلَا
وَقَضَــى لُبَــانَتَهُ مُعَيَّــةُ مِنْكُـمُ
وَرَأَى عَزِيمَــةَ أَمْــرِهِ أَنْ يَفْعَلَا
وَرَأَى أَبَـــا حَسـَّانَ دُونَ عَطَـائِهِ
فَتَبَيَّنَتْــهُ العَيْـنُ أَسْـمَرَ مُقْفَلَا
فَشـَرَى حَرِيبَتَـــهُ بِكُــلِّ طُوَالَـةٍ
دَهْمَــاءَ سَـابِغَةٍ تُـوَفِّي المِكْيَلَا
وَغَـدَا مِـنَ الأَرْضِ الَّتِي لَمْ يَرْضَهَا
وَاخْتَـارَ وَرْثَانـاً عَلَيْهَـا مَنْزِلَا
فَطَـوَى الجِبَـالَ عَلَى رِحَالَةِ بَازِلٍ
لَا يَشْــتَكِي أَبَــداً بِخُـفٍّ جَنْـدَلَا
تَغْتَــالُ كُـلَّ تَنُوفَـةٍ عَرَضَتْ لَهَـا
بِتَقَـــاذُفٍ يَـدَعُ الجَـدِيلَ مُوَصَّلَا
بِجَنُـوبِ لِينَـةَ مَـا تَـزَالُ بِرَاكِبٍ
تُـــذْرِي مَنَاسِمُهَا بِهِـنَّ الحَنْظَلَا
تَـدَعُ الفِـرَاخَ الزُّغْبَ فِي آثَارِهَا
مِـنْ بَيْـنِ مَكْسُورِ الجَنَاحِ وَأَقْزَلَا
نُـحُّ الحَنَـاجِرِ مَـا يَكَادُ يُقِيمُهَا
تَـدَعُ القَعُـودَ مِنَ التَصَرُّفِ أَجْزَلَا
آلَــى إِذَا بَلَغَـتْ مَـدَافِعَ تَلْعَـةٍ
وَعَلَا لِيُبْلِغَهَـا المَكَـانَ الأَطْـوَلَا
وَكَــأَنَّهُنَّ أَشَــاءُ يَـثْرِبَ حَوْلَهَـا
جُـــرْفٌ أَضـَرَّ بِهِــنَّ نِهْــيٌ بُهَّلَا
وَكَــأَنَّ جِزْيَـةَ تَـاجِرٍ وُهِبَـتْ لَـهُ
يَوْمـاً إِذَا اسْتَقْبَلْنَ غَيْثاً مُبْقِلَا
وَتَــرَى أَوَابِيَهَــا بِكُـلِّ قَـرَارَةٍ
يَكْرُفْـــنَ شِقْشـِقَةً وَنَابـاً أَعْصَلَا
وَإِذَا سـَمِعْنَ هَـدِيرَ أَكْلَـفَ مُحْنِـقٍ
عَــدَلَتْ سَوَالِفُهَا إِذَا مَـا جَلْجَلَا
فَالعَبْـدُ قَـدْ أَعْنَتْـنَ أَسْفَلَ سَاقِهِ
وَعَـــدَلْنَ رُكْبَتَـهُ سِوَاهَا مَعْـدِلَا
فَتَرَكْنَـــهُ حَلَــقَ الأَدِيـمِ مُكَسِّراً
كَالمِسْـحِ أُلْقِـيَ مَـا يُحَرِّكُ مَفْصِلَا
دَسـِمَ الثِّيَـابِ كَـأَنَّ فَـرْوَةَ رَأْسِهِ
زُرِعَــتْ فَـأَنْبَتَ جَانِبَاهَـا فُلْفُلَا
لَا يَسْـمَعُ الحَبَشـِيُّ وَسْـطَ عِرَاكِهَـا
صَوْتاً إِذَا مَا العَبْدُ أَوْرَدَ مَنْهَلَا
إِلَّا تَجَــــاوُبَهُنَّ حَــــوْلَ سَوَادِهِ
بِحَنَـــاجِرٍ نُـــحٍّ وَشِدْقٍ أَهْــدَلَا
وَلَقَــدْ تَـرَى الحَبَشِيَّ وَهْوَ يَصُكُّهَا
أَشـِراً إِذَا مَـا نَالَ يَوْماً مَأْكَلَا
يَرْمَـدُّ مِنْ حَذَرِ الخِلَاطِ كَمَا ازْدَهَتْ
رِيــحٌ يَمَانِيَــةٌ ظَلِيمــاً مُجْفِلَا
لَا خَيْـرَ فِـي طُـولِ الإِقَامَةِ لِلفَتَى
إِلَّا إِذَا مَــا لَـمْ يَجِـدْ مُتَحَـوَّلَا
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.