
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِـنْ آلِ سَلْمَى الطَّارِقُ المُتَأَوِّبُ
إِلَــيَّ وَبِيـشٌ دُونَ سَلْمَى وَكَبْكَـبُ
فَكِـدْتُ اشْتِيَاقاً إِذْ أَلَمَّ خَيَالُهَا
أَبُـوحُ وَيَبْـدُو مِنْ هَوَايَ المُغَيَّبُ
وَيَوْمـاً بِـذِي بِيـشٍ ظَلِلْتُ تَشَوُّقاً
لِعَيْنَيْـكَ أَسْرَابٌ مِنَ الدَّمْعِ تُسْكَبُ
أُتِيحَـتْ لَنَا إِحْدَى كِلَابِ بنِ عَامِرٍ
وَقَدْ يُقْدَرُ الحَيْنُ البَعِيدُ وَيُجْلَبُ
بِأَرْضٍ نَأَى عَنْهَا الصَّدِيقُ وَغَالَنِي
بِهَـا مَنْـزِلٌ عَنْ طِيَّةِ الحَيِّ أَجْنَبُ
وَمَـا هَرَبَـتْ مِنْ حَاجَةٍ نَزَلَتْ بِهَا
وَلَكِنَّهَـا مِـنْ خَشْيَةِ الجُرْمِ تَهْرُبُ
أَقَـامَتْ بِـبِيشٍ فِـي ظِلَالٍ وَنَعْمَـةٍ
لَهَـا قَيِّـمٌ يَخْشَى الجَرَائِرَ مُذْنِبُ
غَرِيــبٌ نَـأَى عَـنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِه
لِيَحْيَـى وَطُـولُ العُمْرِ أَمْرٌ مُحَبَّبُ
الأَحْوَصُ هوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عاصِمٍ الأَنْصاريُّ، مِنْ بَني ضُبَيعَةَ، لُقِّبَ الْأَحْوَصَ لِضيقٍ فِي مُؤَخَّرِ عَيْنَيهِ، وَكَانَ مِنْ سُكّانِ المَدينَةِ، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ العَصْرِ الأُمَويِّ، وَكَانَ شَاعِراً مُجِيداً فِي الغَزَلِ والْهِجاءِ والْفَخْرِ، عَدَّهُ ابْنُ سَلامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السّادِسَةِ الإِسلاميِّينَ، وَكَانَ حَمّادُ الرّاويَةِ يُقَدِّمُهُ فِي الْنَّسِيبِ عَلَى شُعَراءِ زَمَنِهِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الوَليدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ فَأَكْرَمُهُ ثُمَّ بَلَغَهُ عَنْهُ مَا ساءَهُ مِنْ سيرَتِهِ فَرَدَّهُ إِلَى المَدينَةِ وَأَمَرَ بِجِلْدِهِ، وَنَفْيَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ المَدينَةِ وَرَفْضَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ أَنْ يُعيدَهُ فِي عَهْدِهِ فَبَقِيَ مَنْفِيّاً حَتَّى وَفاةِ عُمَرَ، ثُمَّ أُطْلِقَ فِي عَهْدِ يَزيدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَقَدمَ دِمَشْقَ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عَامِ 105 لِلْهِجْرَةِ.