
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـالَتْ وَقُلْـتُ تَحَرَّجِـي وَصِلِي
حَبْــلَ امْـرِئٍ بِوِصَـالِكُمْ صَبِّ
وَاصـِلْ إِذَنْ بَعْلِي فَقُلْتُ لَهَا
الغَـدْرُ شَـيْءٌ لَيْسَ مِنْ ضَرْبِي
ثِنْتَـانِ لَا أَدْنُـو لِوَصْـلِهِمَا
عِـرْسُ الخَلِيلِ وَجَارَةُ الجَنْبِ
أَمَّـا الخَلِيـلُ فَلَسْتُ فَاجِعَهُ
وَالجَـارُ أَوْصَـانِي بِـهِ رَبِّي
وَبِبَطْـنِ مَكَّـةَ لَا أَبُـوحُ بِـهِ
قُرَشِـيَّةٌ غَلَبَـتْ عَلَـى قَلْـبِي
وَلَـوَ انَّهَـا إِذْ مَرَّ مَوْكِبُهَا
يَـوْمَ الكَدِيدِ أَطَاعَنِي صَحْبِي
قُلْنَـا لَهَـا حُيِّيـتِ مِنْ شَجَنٍ
وَلِرَكْبِهَـا حُيِّيـتَ مِـنْ رَكْـبِ
وَالشـَّوْقُ أَقْتُلُـهُ بِرُؤْيَتِهَـا
قَتْلَ الظَّمَا بِالبَارِدِ العَذْبِ
وَالنَّــاسُ إِنْ حَلُّوا جَمِيعُهُمُ
شـِعْباً سـَلَامُ وَأَنْـتِ فِي شِعْبِ
لَحَلَلْــتُ شـِعْبَكِ دُونَ شِعْبِهِمُ
وَلَكَـانَ قُرْبِـي مِنْكُـمُ حَسْبِي
عُوجُـوا كَـذَا نَذْكُرْ لِغَانِيَةٍ
بَعْـضَ الحَـدِيثِ مَطِيَّكُمْ صَحْبِي
وَنَقُلْ لَهَا فِيمَ الصُّدُودُ وَلَمْ
نُذْنِبْ بَلَ انْتِ بَدَأْتِ بِالذَّنْبِ
إِنْ تُقْبِلِـي نُقْبِـلْ وَنُنْزِلُكُمْ
مِنَّـا بِـدَارِ السَّهْلِ وَالرُّحْبِ
أَوْ تُـدْبِرِي تَكْـدُرْ مَعِيشَتُنَا
وَتُصــَدِّعِي مُتَلَائِمَ الشَّـــعْبِ
الأَحْوَصُ هوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عاصِمٍ الأَنْصاريُّ، مِنْ بَني ضُبَيعَةَ، لُقِّبَ الْأَحْوَصَ لِضيقٍ فِي مُؤَخَّرِ عَيْنَيهِ، وَكَانَ مِنْ سُكّانِ المَدينَةِ، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ العَصْرِ الأُمَويِّ، وَكَانَ شَاعِراً مُجِيداً فِي الغَزَلِ والْهِجاءِ والْفَخْرِ، عَدَّهُ ابْنُ سَلامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السّادِسَةِ الإِسلاميِّينَ، وَكَانَ حَمّادُ الرّاويَةِ يُقَدِّمُهُ فِي الْنَّسِيبِ عَلَى شُعَراءِ زَمَنِهِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الوَليدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ فَأَكْرَمُهُ ثُمَّ بَلَغَهُ عَنْهُ مَا ساءَهُ مِنْ سيرَتِهِ فَرَدَّهُ إِلَى المَدينَةِ وَأَمَرَ بِجِلْدِهِ، وَنَفْيَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ المَدينَةِ وَرَفْضَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ أَنْ يُعيدَهُ فِي عَهْدِهِ فَبَقِيَ مَنْفِيّاً حَتَّى وَفاةِ عُمَرَ، ثُمَّ أُطْلِقَ فِي عَهْدِ يَزيدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَقَدمَ دِمَشْقَ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عَامِ 105 لِلْهِجْرَةِ.