
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَأَنَّهــا حيــنَ تَنــاءى خَطوُهــا
أَخْنَـسُ مَوشـِيُّ الشـَّوى يَرْعى القُلَلْ
بــاتَت لَــهُ مِــن شــُرَطِيّ لَيلَـةٌ
جــادَتْ عَلَيــهِ ســَبَلا بَعـدَ سـَبَلْ
أَلجَــأَهُ اللَّيْـلُ إِلـى حِقْـفِ ثَـرى
وَفيـــهِ صــِرُّ ذاتُ حَتــفٍ وَوَجَــلْ
يَــدعو بِظلفَيــهِ تُرابـا هـايِلاً
يَخلــطُ رَيثــاً وَفُتــوراً بعَجَــلْ
يَســـوفُ أَعلاهُ وَطَـــورا يَنتَحــي
لِلعِــرْقِ بِالسـِّنِّ فَمـا شـاءَ فَعَـلْ
حَتّــى إِذا اللَّيــلُ تَفَـرّى ثَـوبهُ
عَنـهُ غَـدا ينفـض عطفَيـهِ البَلَـلْ
كَـــــأَنَّهُ مُـــــدَّرِعُ قُبْطِيَّــــةً
مُعتَجِـــرٌ بِفَضـــلِها أَو مُشــتَمِلْ
فَجــالَ يَقْــرو أَخطَبــاً أَطــاعَهُ
نــوءُ الســِّماكينَ بِثَجَّــاجِ زَجِـلْ
إِن يَســتَرِبْ بِنبــأة يَبعَـثْ لَهـا
طَليعَــةً تَنفُــض أَطــرافَ السـُّبُلْ
مِـــن أَذُنَيــنِ يَطَّــبي ســَمعهما
مِــنَ الســُّكونِ حَرَكــاتٍ تَعتَمِــلْ
فَاِرتــاعَ مِـن غُضـْفٍ يُراعيـنَ بِـهِ
شــَوازِبٍ مِثــل قِــداحِ المُنتَصـِلْ
يَســعى بِهـا أَطلَـس عـارٍ مُبتَـذِل
لَيـــسَ بِراعــي غَنَــمٍ وَلا إِبِــلْ
يَرمي بِها الغيطانَ كَالسِّيدِ المول
يُشــبِهُ مـا شـَبَّهته غَيـر الرجـلْ
فَـــاِكتَنَفتْهُ فَنَحـــا يَقـــدُمُها
فَـاِحتَفَلَتْ فـي شـَدِّها ثُـمَّ اِحتَفَـلْ
حَتّــى إِذا كــادَت ثَنَــت صـَولَتَهُ
عَزيمَــةٌ مِنــهُ وَجــدٌّ لَــم يَـزَلْ
فَجــالَ فيهــا جَولَــةً مُعتَرِضــاً
فَاِختَــلَّ بِـالرَّوقينِ أَقـراب الأوَلْ
كَـــأَنَّهُ اِبــنُ فارِســِيّ يَنتَحــي
لِلقِــرنِ طَعنــاً بِمهــزٍّ مُعتَــدِلْ
غادَرَهــا تَكبــو عَلــى أُنوفِهـا
رَوادِيـاً وَاِنقَـضَّ كَـالنَّجمِ المـوَلْ
هاتيـكَ بَعـدَ الأَيـنِ وَالأَيـن وَقَـد
طـالَ بِها الإِرقالُ لا البَولُ المدَلْ
إِلـى الـوَزيرِ الحَسـَن اِستَنجَدْتُها
إِلـــى مَنـــاخِ وَمَــزارٍ وَمَحَــلْ
أَيّ مَــــزارٍ وَمَنــــاخٍ وَمَحَـــلّ
لِخـــايِفِ أَو مُســتَريشٍ ذي أَمَــلْ
دعامَــةُ الملــكِ وَحَيـثُ اِعتَمَـدَتْ
أَركـانُهُ وَالحَـرز مِـن رتبِ الدُّوَلْ
سـَيفُ أَميـرِ المُـؤمِنينَ المُنتَضـى
وَحِصــنُ ذي الرّياسـَتَينِ المعتَقَـلْ
مِــن عصـبَةٍ أَنْقَـذَنا اللَّـهُ بِهـا
وَثبــت الإِسـلامُ مِـن بَعـدِ الزَّلَـلْ
طَيِّبَــة الأَصــلِ مَـعَ الفَـرعِ لَهـا
غُصــْنان يَهتَـزَّانِ فـي رُكـنِ جَبَـلْ
حَفــافي الملــك يَــذودانٍ مَعـاً
عَـن حُرمَـةِ الـدِّينِ وَمِيراثِ الرُّسُلْ
أُقســـِمُ بِــاللَّهِ يَمينــاً بَــرَّة
وَالعيـسُ تَجتـابُ اليَبـابَ المُتَّصِلْ
لَقَولُـكَ القَـولُ الَّذي يشفي العَمى
وَرأيُـكَ الـرَّأيُ بِـهِ قـامَ المَيَـلْ
أَنتُـم يَـدُ الملـكِ الَّتي صالَ بِها
خَليفَــةُ اللَّــهِ عَلـى حيـنِ وَهِـلْ
وَهَضــْبَةُ الـدِّينِ وَأَنصـارُ الهُـدى
وَعِصــْمَةُ الحَــقِّ وَفُرسـانُ الفُلَـلْ
وَبــاذلو الخَيــرَ لمـا يُسـْأَلوا
وَبـاذلو الخَيـرَ إِذا الخَيـرُ سئلْ
وَموقِــدو الحَـرب لَـدى إِطفائِهـا
وَمُطفِؤُهــا وَهــيَ تَرمـي بِالشـُّعَلْ
آبـــاؤُكَ الغُــرُّ الأُلــى جــدُّهُم
كسـرى أَنـو شـروانُ يَـروونَ الأَسَلْ
مِــن كُـلِّ ذي تـاجٍ إِذا هـم مَضـى
قُــدْماً لِمـا هَـمَّ وَإِنْ قـالَ فَعَـلْ
فَــأَينَ لا أَيــنَ وَأَيــنَ مِثلُكُــم
وَأَنتُـــم الأَملاكُ وَالنَّــاسُ خَــوَلْ
محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، أبو جعفر المعروف بابن الزيات.وزير المعتصم والواثق العباسيين، وعالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء.نشأ في بيت تجارة في الدسكرة (قرب بغداد) ونبغ فتقدم حتى بلغ رتبة الوزارة.وعول عليه المعتصم في مهام دولته. وكذلك ابنه الواثق ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على توليه ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، وولي المتوكل فنكبه وعذبه إلى أن مات ببغداد.وكان من العقلاء الدهاة وفي سيرته قوه وحزم.