
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَـــم تَـــرَ أَنَّ الشـــَّيءَ لِلشـــَّيءِ عِلَّـــةٌ
يَكـــونُ لَهـــا كَالنَّـــارِ تُقــدَحُ بِالزَّنْــدِ
كَـــــذلِكَ جَرَّبنـــــا الأُمــــورَ وَإِنَّمــــا
يــدلكَ مــا قَــد كــانَ قَبــلُ عَلـى البعْـدِ
وَظَنِّــــــي بِــــــإبْراهيمَ أَنَّ مَكــــــانَهُ
ســـَيَبعَثُ يَومـــاً مِثـــلَ أَيَّـــامه النُّكْــدِ
رَأَيــــتُ حســــيناً حِيـــنَ صـــارَ مُحَمَّـــدٌ
بِغَيــــرِ أَمـــان فـــي يَـــدَيهِ وَلا عَقْـــدِ
فَلَــو كــانَ أَمضــى الســَّيفَ فيــهِ بِضــَربَةٍ
تُصـــــَيِّرُهُ بِالقــــاعِ مُنعَفِــــرَ الخَــــدِّ
إِذا لَـــم تَكُـــنْ لِلجُنـــدِ فيـــهِ بَقِيَّـــةٌ
فَقَــد كــانَ مــا بُلِّغــت مِــن خَـبر الجُنْـدِ
هُــــم قَتَلـــوهُ بَعـــدَ أَن قَتَلـــوا لَـــهُ
ثَلاثيـــنَ أَلفـــاً مِــن كهــولٍ وَمِــن مُــرْدِ
وَمـــا نَصـــَروهُ عَـــن يَـــدٍ ســـَلَفَتْ لَــهُ
وَلا قَتَلــــوهُ يَــــومَ ذلِـــكَ عَـــن حِقْـــدِ
وَلكِنَّــــهُ الغَــــدْرُ الصـــراحِ وَخفّـــة الْ
حلــومِ وَبُعــدُ الــرَّأيِ عَــن ســُنَنِ القَصــْدِ
فَــــذلِكَ يَــــومٌ كـــانَ لِلنَّـــاسِ عِـــبرَةً
ســَيَبقى بَقــاءَ الــوَحْيِ فـي الحَجَـر الصـَّلْدِ
وَمـــا يَـــوم إِبراهيـــمَ إِن طــالَ عُمــرهُ
بِأَبعَــدَ فــي المَكــروهِ مِــن يَــومِهِ عِنْـدي
تَــــذَكَّرَ أَميــــرَ المُــــؤمِنينَ قِيــــامَه
وَإيمــانَهُ فــي الهَــزل مِنــهُ وَفــي الجـدِّ
أَمـــا وَالَّـــذي أَصـــبَحتُ عَبْـــدَ خَليفَـــةٍ
لَـــهُ خَيـــرُ إيمـــانِ الخَليفَــةِ وَالعَبْــدِ
إِذا هَــــزَّ أَعــــوادَ المَنـــابِر باســـتِهِ
تَغَنّــــى بِلَيلــــى أَو بِمَيَّــــة أَو هِنْـــدِ
وَوَاللَّـــهِ مـــا مِـــن تَوْبَــةٍ نَزَعَــتْ بِــهِ
إِلَيــــــكَ وَلا مَيــــــلٍ إِلَيــــــكَ وَلا وُدِّ
وَلكِـــــــنَّ إِخلاصَ الضــــــَّميرِ مُقَــــــرَّب
إِلـــى اللَّـــهِ زُلفــى لا تخيــبُ وَلا تكْــدي
أَتــــاكَ بِــــهِ طَوْعـــاً إِلَيـــكَ بِـــأَنفِهِ
عَلـــى رُغْمِـــهِ وَاِســتَأثَرَ اللَّــهُ بِالحَمْــدِ
فَلا تَــــترُكَنْ لِلنَّــــاسِ مَوضــــِعَ شــــُبهَةٍ
فَإِنَّــــكَ مجـــزيٌّ بِحَســـْبِ الَّـــذي تُســـْدي
فَقَـــد غَلَطــوا لِلنَّــاسِ فــي نَصــْبٍ مِثلــه
وَمــن لَيــسَ لِلمَنصــورِ بِــابن وَلا المَهْــدي
فَكَيــفَ بِمَــن قَــد بــايَعَ النَّــاسُ وَالتَقَـتْ
بِبَيعَتِــــهِ رُكْبـــانُ غَـــوْرٍ إِلـــى نَجْـــدِ
وَمَــــن صـــَكَّ تَســـليمُ الخِلافَـــةِ ســـَمعَهُ
يُنــادى بِهــا بَيــنَ الســماطين مِــن بُعْـدِ
وَأَيُّ اِمـــرئٍ ســـامى بِهـــا قَـــطُّ نَفْســـَهُ
فَفارَقَهـــا حَتّـــى تَغَيَّـــبَ فـــي اللَّحْـــدِ
وَترجـــــمُ هـــــذي النَّابتيَّــــةَ أَنَّــــهُ
إِمـــامٌ لَهـــا فيمــا تُجِــنُّ وَمــا تُبْــدي
يَقولــــــونَ ســـــُنِيٌّ وَأَيَّـــــةُ ســـــُنَّةٍ
تَقــومُ بِجَــونِ اللَّــونِ صــَعلُ القَفــا جَيْـدِ
وَقَـــد جَعَلـــوا رُخْـــصَ الطَّعـــامِ بِعَهــدِهِ
زَعيمــاً لَهُــم بِــاليُمنِ وَالكَــوكَبِ الســَّعْدِ
إِذا مـــــا رَأَوا يَومــــاً غَلاء رَأيَتهــــم
يَحِنُّـــونَ تَحنانـــاً إِلـــى ذلِـــكَ العَهْــدِ
وَأَقبَـــلَ يَـــومَ العيـــدِ يوجِـــفُ حَـــوْلَهُ
وَجيــف الجِيــادِ وَاِصــطِكاك القَنــا الجُـرْدِ
وَرجّالَـــةٌ يَمشـــونَ فـــي الـــبيضِ دونَــهُ
وَقَــــد تَبعــــوهُ بِالقَضــــيبِ وَبِـــالبُرْدِ
فَـــإِنْ قُلـــتَ قَـــد رامَ الخِلافَـــةَ غَيــرُهُ
فَلَــم يُــؤتَ فيمــا كــانَ حــاولَ مِــن جَـدِّ
فَلَـــم أجـــزِهِ إِذ خَيَّـــبَ اللَّـــهُ ســـَعيَهُ
عَلـــى خَطَـــأٍ إِذ كــانَ مِنــهُ عَلَــى عَمْــدِ
وَلَـــم أَرضَ بَعـــدَ العَفـــوِ حَتّــى رَفَــدتُهُ
وَلَلعَــــمُّ أَولــــى بِالتَّغَمُّــــدِ وَالرِّفْـــدِ
فَلَيــــسَ ســــَواءً خــــارِجِيٌّ رَمـــى بِـــهِ
إِلَيــكَ ســَفاهُ الــرَّأيِ وَالــرَّأيُ قَـد يُـردي
تَعــــاوَت لَـــهُ مِـــن كُـــلِّ أَوبِ عصـــابَةٌ
مَـــتى يـــورِدوا لا يُصــدِروهُ عَــنِ الــورْدِ
وَآخَـــر فـــي بَيـــتِ الخَليفَـــةِ يَلتَقـــي
بِـــهِ وَبِـــكَ الآبـــاءُ فـــي ذُروَةِ المَجْــدِ
فَمَـــــولاكَ مَـــــولاهُ وَجُنـــــدُكَ جُنــــدهُ
وَهَــل يَجمَــعُ القَيــنُ الحُســامَينِ فـي غَمْـدِ
وَقَـــد رابَنـــي مِــن أَهــلِ بَيتِــكَ أَنَّنــي
رَأَيـــتُ لَهُـــم وَجْـــداً بِــهِ أَيَّمــا وَجْــدِ
يَقولـــونَ لا تَبْعُـــدْ مِـــن اِبـــنِ مُلِمَّـــةٍ
صـــَبورٍ عَلَيهـــا النَّفـــس ذي مَــرَّةً جَلْــدِ
فَــــدانا فَهــــانَت نَفســـُهُ دونَ مُلكِنـــا
عَلَيــهِ عَلــى الحِيــنِ الَّـذي قَـلَّ مَـنْ يُفْـدي
عَلــى حيــن أَعطــى النَّــاسُ صــَفوَ أَكُفِّهِــم
عَلِـــيُّ بـــنِ موســـى بِالوِلايَـــةِ لِلعَهْـــدِ
فَمــا كــانَ مِنَّــا مَــن أَبـى الضـَّيْمَ غَيـرهُ
وَلكِــن كَفانــا فــي القَبــولِ وَفــي الـرَدِّ
وَجَـــــرَّدَ إِبراهيــــمُ لِلمَــــوتِ نَفســــَهُ
وَأَبـــدى ســـِلاحاً فَـــوقَ ذي مَيْعَـــةٍ نَهْــدِ
فَـــأَبلى وَمَــن يَبلُــغْ مِــنَ الأَمــرِ جَهــدَهُ
فَلَيـــسَ بِمَـــذمومٍ وَإِن كـــانَ لَـــم يُجْــدِ
فَهـــذي أُمـــورٌ قَـــد يَخــافُ ذَوو النُّهــى
مَغَبَّتَهــــا وَاللَّــــهُ يَهــــديكَ لِلرُّشــــْدِ
محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، أبو جعفر المعروف بابن الزيات.وزير المعتصم والواثق العباسيين، وعالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء.نشأ في بيت تجارة في الدسكرة (قرب بغداد) ونبغ فتقدم حتى بلغ رتبة الوزارة.وعول عليه المعتصم في مهام دولته. وكذلك ابنه الواثق ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على توليه ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، وولي المتوكل فنكبه وعذبه إلى أن مات ببغداد.وكان من العقلاء الدهاة وفي سيرته قوه وحزم.