
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا لِلغَـواني مَـنْ رَأَيـنَ بِرَأسِهِ
يَقَقــاً مَلَلــنَ وِصـالَهُ وَشـَنَينَهُ
وَإِذا عِـذارُ المَـرءُ قَـلَّ قَـتيرُهُ
لاحَظنَـــهُ بِبَشاشـــَةٍ وَهَـــوينَهُ
صـَدَفَت خُناسـُكَ عَنـكَ بَعـدَ مَـوَدَّةٍ
وَرَأَت شــَبابَكَ بالِيــاً وَغُضـونَهُ
إِنَّ الخَليفَةَ خَيرُ مَن وَطِىءَ الحَصا
لِلَّــهِ يَمحَــصُ دينَــهُ وَيَقينَــهُ
ســارَت حُكــومَتُهُ بِأَعـدَلَ سـيرَةٍ
قُصـوى البِلاد وَفـي الذينَ يَلونَهُ
فَــالحَقُّ أَوضــَح مُبصــِر آيـاتُهُ
وَالجــورُ يَطمِـسُ شَخصـَهُ وَعُيـونَهُ
وَرَأى البَرِيَّــةُ عَفــوَهُ وَعَفـافَهُ
فَالنَّــاسُ حَـذو طَريقـه يَحـذونَهُ
طَلَبــوا رِضـاهُ بِنِيَّـةٍ وَتَيَقَّنـوا
أَن لَيـسَ يَرضـى اللَّهُ أَو يُرضونَهُ
يَخشـَونَ صـَولَتَهُ فَهُـم فـي طاعَـةٍ
وَكَمِثــلِ مــا يَخشـَونَهُ يَرجـونَهُ
إِنَّ الخَليفَــةَ رَحمَـةٌ مِـن رَبِّنـا
وَبِـهِ أَنـارَ لَنـا وَأَوضـَحَ دينَـهُ
وَعَلـى أَبـي إِسـحاقَ طاعَـةُ رَبِّـهِ
حَقّــاً لِيَنصــُرَهُ بِهــا وَيُعينَـهُ
ملـكٌ بـأَرضِ الـرومِ أَنـزَلَ نِقمَةً
وَأَبــادَ مــالاً أَهلُهـا يُحصـُونَهُ
وَأَبــادَ مالِكهــا وَفَـلَّ جُنـودَهُ
طَعنــاً وَزَلــزَلَ مُلكَـهُ وَحُصـُونَهُ
وَالــزَّطُّ أَيُّ خَليفَـة دانـوا لَـهُ
أَو كــانَ قَبلَـكَ طاعَـةً يُعطـونَهُ
حَتّــى مَلَكـتَ وَظَـلَّ سـَيفُكَ مِنهُـمُ
تَكسـو الـدِّماءُ شـِفارَهُ وَمُتـونَهُ
فَـأَتوا لِحُكمِـكَ وَالَّذي كانوا بِهِ
يَعصــونَ جَـدَّعَتِ الظُّـبى عِرنينَـهُ
فَعَفَـوتَ إِنَّـكَ لَـم تَـزَل ذا رَأفَةٍ
حَسـَنَ الفَعـالِ مُباركـاً مَيمـونَهُ
وَســَقَيتَ بابَـكَ كَـأسَ حَتـف مُـرَّةً
بِفَـوارِس سـَحَبوا القنـا يَتلونَهُ
فَتَجالَـدَ الزَّحفـانِ يَومـاً كامِلاً
وَالقَـوسُ يُخضـَبُ بِالَّـذي يَـبرونَهُ
حَتّــى رَأَيــتَ الخُرَّمِيَّــةَ رَيضـَةً
وَالبَـذَّ أَنكَـرَتِ الفِجـاجُ رَنينَـهُ
يَبكـي الَّـذينَ تُخرِّمـوا مِن أَهلِهِ
وَنِســاءُ بابِــكَ حُسـَّراً يَبكينَـهُ
وَإِلـى عموريـةٍ سـَمَا فـي جَحفَـلٍ
مَلَأَ الفجــاج ســُهولَهُ وَحُزونَــهُ
فَأَبــادَ سـاكِنَها وَحَجَّـلَ باطِسـاً
حلقــاً أَذَلَّ اللَّـهُ مَـن يحـوينَهُ
قَتلــى يُنَضــِّدهُم بِكُــلِّ طَريقَـةٍ
نَضــَداً تَخـالُ مَراقِبـاً موضـونَهُ
فَهُـمُ بـوادي الجـونِ قَتلى فِرقَة
وَقَبـــائِلٌ فِـــرَقٌ مَلَأنَ ســُجونَهُ
وَأَبــانَ بِالصَّفصـافِ خالِصـَة لَـهُ
كَيـد العَـدُوِّ وَسـوءَ مـا يَطوونَهُ
فَهَـوى اللَّعيـنُ وَنَجمُهُ وَاللَّهُ لا
يرضــَى الضـَّلالَ وَلا يُعِـزُّ قَرينَـهُ
وَالمُنفِسـونَ قَصـَدتَ خَيلَـكَ قَصـدَهُ
فَــوَطئنه وَفَتَكــتَ حيـنَ لَقَينَـهُ
وَقَطَعــت دابِـرَهُ فَجـاءَكَ خاضـِعاً
حَـذر الـرَّدى وَجِلَ الفُؤادِ مَهينَهُ
وَالمازِيــارُ وَقَـد تَقَلَّـدَ غَـدرَةً
قَطَعَــت نِيــاطَ فُـؤادِهِ وَوَتينَـهُ
مِـن بَعـدِ ما جَعَلَ الشَّواهِقَ عِصمَةً
وَصَياصـــِياً بِضـــَلالِهِ يُغرينَــهُ
ظَنّـاً بِـأَنَّ الغَـدرَ يَمنَـعُ أَهلَـهُ
كَــذِباً فَكَـذَّبَتِ الحُتـوفُ ظُنـونَهُ
فَأَفضــتهُ لِلنَّكــثِ يَشـرَحُ صـَدرَهُ
لِيُـــذِلَّهُ رَبّــي بِــهِ وَيُهينَــهُ
وَشـَحَنتَ بِالأُسـدِ الخَوادِر بِالقنا
وَالمُرهفــاتِ شــِعابَهُ وَرعــونَهُ
أَنِسـَت جِيـادُكَ صـَعبَ مَرقـى حصنَهُ
وَجِبالَهــا فَرقَينَهــا وَرَقَينَــهُ
كَلَبـاً عَلَيـهِ فمـا برحـنِ عراصَهُ
وَقَلالُـــهُ بِكُمـــانه يُشـــجينَهُ
حَتّــى إِذا رزى النِّسـاءُ نِسـاءَهُ
لَمّــا اُسـتبيحَ حَريمُـهُ وَرَزينَـهُ
ثُــمَّ اِسـتَكانَ وَأَسـلَمتَهُ حُمـاتُهُ
وَرَأى شــَتاتاً بِالصـَّغار عَرينَـهُ
وَغَـدَت جِيـادُكَ حيـنَ أَسـلَمَ عُنوَةً
تَحتــازُ ظــاهِرَ مـالِهِ وَدَفينِـهِ
ضـُمَّت يَـداهُ إِلـى التَّليلِ مُكَبَّلاً
تَـدمى وَسـاوَرَتِ الـدُّموعُ جُفـونَهُ
حَتّـى إِذا اِختَلَجَـت سـِياطُكَ نَفسَهُ
وَتَخَرَّمَـــت حَرَكـــاتهُ وَســُكونَهُ
نيطَــت عَــوامِلُهُ بِـرَأسِ عُـذافِر
جَعــل الشـَّريطُ عِرانـهُ وَبُرينَـهُ
مـن بَعـد ما بِالكُفرِ بكَّت حَيدَراً
وَأَبــانَ يوضـِحُ مُفصـحاً مَكنـونَهُ
وَجَمَعــتَ كُــلَّ مُعَــدَّلٍ وَســَأَلتَهُ
نصــّاً لِيوضــِحَ كُفــرَهُ وَيُـبينَهُ
فَـأَقَرَّ بِـالكُفرِ المُبينِ وَلَم تُرِد
إِلَّا الإِلــهُ وَلَــم تُـرِد تَهجينَـهُ
أَنّــى وَقَــد أَنطَقـتَ كُـلَّ مُفَـوَّهٍ
فـي مدحَـةٍ طَلَبـا بِهـا تَزيينَـهُ
لِتشــيعَ مــدحَتهُ وَتشـهرَ ذِكـرَهُ
بِحِبـالِ شـاعِرِكَ الرَّصـينِ رَصـينَهُ
وَجَزَيــتَ مــادِحَهُ فَأَبصـَرَ شـعرَهُ
وَأَحَـــبَّ كُــلُّ مُــدَوِّن تَــدوينَهُ
وَرَفَعتـهُ فَـوقَ النُّجـومِ وَلَم تَدَع
فـي المُلـكِ مُصـطَفِياً لَهُ تمكينَهُ
وَعَصــبتهُ بِالتَّــاجِ عَصـبَ جَلالَـةٍ
وَجَعَلــتَ خَلـقَ اللَّـهِ يَسـتَرعونَهُ
محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، أبو جعفر المعروف بابن الزيات.وزير المعتصم والواثق العباسيين، وعالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء.نشأ في بيت تجارة في الدسكرة (قرب بغداد) ونبغ فتقدم حتى بلغ رتبة الوزارة.وعول عليه المعتصم في مهام دولته. وكذلك ابنه الواثق ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على توليه ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، وولي المتوكل فنكبه وعذبه إلى أن مات ببغداد.وكان من العقلاء الدهاة وفي سيرته قوه وحزم.