
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِلـى مَـتى مِنكُـمُ هَجـري وإقْصـَائي
ويلــي وجــدتُ أحِبّـائي كأعْـدائي
هُـمْ أظمـؤُوني إلى ماءِ اللّمى ظمأً
تَرَحّـلَ الـرِّيُّ بـي منـهُ عـنِ الماءِ
وخــالفونيَ فيمــا كنْــتُ آمُلُــهُ
منهــمْ وَرُبَّ دواءٍ عــادَ كالــداءِ
أَعيــا عَلـيّ وعُـذري لا خفـاءَ بِـهِ
رِياضــَةُ الصـعبِ مِـن أَخلاقِ عـذراءِ
يـا هَـذِهِ هَـذِهِ عَينـي الَّـتي نَظَرتْ
تَبــلّ بالـدَّمْعِ إِصـباحي وَإِمسـائي
مِـن مُقلَتَيـكَ كَسـاني نـاظِري سَقَماً
فَمــا لِجســميَ فَيـءٌ بيْـنَ أفيَـاءِ
وَكُــلُّ جَــدْبٍ لَـه الأنـوَاءُ ماحِيـةٌ
وَجَــدْبُ جســميَ لا تمحـوهُ أنْـوَائي
إنّــي لَجَمــرُ وَفـاءٍ يُستَضـاءُ بـهِ
وأنْـتِ بالغـدرِ تختـارينَ إطفـائي
حاشـاكِ ممـا اقتضاهُ الذمّ في مثلٍ
قـد عـادَ بعـد صـَنَاعٍ نقـضُ خرقاءِ
مـا فـي عتابِـكِ من عُتْبَى فأرقبها
هــل يُســْتَدَلّ علـى سـلمٍ بِهَيْجـاءِ
ولا لوعــدكِ إنجــازٌ أفــوزُ بــهِ
وكيـــف يُــرْوي غليلاً آلُ بيــداءِ
مُؤنِّـبي فـي رَصـينِ الحلم حين هَفَا
لــم يَهْـفُ حلمـيَ إلّا عنـد هيفـاءِ
دعْ حيلـةَ البُرْءِ في تبريح ذي سَقَم
إنّ المشــارَ إليــه ريـقُ لميـاءِ
مُضــنى يـردّ سـلامَ العـائداتِ لـه
مثــلَ الغريـق إذا صـلّى بإيمـاءِ
كــأنّه حيــنَ يستشــفيْ بغانيــةٍ
غيـرِ البخيلة يَرْمي الداءَ بالداءِ
ما في الكواكب من شمس الضحى عوَضٌ
ولا لأســماءَ فــي أتــرابِ أسـماءِ
عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.