
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا كـمْ تُسـْمِعُ الزمن العتابا
تخــاطبُهُ ولا يـدري الخطابـا
أتطمـعُ أن يـردّ عليـك إلفـاً
ويُبْقـي مـا حييتَ لك الشبابا
ألـم تَـرَ صـرفه يُبلـي جديداً
ويـتركُ آهـلَ الـدّنْيا يَبابـا
وإن كـان الثـواءُ عليـك داءً
فـبرؤك في نوىً تُمطي الركابا
وهمّــكَ هــمّ مرتقِــبٍ أمـوراً
تسـيحُ علـى غرائبها اغترابا
وإن أخـا الحزامـةِ مَـن كَراهُ
كَحَسـْوِ مُـرَوّعِ الطيـرِ الثِّغابا
فـتىً يسـتطعمُ البيضَ المواضي
ويستسـقي اللهاذمَ لا السحابا
فصـرِّفْ في العُلى الأفعالَ حزماً
وعزْمًـا إن نحوْتَ بها الصّوابا
وكـن فـي جانبِ التحريض ناراً
تزيـدُ بنفحـةِ الرّيحِ التهابا
فلـم يُمِـهِ الحسامَ القينُ إلّا
ليصـرفَ عنـد سـلَّتهِ الرّقابـا
ولا ترْغــبْ بنفســك عــن فلاةٍ
تخـالُ سـَرَابَ قيْعَتهـا شـَرابا
فكـم مُلْـكٍ يُنـال بخـوْض هُلْـكٍ
فلا يُبْهِـمْ عليـك الخـوفُ بابا
وقفـتُ مـن التنـاقضِ مُستريباً
وقد يقفُ اللبيبُ إذا استرابا
كــأنّ الــدهرَ محْسـنُهُ مُسـيءٌ
فمـا يَجْـزي علـى عمـلٍ ثوابا
ولـو أخـذَ الزّمـان بكـفّ حـرّ
لكــان بطبعِـهِ أمْـراً عُجابـا
يَجُـرّ علـيّ شـرْبُ الـراحِ همّـاً
ويـورثُ قلـبيَ الشدوُ اكتئابا
وفـي خُلُـقِ الزّمـان طباعُ خُلْفٍ
تُمـرِّرُ في فمي النُّغَبَ العذابا
وقـد بُـدِّلتُ بعـد سـَرَاةِ قومي
ذئابـاً فـي الصّحابةِ لا صحابا
وألفيـتُ الجليـسَ علـى خلافـي
فلســْتُ مجالِســاً إلّا كِتابَــا
ومـا العنقـاءُ أعوزُ من صديقٍ
إذا خَبُـثَ الزمـانُ عليك طابا
ومــا ضــاقتْ علـيَّ الأرضُ إلّا
دَحَـوْتُ مكانَهـا خُلُقـاً رحابـا
سأعتســِفُ القفــارَ بِمُــرْقِلاتٍ
تجـاوزني سباسـِبَها انتهابـا
تخـالُ حـديث أيـديها سـراعاً
حــثيثَ أنامـلٍ لقطـت حسـابا
وتحسـبُ خـافقَ الهـادي وجيفاً
يظــنّ زمــامَ مخطمـه حُبابـا
وَأَسـرى تَحـتَ نَجـمٍ مـن سناني
إِذا نَجـمٌ عـنِ الأَبصـارِ غابـا
وإنّ المَيْـتَ فـي سفرِ المعالي
كمـن نـالَ المُنـى منها وآبا
ويُنجـدني علـى الحـدثان عضْبٌ
يُـذلل قرعـه النـوَبَ الصعابا
يمـانٍ كلمـا اسـتمطرْتُ صـوْباً
بـه مـن عـارض المهَجات صابا
كـأن عليـه نـارَ القينِ تُذكى
فلــولا مــاءُ رَوْنَقِـهِ لَـذابا
كـأنّ شـُعاعَ عيـنِ الشـمسِ فيه
وإن كـان الفِرِنْـدُ بـه ضَبابا
كــأنّ الــدَّهْرَ شـَيّبَهُ قـديماً
فمـا زال النجيـعُ لـهُ خضابا
كــأنّ ذُبــابَهُ شــادي صـَبوحٍ
يحــرّكُ إن ضـربتُ بـه رقابـا
وكنّــا فـي مواطِنِنـا كرامـاً
تعـافُ الضـيمَ أنفسـُنا وتابى
ونطلـع فـي مطالعنـا نجومـاً
تعــدّ لكــلّ شــيطان شـهابا
صــبرنا للخطـوب علـى صـُروفٍ
إذا رُمِـيَ الوليـدُ بهـنّ شابا
ولــم تَســْلَمْ لنـا إلا نفـوسٌ
وأحســابٌ نُكَرّمهــاْ احتسـابا
ولـم تخْـلُ الكـواكبُ من سقوطٍ
ولكــن لا يُبَلّغُهــا الترابـا
عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.