
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَمُسـتَوحِشٍ لَـم يُمـسِ فـي دارِ غُربَةٍ
وَلَكِنَّـــهُ مِمَّـــن يُحِـــبُّ غَريـــبُ
طَـواهُ الهَوى وَاِستَشعَرَ الوَصلَ غَيرُهُ
فَشــَطَّت نَــواهُ وَالمَــزارُ قَريــبُ
سـَلامٌ عَلـى الـدارِ التي لا أَزورُها
وَإِن حَلَّهـــا شــَخصٌ إِلَــيَّ حَــبيبُ
وَإِن حَجَبَــت عَــن نـاظِرَيَّ سـُتورُها
هَــوىً تَحسـُنُ الـدُنيا بِـهِ وَتَطيـبُ
هَـوىً تَضـحَكُ اللَـذاتُ عِنـدَ حُضـورِهِ
وَيَســخُنُ طَـرفُ اللَهـوِ حيـنَ يَغيـبُ
تَثَنّــى بِــهِ الأَعطـافُ حَتّـى كَـأَنَّهُ
إِذا اِهتَـزَّ مِـن تَحـتِ الثِيابِ قَضيبُ
أَلَـم تَـرَ صـَمتي حيـنَ يَجري حَديثُهُ
وَقَــد كُنـتُ أُدعـى بِاِسـمِهِ فَـأُجيبُ
رَضـيتُ بِسـَعيِ الـدَهرِ بَينـي وَبَينَهُ
وَإِن لَـم يَكُـن لِلعَيـنِ فيـهِ نَصـيبُ
أُحــاذِرُ إِن واصــَلتُهُ أَن يَنـالَني
وَإِيّـــاهُ ســَهمٌ لِلفِــراقِ مُصــيبُ
أَرى دونَ مَـن أَهـوى عُيوناً تُريبُني
وَلا شـــَكَّ أَنّـــي عِنــدَهُنَّ مُريــبُ
أُداري جَليسـي بِالتَجَلُّـدِ في الهَوى
وَلــي حيــنَ أَخلـو زَفـرَةً وَنَحيـبُ
وَأُخبِــرُ عَنــهُ بِالَّــذي لا أُحِبُّــهُ
فَيَضــحَكُ ســِنّي وَالفُــؤادُ كَئيــبُ
مَخافَـةَ أَن تُغـرى بِنا أَلسُنُ العِدا
فَيَطمَـــعَ فينــا كاشــِحٌ فَيَعيــبُ
كَـأَنَّ مَجـالَ الطَـرفِ فـي كُـلِّ ناظِرٍ
عَلــى حَرَكــاتِ العاشــِقينَ رَقيـبُ
أَرى خَطَراتِ الشَوقِ يُبكينَ ذا الهَوى
وَيُصـبينَ عَقـلَ المَـرءِ وَهـوَ لَـبيبُ
وَكَــم قَـد أَذَلَّ الحُـبُّ مِـن مُتَمَنِّـعٍ
فَأَضــحى وَثَـوبُ العَـزِّ مِنـهُ سـَليبُ
وَإِنَّ خُضـوعَ النَفـسِ فـي طَلَبِ الهَوى
لَأَمـــرٌ إِذا فَكَّــرتُ فيــهِ عَجيــبُ
راشد بن إسحاق أبو حكيمة.من الشعراء المقدمين في العقود الأولى من القرن الثالث وهو من الشعراء المنسيين ذلك أنه استفرغ معظم شعره في التألم لما أصيب به من العنة مما زهد الباحثين في جمع شعره.له شعر في كتاب شعراء عباسيون منسيون.