
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ الخُطـوبَ مُلِحّـاتٌ عَلـى البَشـَرِ
مُسـتَبدِلاتٌ صـَفاءَ العَيـشِ بِالكَـدَرِ
لِلَّــهِ دَرُّ اللَيـالي فـي تَصـَرُّفِها
مـاذا تُرينـا مِـنَ الآياتِ وَالعِبَرِ
وَمـا تَـزالُ لِأَحـداثِ الصـِبا عِلَـلٌ
مُســَلَّطاتٌ عَلــى الأَرواحِ وَالجَسـَدِ
اِنظُـر إِلَـيَّ وَمـا يَصنَعنَ في بَدَني
لَقَــد تَحَيَّنَّنـي بِـالنَقصِ وَالغَيـرِ
تَرَكـنَ أَيـرِيَ نِضـواً لا حَـراكَ بِـهِ
مَــن يَختَبِـرهُ يَجِـدهُ شـَرَّ مُختَبَـرِ
أَبقَيــنَ مِنــهُ جُلَيــداتٍ مُشـَنَّجَةً
مــا يَسـتَبينُ لِـذي مَـسٍّ وَلا نَظَـرِ
كَـــأَنَّهُ طَلَــلٌ أَقــوَت مَعــالِمُهُ
لَم يُبقِ مِنهُ البِلى شَيئاً وَلَم يَذَرِ
يـا رُبَّ صـائِحَةٍ بِالوَيـلِ حينَ رَأَت
مـا بَيـنَ فَخـذَيَّ مِن حُزنٍ وَمِن عِبَرِ
أَيــرٌ تَعَقَّــفَ وَاِسـتَرخَت مَفاصـِلُهُ
مِثـلَ العَجـوزِ حَناهـا شِدَّةُ الكِبَرِ
يَقـومُ حيـنَ يُريـدُ البَولَ مُنتَصِباً
كَـــأَنَّهُ قَــوسُ نَــدّافٍ بِلا وَتَــرِ
إِذا أَقـامَتهُ سـَلمى مالَ في يَدِها
مِثـلَ المُرَنَّـحِ يَشـكو شـِدَّةَ الضَرَرِ
وَلا يَقــومُ وَإِن أَيقَظَتــهُ ســَحَراً
كَمـا تَقومُ أُيورِ الناسِ في السَحَرِ
تَـأبى مَسـاويهِ أَن يُحصى لَها عَدَدٌ
وَأَن تُمَثّـلَ فـي الأَوهـامِ وَالفِكَـرِ
دَبَّ البِلـى فيـهِ حَتّى ما يُصابُ لَهُ
جِســمٌ يُضـافُ إِلـى طـولٍ وَلا قِصـَرِ
يُـدعى إِلـى لَذَّتِ الدُنيا فَيَترُكُها
كَــأَنَّهُ مُشــرِفٌ مِنهـا عَلـى خَطَـرِ
كَــأَنَّهُ حــالِفٌ بِــاللِهِ مُجتَهِـداً
أَلّا يَقــومَ عَلــى أُنـثى وَلا ذَكَـرِ
تَقـولُ سـَلمى وَقَـد بـاتَت تُغَمِّـزُهُ
مـاذا بِـأَيرِكَ مِـن ضـُعفٍ وَمِن خَوَرِ
فَقُلــتُ إِن لانَ فـي كَفَّيـكِ مَلمَسـُهُ
لَطالَمـا كـانَ صَعبَ الرَأسِ كَالحَجَرِ
وَطالَمـا اِسـتَعَرَت حَربُ المُجونِ بِهِ
فَكُـلُّ فُرسـانِها مِنهـا عَلـى حَـذَرِ
لا تَسـأَلي سـَلمَ عَـن أَخبارِهِ أَحَداً
فـي دونِ عِلمِكِ ما يُغني عَنِ الخَبَرِ
كَـم قَـد حَلَفـتِ لَـهُ بِاللَهِ جاهِدَةً
مـا ذُقـتُ مِثلَـكَ فـي بَدوٍ وَلا حَضَرِ
أَيّـامَ لا يَنثَنـي عَـن عِـزَّةٍ حَضـَرَت
وَإِن تَقَحَّــمَ فيهــا لُجَّـةَ الغَـرَرِ
تُكَشـِّفُ الحَـربُ مِنـهُ عَـن أَخي ثِقَةٍ
ماضي العَزيمَةِ عِندَ الوِردِ وَالصَدَرِ
يَنســابُ بَيــنَ مَطـاميرٍ وَأَودِيَـةٍ
لا ضـَوءَ شـَمسٍ يُـرى فيهـا وَلا قَمَرِ
لَقَــد أَصــَبتِ بِـهِ مِقدامَـةً بَطَلاً
مُؤَيَّـداً في الوَغى بِالنَصرِ وَالظَفَرِ
هِـيَ المَقـاديرُ أَفنَتـهُ حَوادِثُهـا
وَمِـن يُجيـرُ مِـنَ الأَحـداثِ وَالقَدَرِ
جَعَلتُــهُ عِظَــةً لـي فَـاِتَّعَظتُ بِـهِ
وَأَيٌّ مُتَّعِــــظٍ فيـــهِ وَمُعتَبِـــرِ
راشد بن إسحاق أبو حكيمة.من الشعراء المقدمين في العقود الأولى من القرن الثالث وهو من الشعراء المنسيين ذلك أنه استفرغ معظم شعره في التألم لما أصيب به من العنة مما زهد الباحثين في جمع شعره.له شعر في كتاب شعراء عباسيون منسيون.