
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِن كُنـتِ كارِهَـةً لِلمَـوتِ فَـاِرتَحِلي
ثُـمَّ اِطلُـبي أَهـلَ أَرضٍ لا يَموتونـا
فَلَســتِ واجِــدَةً أَرضـاً بِهـا بشـَرٌ
إِلّا يَروحــونَ أَفواجــاً وَيَغــدونا
إِلـى القُبـورِ فَمـا تَنفَـكُّ أَربَعَـةٌ
تُـدني سـَريراً إِلـى لَحـدٍ يُمَشـّونا
يـا جَمـر قَـد مـاتَ مِرداسٌ وَإِخوَتُهُ
وَقَبــلَ مَــوتِهِمُ مــاتَ النَبِيّونـا
يـا جَمـر لَـو سـَلِمَت نَفـسٌ مُطَهَّـرَةٌ
مِـن حـادِثٍ لَم يَزَل يا جَمر يُعيينا
إِذاً لَـــدامَت بِمِـــرداسٍ ســَلامَتُهُ
وَمـا نَعـاهُ بِـذاتِ الغُصـنِ ناعونا
نَفسـي فِـداؤُكَ مِـن ملقـىً بِمُهمَلَـةٍ
لَم يُصبِحِ اليَومَ في الأَجداثِ مَدفونا
قَـد كـانَ مُهتَـدِياً يَهـدي الإِلهُ بِهِ
دَومـاً يُصـَلّي وَلا يَهـوى المُصـَلّينا
مَــن كــانَ لا يَنسـى المَعـادَ وَلا
يَلهـو إِذا هَـمَّ بِالتَكـذيبِ لاهونـا
تَرَكتَنــا كَيَتــامى بـادَ وَالـدهُم
فَلَـم يَـروا بَعـدَهُ خَفضـاً وَلا لينا
فَـاللَهُ يَجزيـكَ يـا مِـرداسُ جَنَّتَـهُ
عَنّـا كَمـا كُنتَ في الإِرشادِ تُولينا
بَصــَّرتنا شــُبَهاً كــانَت تُؤَلِّفُنـا
إِنّ المُؤَلَّـــفَ لا يَنفَــكُّ مَفتونــا
إِذا دَعانــا فَأَهطَعنــا لِــدَعوَتِهِ
داعٍ ســـَميعٌ فَلبّونــا وَســاقونا
وَالـروحُ جِبريـلُ مِنهُـم لا كَفاءَ لَهُ
وَكـانَ جِبريـلُ عِنـدَ اللَـهِ مَأمونا
عمران بن حطان بن ظبيان السدوس الشيباني الوائلي أبو سماك. رأس القعدة، من الصفرية، وخطيبهم وشاعرهم. كان قبل ذلك من رجال العلم و الحديث، من أهل البصرة، وأدرك جماعة من الصحابة فروى عنهم، وروى أصحاب الحديث عنه ثم لحق بالشراة، فطلبه الحجاج، فهرب إلى الشام، فطلبه عبد الملك بن مروان، فرحل إلى عُمان، فكتب الحجاج إلى أهلها بالقبض عليه، فلجأ إلى قوم من الأزد، فمات عندهم إباضياً. وإنما عُد من قعدة الصفرية لأنه طال عمره وضعف عن الحرب فاقتصر على التحريض والدعوة بشعره وبيانه. وكان شاعراً مفلقاً مكثراً، وهو القائل من قصيدة: حتى متى لا نرى عدلا نعيش به ولا نرى لدعاة الحق أعوانا