
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيَــداً تَفيــضُ وَخـاطِراً مُتَوَقِّـدا
دَعهـا تَبِـت قَبَساً عَلى عَلَمِ النَدى
نِعـمَ اليَـدُ البَيضـاءُ آنَـسَ طارِقٌ
نـارَ الـذَكاءِ عَلـى مَكارِمِها هُدى
نعمـاءُ أَعيـاني اِلتِمـاسُ مَكانِها
لَـو قَـد وجَـدتُ لَهـا وَلِيّاً مُرشِدا
وَيَقـــولُ قَـــومٌ آيَــةٌ قُدســِيَّةٌ
وَأَظُنُّهــا لِلقــائِدِ الأَعلـى يَـدا
رَجُــلُ الزَمــانِ حَزامَـةً وَشـَهامَةً
وَســَرِيُّهُ حَســَباً أَغَــرَّ وَمَحتِــدا
شــَهمٌ عَلــى رَأسِ الـدَهاءِ مُحَلِّـقٌ
لَـو شـاءَ أَفرَدَ مِن أَخيهِ الفَرقَدا
يَســـتَهدِفُ المُســـتَقبَلاتِ بِظَنِّــهِ
فَيَكـادُ يُصمي اليَومَ ما يَرمي غَدا
وَيُسـابِقُ الـرَأيَ المُصـيبَ بِعَزمِـهِ
كَالســـَهمِ لا كَســِلاً وَلا مُتَبَلِّــدا
حَــزمٌ يُريــكَ المَشــرَفِيَّ مُصـَمِّماً
فــي كَفِّــهِ وَالســَمهَرِيَّ مُســَدَّدا
وَتَكــادُ تَحميــهِ نَفاســَةُ قَـدرِهِ
وَاليَـأسُ مِـن إِدراكِـهِ أَن يُحسـَدا
وَإِذا ذَكَــرتَ قَـبيلَهُ عَنسـاً فَخُـذ
مـا شـِئتَ مِـن شـَرَفٍ وَعِـزٍّ سـَرمَدا
مـاتَ الجُـدودُ الأَقـدَمونَ وَغادَروا
إِرثَ السـَناءِ عَلـى البَنينَ مُؤَبَّدا
وَكَفــاكَ مِنــهُ اليَـومَ أَيُّ بَقِيَّـةٍ
كَرُمـوا لَهـا أَصـلاً وَطابوا مَولِدا
إِنَّ الكِــرامَ بَنــي سـَعيدٍ كُلَّمـا
وَرِثوا النَدى وَالمَجدَ أَوحَدَ أَوحَدا
قَسـَموا المَعالِيَ بِالسَواءِ وَفَضَّلوا
فيهــا عِمـادَهُمُ الكَـبيرَ مُحَمَّـدا
يـا واحِـدَ الـدُنيا وَسَوفَ أُعيدُها
مَثنـى وَإِن أَغنـى نِـداؤُكَ موحَـدا
أَمّـا وَقَـد طُفنـا البِلادَ فَلَم نَجِد
لَـكَ ثانِيـاً فَكُـنِ الكَريمَ الأَوحَدا
مَهِّـد لَنـا فَـوقَ السـُهى نَحطُط بِهِ
رِجــلَ المخيّــم لا بَرِحـتَ مُمَهِّـدا
وَاِصـرِف لَنـا وَجـهَ القَبولِ فَإِنَّما
وَصـَلَت إِلَيـكَ بِنـا الأَمـاني وُفَّدا
نَبغـي لِقـاءَكَ وَهـوَ أَكـرَمُ حاجَـةٍ
نَهَبَت لَها الخَيلُ السُهى وَالفَرقَدا
وَلِـذاكَ خُضـتُ اللَيـلَ فَـوقَ مُكَـرَّمٍ
لَـم أَعـدُ بي وَبِهِ العُلا وَالسُؤدَدا
يَــدري الأَغَـرُّ إِذا خَفَضـتُ عَنـانَهُ
أَنّـي سـَأُبلِغُهُ مِـنَ الشـَرَفِ المَدى
وَإِلـى النُجـومِ الزُهرِ يَرفَعُ طَرفَهُ
مَـن لَـم يُحـاوِل غَيرَ دارِكَ مَقصِدا
عَجَــبي وَلكِـن مِـن سـَفاهَةِ راحِـلٍ
رامَ الرَشـادَ فَراحَ عَنكَ أَوِ اِغتَدى
رَكِـبَ الهَجيـرَةَ وَالسـَرابُ أَمـامَهُ
وَنَـأى الغَديرُ لَهُ فَماتَ مِنَ الصَدى
وَعَلـى مَـنِ اِعتَمَـدَت سـِواكَ طُنونُهُ
فـي النـاسِ كُلُّهُـمُ لِخِنصَرِكَ الفِدا
النــاسُ أَنــتَ وَســِرُّ ذَلِـكَ أَنَّـهُ
أَصــبَحتَ فيهِــم بِـالعُلا مُتَفَـرِّدا
شـِيَمٌ تفُـوقُ شَذا المَديحِ وَإِن غَدا
مِســكاً بِأَقطــارِ البِلادِ مُبَــدَّدا
وَجَميــلُ ذِكـرٍ قَـد تَضـاعَف ذِكـرُهُ
مِمّـا يُعـادُ بِـهِ الحَـديثُ وَيُبتَدا
سـَهلُ الوُلـوجِ عَلـى الفُؤادِ كَأَنَّهُ
نَفَـسٌ يَمُـرُّ عَلـى اللِسـانِ مُـرَدَّدا
فَإِلَيــكَ شـُكري تُحفَـةً مِـن قـادِمٍ
مَغنــاكَ زارَ وَمِـن نَـداكَ تَـزَوَّدا
وَعَلَــيَّ تَوفيــةُ الثَنـاءِ مُخَلَّـداً
إِن كـانَ يُقنِعُـكَ الثَنـاءُ مُخَلَّـدا
محمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبد الله البلنسي.شاعر وقته في الأندلس، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته.كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره.وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب، أقام مدة بغرناطة، وسكن مالقة وتوفي بها.له ديوان شعر.