
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلأَجــــرَعٍ تَحتَلُّـــهُ هِنـــدُ
يَنـدى النَسـيمُ وَيَأرَجُ الرَندُ
وَيَطيــبُ واديــهِ بِمَورِدِهــا
حَتّـى اِدَّعـى فـي مائِهِ الوَردُ
نِعـمَ الخَليـطُ نَضـَحتُ جانِحَتي
بِحَــديثِهِ لَـو يَـبرُدُ الوَجـدُ
يُحييــكَ مِــن فيـهِ بِعـاطِرَةٍ
لَـو فاهَ عَنها المِسكُ لَم يَعدُ
يـا سَعدُ قَد طابَ الحَديثُ فَزِد
مِنـهُ أَخـا نَجـواكَ يـا سـَعدُ
فَلَقَـد تَجَـدَّدَ لي الغَرامُ وَإِن
بَلِـيَ الهَـوى وَتَقـادَمَ العَهدُ
ذِكـرٌ يَمُـرُّ عَلـى الفُؤادِ كَما
يـوحي إِلَيـكَ بِسـِقطِهِ الزَنـدُ
وَإِذا خَلَـوتُ بِهـا تَمَثَّـلَ لـي
ذاكَ الزَمـانُ وَعَيشـُهُ الرَغـدُ
وَلِقــاءُ جيرَتِنــا غَــداتَئِذٍ
مُتَيَســـِّرٌ وَمَرامُهُـــم قَصــدُ
وَخِيــامُهُم أَيّــامَ مَضــربِها
سـِقطُ اللِـوى وَكَـثيبُهُ الفَردُ
أَعــدو بِهـا طَـوراً وَرُبَّتَمـا
رُعــتُ الفَلا وَاللَيــلُ مُسـوَدُّ
لِكَــواكِبٍ هِـيَ فـي تَراكُبِهـا
حَلَـقُ الـدُروعِ يَضـُمُّها السَردُ
مِــن كُـلِّ أَروَعَ حَشـوُ مِغفَـرِهِ
وَجــهٌ أَغَــرُّ وَفــاحِمٌ جَعــدُ
ذُكِـرَ الـوَزيرُ الوَقَّشـِيُّ لَهُـم
فَأَثــارَهُم لِلِقــائِهِ الــوُدُّ
مُتَرَقِّـــبينَ حُلــولَ ســاحَتِهِ
حَتّــى كَــأَنَّ لِقـاءَهُ الخُلـدُ
قَــد رَنَّحَتهُــم مِـن شـَمائِلِهِ
ذِكَــرٌ كَمــا يَتَضــَوَّعُ النَـدُّ
نِعمَ الحَديثُ الحُلوُ تَملِكُهُ ال
رُكبـانُ حَيـثُ رَمى بِها الوَخدُ
يــا صــاحِبَيَّ أَخُــبرُهُ عَجَـبٌ
لَكُمــا عَلــى ظَمَـأٍ بِـهِ وِردُ
أَم ذِكــــرُهُ تَتَعَلَّلانِ بِــــهِ
إِذا لَيـسَ مِنـهُ لِـذي فَـمٍ بُدُّ
شــَفَتَيكُما فَالنَحــلُ جاثِمَـةٌ
مِمّـا يَسـيلُ عَلَيهِمـا الشـَهدُ
رَجُـلٌ إِذا عَـرَضَ الرِجـالُ لَـهُ
كَثُـرَ العَديـدُ وَأَعـوَزَ النِـدُّ
مِـن مَعشـَرٍ نَجَـمَ العَلاءُ بِهِـم
زَهَـراً كَمـا يَتَناسـَقُ العِقـدُ
لَبِسـوا الوزارَةَ مُعلَمينَ بِها
وَمَـعَ الصـَنائِفِ يَحسـُنُ البُردُ
مُســتَأنِفينَ قَــديمَ مَجــدِهِمُ
يَبنـي الحَفيدُ كَما بَنى الجَدُّ
حُمِــدوا إِلـى جَـدٍّ وَأَعقَبَهُـم
حَمــدٌ بِأَحمَــدَ مـا لَـهُ حَـدُّ
وَكَأَنَّمــا فـاقَ الأَنـامَ بِهِـم
نَســَبٌ إِلـى القَمرَيـنِ يَمتَـدُّ
فَيَـرى وَليـدُهُمُ المَنـامَ عَلى
غَيــرِ المَجَــرَّةِ أَنَّــهُ سـُهدُ
وَيَـرى الحَيـا في مُزنِهِ فَيَرى
أَنَّ الرَضـــاعَ لِرِيِّـــهِ صــَدُّ
وَكَأَنَّمــا وُلِـدوا لِيُكتَفَلـوا
حَيـثُ السـَنا وَالسـُؤدَدُ العِدُّ
فَعَلَــت كَرائِمُهُـم بِهِـم وَعَلا
فَـوقَ السـِماكِ النَهدُ وَالجُهدُ
سـَتَرى الـوَزيرَ وَمَجـدَهُ فَتَرى
جَبَلاً يُلاذُ بِـــــهِ وَيُعتَــــدُّ
وَتَــرى مَـآثِرَ لا نَفـادَ لَهـا
بِالعَــدِّ حَتّــى يَنفَـدَ العَـدُّ
ضـَمِنَ النَـوالُ بِأَن تَروحَ إِلَي
هِ العيـسُ مُعلَمَـةً كَمـا تَغدو
وَلَقَــد أَرانــي بِـالبِلادِ وَآ
مــالُ البِلادِ بِبــابِهِ وَفــدُ
وَهِبــاتُهُ تَصـِفُ النَـدى بِيَـدٍ
عَليـاءَ أَقـدَمُ وَفرِهـا المَجدُ
خَفَقَـت بِهـا في الطِرسِ بارِقَةٌ
حَـدَقُ القَنـا مِـن دونِها رُمدُ
مَحمولَــةٌ حَمـلَ الحُسـامِ وَإِن
خَفِـيَ النِجـادُ هُنـاكَ وَالغِمدُ
يَسـطو بِهـا فَـأَقولُ يا عَجَبا
مــاذا يُـري عَليـاءَهُ الجَـدُّ
حَتّـى اليَراعَـةُ بَيـنَ أَنمُلِـهِ
يـا قَـومُ مِمّـا تَطبَـعُ الهِندُ
وَكَفـى بِـأَن وَسـَمَ النَدى سِمَةً
لَـم تَمحُهـا الأَيّـامُ مِـن بَعدُ
بِعَــوارِفٍ عَمَــرَ البِلادَ بِهـا
فَاِخضـَرَّ مِنهـا الغَورُ وَالنَجدُ
وَالأَمــرُ أَشـهَرُ فـي فَضـائِلِهِ
مـا إِن يُلَبِّسـُها لَـكَ البُعـدُ
هَيهــاتَ يَـذهَبُ عَنـكَ مَوضـِعُهُ
هَطَـلَ الغَمـامُ وَجَلجَـلَ الرَعدُ
أَعرَبــتُ عَـن مَكنـونِ سـُؤددِهِ
مـا تُعجِـمُ الوَرقاءُ إِذ تَشدو
ســُوَراً مِـنَ الأَمـداحِ مُحكَمَـةً
مِــن آيِهِـنَّ الشـُكرُ وَالحَمـدُ
وَلَعَـلَّ مـا يَخفـى وَراءَ فَمـي
مِــن وُدِّهِ أَضـعافُ مـا يَبـدو
محمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبد الله البلنسي.شاعر وقته في الأندلس، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته.كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره.وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب، أقام مدة بغرناطة، وسكن مالقة وتوفي بها.له ديوان شعر.