
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَبــاني عَلـى بُعـدِ المَـدى بِتَحِيَّـةٍ
أَرى غُصـني رَطـبَ المَهَـزِّ بِهـا نَضرا
بَرائِيَّــةٍ لَــم أَدرِ عِنـدَ اِجتِلائِهـا
هِـيَ الـدُرُّ مَنظوماً أَمِ الزَهرُ مُفتَرّا
وَمــا سـِرُّ نَـوّارٍ بِمَمطـورَةِ الرُبـى
تَبـوحُ أُصـَيلاناً بِـهِ الريحُ أَو فَجرا
بِـأَطيَبَ مِنهـا فـي الأُنـوفِ وَغَيرِهـا
تَجاذَبَهـا سـِرّاً بَنو الدَهرِ أَو جَهرا
أَعِنـــدَكُم أَنّــا نَــبيتُ لِبُعــدِكُم
وَكُــلُّ يَــدٍ مِنّــا عَلـى كَبِـدٍ حَـرّى
وَمِــن عَجَــبٍ أَنّــا نَهيـمُ بِقُربِكُـم
وَلا زَورَ إِلّا أَن نُلِــمَّ بِكُــم ذِكــرا
نُؤَمِّــلُ لُقيــاكُم وَكَيــفَ مَطارُنــا
بِأَجنِحَــةٍ لا نَســتَطيعُ لَهــا نَـثرا
فَلَــو آبَ ريعـانُ الصـِبا وَلِقـاؤُكُم
إِذاً قَضـَتِ الأَيّـامُ حاجَتَنـا الكُـبرى
فَـإِن لَـم يَكُـن إِلّا النَـوى وَمَشيبنا
فَفـي أَيِّ شـَيءٍ بَعـدُ نَستَعطِفُ الدَهرا
فَهَـل مِـن فَـتىً طَلـقِ المُحَيّـا مُحَبَّبٍ
يَطـولُ تَمَنّي السَفرِ أَن يَصحَبَ السَفرا
تُحَـــدِّثُكُم عَنّـــا أَســـِرَّةُ وَجهِــهِ
وَإِن لَـم تَصـِف إِلا التَهَلُّـلَ وَالبِشرا
فَلَـو لَـم تَكُـن تُمسـي مَشارِبُ خاطِري
كَمـا شـاءَتِ الـدُنيا مُعَكَّـرَةٌ كُـدرا
لَأَصـــدَرتُها عَنّــي نَتــائِجَ مُنجِــبٍ
عِرابــاً كَمــا تَـدري مُحَجَّلَـةً غُـرّا
عَلـى أَنَّنـي لا أَرتَضـي الشـِعرَ خُطَّـةً
وَلَـو صـُيِّرَت خُضـراً مَسـارِحِيَ الغَبرا
كَفـى ضـِعةً بِالشـِعرِ أَن لَسـتُ جالِباً
إِلَــيَّ بِــهِ نَفعـاً وَلا رافِعـاً ضـُرّا
يَقــولُ أُنــاسٌ لَــو رَفَعـتَ قَصـيدَةً
لَأَدرَكـتَ حَتمـاً في الزَمانِ بِها أَمرا
وَمِــن دونِ هــذا غَيــرَةٌ جاهِلِيَّــةٌ
وَإِن هِـيَ لَـم تَلزَم فَقَد تَلزَمُ الحُرّا
أَلَــم يَــأتِهِم أَنّـي وَأَدتُ بِحُكمِهـا
بُنَيّـاتِ صـَدري قَبلَ أَن تَبرَحَ الصَدرا
مَـتى أَرسـَلَت أَيـدي المُلوكِ هِباتِها
وَلَم يُوصِلوا جاهاً وَلَم يُجزِلوا ذُخرا
فَقَــد ســَرَّني أَنّــي حَرَمــتُ عُلاهُـمُ
حُلـىً مُحكَمـاتٍ تُخجِـلُ الأَنجُمَ الزُهرا
محمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبد الله البلنسي.شاعر وقته في الأندلس، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته.كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره.وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب، أقام مدة بغرناطة، وسكن مالقة وتوفي بها.له ديوان شعر.