
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا كـانَ الَّـذي يَعـرُو مُهِمّـاً
فَأَيسـَرُ مـا تَضـيقُ بِهِ الصُدورُ
فَيــا لَـكِ صـِحَّةً جَلَبَـت حَيـاةً
تَعيـشُ بِهـا المَنابِرُ وَالثُغورُ
وَيـا لَـكِ نِعمَـةً رُمنـا مَداها
فَمـا وَصـَلَ اللِسانُ وَلا الضَميرُ
عَجَزنـا أَن نَقـومَ لَهـا بِشـُكرٍ
عَلـى أَنَّ الشـَكُورَ لَهـا كَـثيرُ
وَكَيـفَ بِـهِ وَبـاعُ القَولِ فيها
وَإِن طــالَت مَســافَتُهُ قَصــيرُ
تَخَلَّصــنا بِهــا مِـن كُـلِّ هَـمٍّ
كَـأًنَّ اللَيـلَ فـي يَـدِهِ أَسـيرُ
وَبِتنـا فـي ذَراهـا كَيفَ شِئنا
فَجَفــنٌ نــائِمٌ وَحَشــاً قَريـرُ
رَفَعنــا نَحـوَ مَرآكُـم عُيونـاً
لَهُــنَّ دُوَينَكُــم نَظَــرٌ كَسـيرُ
فَكـــادَ يَصــُدُّنا عَــن مُجتَلاهُ
رَقِيــبٌ مِــن مَهـابَتِكُم غَيـورُ
فَيـا صـَفَحاتِهِ زيـدي اِنبِلاجـاً
كَمـا يَعلـو الصَباحُ المُستَنيرُ
وَيـا قَسـَماتِهِ زيـدي اِبتِهاجاً
كَمـا يَتَضـاحَكُ الـرَوضُ المَطيرُ
وَجِــذمٌ فــي الخِلافَـةِ مُسـتَقِرٌّ
تَمُــرُّ عَلـى أَصـالَتِهِ الـدُهورُ
وَحُكــمٌ تَحتَــهُ أَمــرٌ مُطــاعٌ
يُحَـطُّ بِـهِ عَـنِ الجَيـشِ الأَميـرُ
وَتَـدبيرٌ يَـبيتُ عَلـى التَمادي
مِـنَ الـرَأيِ المُصـيبِ لَهُ سَميرُ
وَهَيجـــاءٌ تَخَطَّفتُــم ذَوِيهــا
كَمـا تَتَخَطَّـفُ الحَجَـلَ الصـُقورُ
بِخيــلٍ مُــدرِكاتٍ مــا أَرادَت
إِذا اِشـتَدَّت فَلَيـسَ لَهـا فُتورُ
مُصـــَرَّفَةٌ بِحُكمِكُـــمُ فَطَــوراً
تَخُــبُّ بِكُــم وَآوِنَــةً تَطيــرُ
وَكَـم بَيـداءَ قَـد جاوَزتُموهـا
فَلاذَ بِظِلِّكُــم فيهــا الهَجيـرُ
فَجِئتُـم وَالغَـديرُ بِهـا سـَرابٌ
وَزُلتُـم وَالسـَرابُ بِهـا غَـديرُ
رَسَمنا الحَمدَ بِاِسمِكَ وَاِقتَصَرنا
فَلَـم يَطُـلِ النَظيمُ وَلا النَثيرُ
إِذا لَـم ينقـصِ المَعنـى بَيانٌ
فَســِيّان البَلاغَــةُ وَالقُصــورُ
فَــتىً مِــن قَيـسِ عيلانٍ تَلاقـى
عَلــى ســِيمائِهِ كَــرَمٌ وَنـورُ
تُضــيءُ بِـهِ البِلادُ إِذا تَجَلّـى
وَتَغـرَقُ فـي مَكـارِمِهِ البُحـورُ
وَتُعـرَفُ مِـن مَنـازِلِهِ المَعالي
كَمـا عُرِفَـت مِنَ القَمَرِ الشُهورُ
تَشــَبَّهَتِ المُلـوكُ بِـهِ وَحاشـا
وَذلِـــكَ مِنهُـــمُ غَـــيٌّ وَزُورُ
وَقَد يَقَعُ التَفاضُلُ في السَجايا
وَيُهجـى الشَوكُ إِن لُمِسَ الحَريرُ
فِــدىً لَــكَ مِنهُـمُ أَعلاقُ صـِدقٍ
فَإِنَّـكَ أَنـتَ واحِـدُها الخَطيـرُ
إِلى الجَوزاءِ فَاِرقَ وَدَع أُناساً
مَراقِيهِــم عَريــشٌ أَو ســَريرُ
وَبَعــدُ فَــزار حَضـرَتَكُم سـَلامٌ
وَلكِـن مِثـلُ مـا نَفَـحَ العَبيرُ
ســـَلامٌ تَحتَـــهُ شــَوقٌ وَحُــبٌّ
يَخُصـــُّكُمُ بِــهِ عَبــدٌ شــَكورُ
مُمَلَّــكُ طاعَــةٍ لَكُــمُ وَنُعمـى
هَمـا فـي الجيدِ طَوقٌ أَو جَريرُ
محمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبد الله البلنسي.شاعر وقته في الأندلس، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته.كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره.وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب، أقام مدة بغرناطة، وسكن مالقة وتوفي بها.له ديوان شعر.