
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَــكَ فــي سـَماءِ المُكرَمـات وَلاءُ
وَعَليـكَ مِـن حُسـن الثَنـاء لِـواءُ
سـر فـي سـُرور بَيـنَ أَعلام الهُدى
بِــالعزّ يَرفعهــا ســناً وَسـَناءُ
لِنَـرى الجَواري المُنشئات وفَوقها
بَحـر النَـوال وَدونَهـا الـدَأماءُ
وَقِلاعهـــا مَثــل القِلاع شــَواهق
تَحـــتَ البُنــود وَمشــيها خَيلاءُ
تَتَنفـس الصـَعداء مِـن ظَمـإٍ بِهـا
فتعلهــا مِــن جــودك الأَنــداءُ
تجـري عَلـى عَجـل يَكـاد زَفيرهـا
يَرقــى إِلـى الأَفلاك لَـولا المـاءُ
تَرمـي مَصـابيح السـَماء بِمثلهـا
شــَرراً وَيمنعهـا الوصـول هَـواءُ
تَسـري الكَـواكب كَالمَواكب دونَها
فَتَجــوز مَجــرى تَحتَـهُ الجَـوزاءُ
تَنسـابُ مثـل الصَل فوقَ الماء قَد
تبعتـــهُ مِنـــهُ حَيــة رَقطــاءُ
كَالنَجم ذي الذَنب الَّذي يَجري عَلى
نَهــر المَجَــرة لَـو لَـهُ ضَوضـاءُ
كَالسـُحب في الجَو المُحيط شواظها
جــون وَمُضــطَرم اللَهيــب ذَكـاءُ
تَلقـى بِأَمثـال الصـَواعق صـوتَها
كَالرَعـد قَـد قـذَفَت بِهـا الأَنواءُ
وَكَأَنَــك البَـدر المُنيـر وَحَـولَهُ
زَهــر الـدراري وَالسـَفين سـَماءُ
تَجــري بــبرّ فَــوقَ بَحـر خَضـرم
كَنــواله لَــو كـانَ فيـهِ سـَخاءُ
وَتــؤمّ خَيــر المُرسـلين محمـدا
وَلهــاً بِــأَنوار السـَعيد هـداءُ
ملـك تَتـوَّج بِالوَقـار عَلَيـهِ مِـن
حلــل المَهابــة وَالكَمـال رِداءُ
يَسـعى إِلى الحَرَم الشَريف مُسربلا
بِخُشـــوعه وَأَمـــامه الأَضـــواءُ
فـي طاعـة الرَحمَـن نَحـوَ رَسـوله
قَصـد القُبـول وَفـي القُبول جَزاءُ
قَــد أَمّ مهبـط وَحيـه مِـن يَـثرب
لِلهاشــــــميّ تظلــــــه الآلاءُ
وَســحائب الغُفـران تقطـر فـوقه
وَأَمــامه الرُضــوان حَيـث يَشـاءُ
وَلأَعظـم القربـات وَالطاعـات قَـد
بعثتَــهُ تلــك الهمـة القَعسـاءُ
أَرضـى ابـن هاشـم حينَ يمم أَرضه
وَثَــواب مَــن أَمَّ النــبيّ رضـاءُ
وَجبــت شــَفاعته لــزائر قـبره
وَكَـذا الحَـديث وَفي الحَديث شِفاءُ
يـا أَيُّها الملك المهاب وَمن عنت
لجلالـــه الأُمـــراء وَالــوزراءُ
سـِر فـي سـُرور نَحـوَ مَن سارَت لَهُ
شــمّ الأَنــوف السـادة الخُلفـاءُ
وَلَــديكَ أَعلام القُبــول خَوافــق
وَعَليـكَ مِـن تلـكَ الـديار ثَنـاءُ
شــوقت أَرض المُصــطفى فعيونهـا
كَقلــوب أَهليهــا اليــك ظمـاءُ
فَاِســتجل أَنــوار النَـبي محمـد
وَالعــود أَحمَــد وَالهمــوم جَلاءُ
لا زلـت بِالملـك الجليـل مُتَوجـاً
تَلقــى اليـك زمامهـا العَليـاءُ
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).