
الأبيات39
مِـن الحَزم أن تَروي الحسام المهندا
إِذا كـانَ لا يُجـدي التَكَـرُم وَالجـدا
وَإِن غــر مِــن عـاديت حلـم فإنمـا
مِن الحلم ما يَدعو الغَبي إِلى الرَدى
فَويـــل لَقحطـــان وَكَهلان رَهطَهُـــم
إِذا اِرتَكَبـوا أَمـراً عَسـيراً فَأَجهَدا
أَثـاروا لَهُـم نَقعـاً كحلـت عَيـونَهُم
بِـــهِ وَجَعَلَــت الســمهرية مــرودا
أَرادوا بِكُــم كَيـداً فَحـاقَ بِجَمعِهُـم
وَعيـد بِـهِ قَـد أَنجَـزَ اللَـهُ مَوعِـدا
وَمـا هُـم مِـن الصـَيد الكُماة وَإِنَّما
قَــد اِستَأسـَدَ السـُنور لَمـا تَفَـرَدا
أَمـن حَميـر أم مِـن لـؤى ابـن غالب
قَــد اِختــارَ رَب العـالمين مُحَمَـدا
أَلَيسـوا بَنـي مِن أَغرَق الفار أَرضَهُم
فَكَيــفَ بِهُـم وَالعاديـات لَهُـم عـدا
وَهَــذي جُنــود اللَــهِ لانَـت بِهاشـم
وَهُــم كَضــَباب وَالجِبـال لَهُـم كَـدا
فَلَــو ضـَرَبَ الصَمصـام صـَفحاً مصـمما
عَلـى العَفـو قـامَ الرُمح حَتّى تَقَصَدا
وَلَيــسَ يُبـالي العَبـدَليّ بِهُـم وَقَـد
أَعَــدَّ لَهُـم صـاباً مَتّـى شـاءَ أَورَدا
فَأَرســـل عقبانـــاً تَــزف اليهُــم
عَلـى أَنَّهُـم أَبنـاء مَـن هـابَ هدهدا
وَقَــد ذَبـح الكَبـش الرَئيـس عَلَيهُـم
فَظَنـوا بِـأَن الكَبـش أُضـحي لَهُم فَدا
وَلَيسَت بَنو القيل العرنجج في الوَرى
بِأَبــذَخ مِـن عَـدنان مَجـداً وَأَنجَـدا
كَـذا قَـد عَصى فَرعون مَن جاءَ بِالعَصا
عتــواً وَنَمــرود الخَليــل تَمَــرَدا
عَلــى أَنَّهُــم فيمـا تَمَنَـت نُفوسـَهُم
بِغـــاث ضـــَعيف لِلنســور تَوَعــدا
قَــد اِكتَســَحوا أَمـوالَهُم وَدِيـارَهُم
بِجَيـش أَقـام المَـوت فيهُـم وَأَقعَـدا
فَكَــم مِـن رَسـول مِـن قُريـش أَتـاهُم
نَـذيراً فَقـالوا مـا هَـدى بَل تَهَدَدا
فَــذاقوا وَبــال الأَمـر مَـرّ مَـذاقِهِ
وَمـــا زَرَع المُرتــاد إِلا لِيَحصــِدا
قَـد اِعتَصـَم المَغـرور بِالطود قَبلَهُم
وَلَكـن طَغـى الطوفـان وَاِنقَطَع النَدا
وَقَــد تَرَكــوهم بَيـنَ قَتلـى وَشـارد
طَليـق مَضـى يَبكـي الأَسـير المُصـفِدا
لِأَنَّهُـــم رامـــوا مُبــاراة مَعشــَر
بِهــم وَلَهُــم رَب البَريــة أَنجَــدا
فَلَــو أَنَّهُـم يـأَجوج وَالسـَد دونَهُـم
قَـديماً أَتـى الفَتـح المُـبين مُجَدَدا
أَذَلَهُـــــم مَــــولاهُمُ وَأَزالَهُــــم
وَأَيَّــد عَبــد اللَــه عِــزاً وَأَبَـدا
فَمِـن بَعـد تلـكَ الكُتـب مِنـهُ أَتَتهُم
كَتــائب تَطــوي الأَرض سـَهلاً وَفَدفَـدا
وَشــَقَت لَهُــم صـَدر العَبـاب سـَفائن
بَـدَت كَجِبـال تَحتَهـا البَحـر أَزبَـدا
رَمَتهُــم بِأَمثــال الصـَواعق أَضـرَمَت
فَكــادَ بِهــا الـدَأماء أَن يَتَوقَـدا
فَمـــا غَرَهُــم بِالعَبــدَلي وَســَيفه
مَـتى اِسـتَقبَلَ الجـارود يَمضي مُجَرَدا
وَهـــادَ بِــأَنوار النُبــوة مُهتَــد
قَـد اِقتَبَـس الأَملاك مِـن رَأيِـهِ الهُدى
بِــهِ أَحـرَزَت حَمـداً معـد وَمـا حَـوَت
وَســادَت بَنــي حَـواء طَـراً بِأَحمَـدا
وَســَامَت قُريــش كُــل بــاد وَحاضـر
بِــأَكرَم أَهــل الأَرض فرعـاً وَمحتـدا
مَليـــك بِمَجـــد الأَبطحـــي مُتَــوج
وَقَـد صـارَ بِالنَصـر العَزيـز مُقَلَـدا
إِذا رمــت إِغراقــاً وَشــَبَهَت جـوده
وَقَسـَت نَـدى كَفيـهِ فَـالبَحر كَالنَـدى
فَســيرتها فــي الخــافقين قَصـيدة
مِـن الشـارِدات المُسـتَجيدات مَقصـَدا
تَقبـــل أَطــراف البِســاط نيابــة
وَتَبســط أَعــذاري وَإِن بَعـد المَـدى
وَتعلمـــه أَنـــي مُشـــوق وَإِنَّمــا
مَحــال بِــأَن يَســعى أَسـير تَقَيَـدا
مَـتى قـامَ بـي شـَوق رَمَتنـي عَـوائق
مِـن القَـدر الجـاري فَأَصـبَحَت مَقعَدا
عَلَيــكَ اِبـن عَـون كُـلُ يَـومٍ وَلَيلـة
ســَلام مِــن اللَــه الســَلام تَـرَدَدا
فَـإِني لَـم أَبَـرَح عَلـى العَهد مُخلِصاً
وَإِن طـالَ عَهـد البُعد وَاِشتَقَت مَعهَدا
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025