
الأبيات33
كـادَت تَـزف بِنـا الرِكاب السَبق
فَـإِذا الطَريـق حَمـاه صـل مطرق
أَرح المَطــي فَقَـد تَمَـرَد مـارد
صــَعبت مَراقيــه وَعَــز الأَبلـق
تَرجـو المَعالي وَالعَوالي دونَها
الشـَمس قَـد غربـت وَأَين المَشرق
فَاِضـرب عَن الإِسراع صَفحاً وَاِعتَمد
ان الســَريع بِغَيـر حَـزم أَحمَـق
وَاِصـبر لَـدَهرك لا تهبـه فَرُبَمـا
قَطـع المُحيـط مَـع السَلامة زَورَق
مَـن لـي بِأَصـوات الحداة تَرنَمَت
وَالقـود تَرقُـص وَالبَيـارق تَصفق
وَالجُنـد بِـالروح الأَميـن مُؤيـد
وَالبنـد بِالنَصـر المُـبين مخلق
وَالملـك بِالنَسـَب الشـَريف مُتَوَج
وَالـدين بِالحَسـَب المُنيـف مُطَوق
وَالمَجـد فـي بَيـت النُبوة راسخ
شـَرَفاً يَـتيه بِـهِ اللوى وَالأَبرق
وَإِذا النَدى يَوماً تَطابَق وَالنَدى
فَـالبرّ عَبـد اللَـه بَحـر مُطبـق
ملــك إِذا ملــك زَهـا بِجـدوده
وَجُـدوده فَهُـوَ الشـَريف المعـرق
تَلقـاهُ بَـدراً بِـالجَلال مُسـَربَلا
يَتلــوه نَجـم بِالـدُروع مقرطـق
فــي مَــوكب سـام يَحـف بِكَـوكَب
أفــق العَجــاج بِنـوره يَتـأَلَق
تَتَكَلَــم الأَبطــال قَبـل لِقـائِهِ
وََتَكــاد أَلســِنَة الأَسـنة تَنطـق
فَـإِذا طَغـى بِهُـم الوَغى وَتَجَرَدَت
بيـض الظِبا احمرّ الحَديد الأَزرَق
يَرجـو القُبـول بِأَن يُسابق خَيله
وَالبَـرق لَـم يَلحَـق سَناه فَيَسبق
وَيــل لِقَحطـان إِذا غَضـِبَت بَنـو
عَـدنان وَانتَشـَر اللوا وَالصَنجق
وَرَمتهـم تلـك البَنادق وَاِنثَنوا
وَقُلـوبَهُم مَثـل البَيـارق تَخفـق
وَالخَيـل مثل السَيل في أَعقابِهم
فَالسـَيل يَغـرق وَالصـَواعق تَحرق
وَعلـى الكَميت مِن الكُماة غَضَنفر
تَفــري براثنـه العِـدى وَتمـزق
يَبـدو فتبتسـم الصَوارم وَالقَنا
تَبكـي دَمـاً وَالحَـي مِنهُـم يَصعق
مِــن آل محسـن عَـون كُـل مُؤمـل
جــوداً يَكـاد إِذا تَـدَفَق يَغـرَق
أَمسـى لِنـاديهم نَـداهُم داعيـاً
زَمـراً يَقيـدها النَـوال المُطلَق
يـا ابـن الَّـذي لَولا قَضاءٌ سابق
جـــاءَت لآملـــه العُلا تَتَمَلَــق
كَـم حـاول المَنطيـق حَصر صِفاته
بِالشـعر فَاِنبَهَر البَليغ المفلق
وَلَطالَمــا دَلَــت مَعـاليه عَلـى
نَهـج البَلاغـة فَاِسـتَقامَ المَنطق
أَخفــى مَــواهبه فَبــاحَ بِسـره
شــكر عَلَيهــا وَالوَفـاء مصـدق
لَكنـــه بَــدر مَضــى بِتَمــامه
وَالبَـدر يَأخذ في الكَمال فَيَمحَق
وَأَراك تَحــذو حَـذوه فـي فَضـله
كَرَمــاً فَتَســبقه لَمـا لا يَلحَـق
وَاِلَيكَهــا بَدويــة فـي وَسـمِها
يَجـري عَلَيهـا مِـن صـِفاتك رَونَق
مَـدَت إِلـى عَليـاك باعـاً طائِلاً
وَأَراك كُفــؤاً وَالســَعيد مُوَفَـق
جاءَتـكَ تَرفـل فـي غَلائل حُسـنِها
وَصــداقها وَهُـوَ القُبـول مُحَقـق
فَاسـلم وَدُم أَبَداً وَباعد وَاقتَرب
إِنــي بَغَيــرك قَــد لا أَتَعَلَــق
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025