
الأبيات35
خُـذي الرُوح يا ريح الصَبا وَتَنَسَمي
وَيــا بَــرق حيّــي حيّهـم وَتَبَسـم
وَيـا نَسـمَة الأَسـحار منـي تَحَمّلـي
سـَلاماً عَلـى البَيت العَتيق المُحرم
يَطــوف بِــهِ سـَبعاً وَيَهـدي تَحيّـة
وَيَسـعى إِلـى المَسعى بِأَشواق مُغرم
إِلـى الحَجَر فَالأَركان فَالحَجَر الَّذي
يَقبّــل شــَوقاً لِلحَطيــم فَزَمــزَم
وَمـا قُلـت شـعري عَـن عَناء بِطيبة
وَلَكــن غَرامـي بِالمَشـاعر مرغمـي
تجلــدت لَكــن لا يَفيــد تَجلّــدي
وَهَـل يَشـتَفي الداء الدَفين بِمُرِهُم
يعللنــي صــَبري فَتَـزداد شـَقوتي
وَمـا حـالَ مَـن يَشـقى كَحـال منعم
فَمـا شـئت فَاِفعل يا زَمان بِمُهجتي
إِذا اِنسـَلَخ المَـذبوح لَـم يَتَـأَلم
وَإِن هِـيَ إِلّا النَفـس إِن شئت أَخذَها
فَخُـذها فَـإِني لَسـت أَسـأَل عَن دَمي
فَـإِن لَـم أَجـد عَونـاً عَلَيك فَإِنَّني
بِظـل ابـن عَـون أَسـتقيل وَأَحتمـي
مَليـك سـَما فَـوق السـَماكين قَدره
فَأَضـحَت لَـهُ الشَمس المُنيرة تَنتَمي
رَفَعـتُ لَـهُ شـَكوى اِنكِسـاري وَإِنَّـهُ
عَلـى فَتـح أَبواب الرَجا خَير مجزم
معـزّ إِلـى الداعي مُذل إِلى العِدى
أَمـان إِلـى الراجـي مَنـون لِمُجرم
لَهُ عزمة تَقوى عَلى الأَسَد في الوَغى
وَحَســبك بِــالتَقوى عِنايـة مُسـلم
وَسـَيف حَكـاه البَـرق يَـوم تَراكَـم
بِكَــف حَكاهـا الـوَدق يَـوم تكـرم
يَثنـي بِـهِ عِنـدَ اللقـا كُـل مُفرَد
إِذا مـا العَـوالي أَفرَدَت كُل تَوأَم
يَهـزّ عَلـى الأَعـداء سـُمراً عَواملاً
بِأَطرافهـا تَقـويم مـن لَـم يَقـوم
أَســنة تلــك السـُمر زُرق تَصـَوَبَت
لِصـَدر الأَعـادي فَاِكتَسـَت لون عِندم
تَســـابَق قَـــومٌ لِلعلا فَتَقَـــدَمَت
علاه فَقُلـــت الفَضـــل لِلمُتقــدم
تَــراه كَحصــن فَـوقَ ظَهـر حِصـانه
وَتَحســَبَهُ لَيثـاً عَلـى مَتـن أَدهـم
يُجــاذب يُســراه اللِجـام كَأَنَّمـا
يَـدوس عَلـى هامـات قَوم ابن ملجم
تـودّ الـدَراري لَـو غَدَت في مَديحهِ
وَأَوصــافه الحُســنى كَــدرّ منظـم
مَجيـد لِـذكر الجود يَصبو وَلَم يَكُن
لِعصــمتهِ يَصــبو لجيــد وَمعصــم
إِذا مـا تَغَنـى السـَيف يَهتَز عَطفه
لَــهُ طَرَبـاً مَثـل الشـَجيّ المُتَيـم
هُـوَ الغَيـث إِلّا أَنَّنـي فـي مَـديحه
كَبلبـــل رَوض بِالثَنـــا مُتَرَنــم
لَـهُ شـَرف قَـد طـابَ أَصـلاً وَعُنصـُراً
إِلـى أَحمَـد المُختار يَسمو وَينتَمي
أَصـول ذَكَـت طيبـاً وَطـابَت فُروعَها
فَمــا أَثمَــرَت إِلّا بشــبل وَضـيغَم
لَـهُ صـارم أَن أبصـر العمـر متنه
يصــرمهُ مِــن حَيــث لَــم يَتَصـَرم
يَخــاف وَيَرجــى عابِســاً مُتَبَسـِماً
فُــؤادي فِـداء العـابس المُتَبَسـم
ســَلَوت بِـهِ الأَوطـان لَمـا رَأيتَـهُ
يَبلغنــي الأَوتــار قَبـل التَوَسـُم
تَرَكـتُ بَنـي الـدُنيا وَيَممـت نَحوَه
وَيُحسـن عِنـدَ اليُـم تَـرك التَيَمـم
فَيـا ماجِـداً لَـم أَستَطع حَصر وَصفه
وَإِن كـانَ فكـري نَيِـراً غَيـر مُظلم
إَلَيـكَ مَـع التَقصـير أَهـديت غادة
مِـن القاصـِرات الطَرف عَن كُلِ أَفخَم
شــَمائلها مِثـل الشـَمائل أَقبَلَـت
تَـروم قُبـولاً مِنـكَ يـا خَيـر مُنعم
بِمَنطقـة الجَـوزاء زَهـواً تَمَنطَقَـت
فَقُلــت بِنــور الفرقـدين تَختمـي
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025