
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَسـيم الصـِبا هَـزَّت قَضـيباً منعمـا
سـَقاه الحَيـا مـاء الحَياة وَأَنعَما
تَمايــل مِــن مُـر الهَبـوب هَنيهـة
وَرنحـــهُ فَـــاِهتَزَ ثُـــم تَقَوَمــا
وَفَتَحــت الأَزهــار طــرا عُيونَهــا
إَلَيــهِ وَطَيــر العَنــدَليب تَرَنَمـا
وَصـَفَقَت الأَنهـار فـي هامـة الرُبـى
فَأَرقَصـَت الأَغصـان وَالغَيـث قَـد هَما
وَحَرَكَــت الأَكمــام مِــن طَـرَب بِهـا
وَرود كَخَـــد بِالعـــذار تَنَمنَمــا
تَــرى غـرر الأَقمـار بَيـنَ غَياضـها
وَتَسمع قَمَرَيها شَجواً كُلَما قَد تَكَلَما
وَتَفَهــم مِــن تَرجيعِـهِ فـي هَـديله
حَــديثاً بِـهِ عَقـد الهَنـاء تَنَظَمـا
ســُروراً بِــأَن عـادَ السـريّ لِصـحة
وَأَذهَـب عَنـهُ السـُقم مَن كانَ أَسقَما
وَأَشــرَقَت الــدُنيا فَنجـم رِياضـها
بِنَضـرَتِهِ زَهـواً إِلـى النجم قَد سَما
تَعـالى نَسـيم الـرَوض بَعـد اِعتِلالِهِ
كَــذَلِكَ إِن صــَحَ القُبــول تَنَســَما
وَقَـد هَـزَت السـُمر العَوامـل لِلوَغى
قُــدوداً وَثَغــر المشــرفي تَبَسـما
وَقَـد رَفَعـت لِلحَمـد أَلويـة الصـَفا
وَعَــمَ الهَنـاء المـأزمين وَزَمزَمـا
وَقَـد رحـم اللَـه العَـوالي وَأَهلَها
وَأَسـرَج خَيـل الخَيـر فيهُـم وَأَلجَما
فَأَبــدَت نَواصــي الصـافِنات أَهلـة
أَضــاءَت وَأَطــراف الأَســنة أَنجُمـا
وَكَـم قَـدَحت مِنهـا الحَوافر بِالحَصى
لَهيبــاً بِــهِ قَلـب العَـدو تَضـَرَما
وَقَـد سـَحَبت فيهـا الـدُروع ذُيولَها
مِـن الـتيه وَالإِدلال وَالقَـوس هَمهما
شـِفاءٌ بِـهِ أَمسـى العَـدو عَلـى شَفا
وَجَـرَت لَـهُ البُشـرى خَميسـاَ عَرمرما
إِذا ثـارَ مِـن أَرض الحَطيـم عُدتَ بِهِ
جِيــاد بِهــا جَيـش العَـدو تَحَطَمـا
فَمــا زادَ مِــن نـاواه إِلّا تَـأَخَراً
وَمــا اِزدادَ مِــن والاه إِلّا تَقَـدَما
وَمَـن كـانَت الآمـال تَخشـاهُ وَالمَلا
عَلـى البُعـد تَرجـوه البَرية منعما
مَليـــك إِلَــه العــالمين أَحَلــه
مَـع الشـَرف المَـوروث بَيتـاً محرما
فَــزانَ بِــهِ تلـكَ الرِحـاب كَرامـة
وَزادَ بِــهِ قَطــر الســَحاب تَكَرمـا
أَسـالَ بِـهِ وادي المحصـب مَـن مَنـى
فَنـالَ المُنـى مَـن حَـلَ فيهِ وَأَحرَما
زَهـا حجَـر إِسـماعيل وَالحَجَر اِزدَهى
سـُروراً وَلَـولا الطَبـع كـانَ تَكَلَمـا
وَمَـن قبـل عَبـد اللَـه كَم مِن مملك
تَقــادَم لَكــن مَــن ذَكَـرت تَقَـدَما
أَقَـرَت بِـهِ أُم القُـرى عَيـن مَن سَعى
وَطــافَ وَلَــبى بِالحَجيــج وَســَلَما
فَحَمـداً لِمَـن أَحيـا الجَميـع بسـيد
بِــهِ بَســط الأَرزاق فيهُــم وَقَسـما
أَلا لَيتَنــي مِمَـن ثَـوى فـي رِحـابِهِ
وَجـازَ إِلـى أَرض الحِجـاز المقطمـا
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).