
الأبيات27
بِـذي الحَزم تَرقى لِلمَعالي العَزائم
فَيَسـمو إِلَيهـا لا الرُقـي وَالعَزائم
وَمــا سـادَ إِلّا جَهبـذ شـادَ سـُؤدداً
ســَما شــامِخاً وَالمُكرَمـات دعـائم
تَرفـع دسـت الملـك عَـن كُـل بـاذخ
مِـن النـاس طَـرا وَاعتلتهُ المَكارم
يَقولــون إِن المَجــد جـاه وَمنعـة
فَقُلــت لِهَــذا أَحرَزتَــهُ الأَكــارم
لَقَـد زيـن الـدُنيا العَزيـز مُحَمَـد
وَذَلِــكَ تَوفيــق مِــن اللَــه دائم
وَزَهــر مَصــابيح المَجَــرة أَشـرَقَت
وَنَجــم الثُريــا بِالمَنـازل نـاجم
وكَــم مَـن ثُغـور بِالسـُرور تَبَسـمَت
وَأَجمَـل شـَيء فـي الثغـور البَواسم
تَأَمــل لِأَمثـال الكَـواكب قَـد بَـدَت
فَلا بَلـــدة إِلّا وَفيهــا النَعــائم
كَــأَن رُبــي مَصــر الأَنيقـة رَوضـة
عَلـى قَطرهـا بِـالقَطر يَنهَـل سـاجم
رَوَت بِالنَـدى حَتّـى تَغانَت عَن النَدى
وَقَـد أَخصـَبَت مِنها الرُبى وَالمَعالم
وَبِــالرَوض أَصــلٌ قَــد تـرف فرعـهُ
لِنضــرتِهِ حــامَت عَلَيــهِ الحَمـائم
وَغَنَــت عَلـى الأَفنـان مِنـهُ فَصـادح
يُـــردد تَغريـــداً وَآخــر بــاغم
يَظَـل بِهـا النيـل المُبـارك جارياً
وَيَركُـــض مِنــهُ مــوجهُ المتُلاطــم
وتلـكَ الجَـواري المُنشـئات كَأَنَّهـا
عَلــى وَجهِــهِ الأَعلام وَهِــيَ قَشـاعم
حَكتها القوافي في اِنتِظام وَقَد بَدَت
كَــدر لَـهُ فـي لُبـة المَجـد نـاظم
تَبــاهَت بِتَوفيـق العَزيـز وَبـاهرَت
جُمـان الثَنايـا أَحرَزَتـهُ المَباسـم
وَأَبلَــج فَخـم القَـدر جَلـت شـُؤونه
وَكَـم أَحجَمَـت عَنها الكماة الخَضارم
تَرفــع عَــن مَــدح يُحيــط بِوَصـفِهِ
وَلَـو سـاعَد الأَعـراب فيـهِ الأَعـاجم
لَئن ضـَرَبَ النَطـق البَليـغ سـَرادِقاً
عَلـى البَعـض مِنـهُ أَعوزتهُ التَمائم
وَمَن ذا الَّذي يَحصي النُجوم إِذا بَدَت
وَيَحصـُر مـا قَـد أَرسـَلَتهُ الغَمـائم
كَمــــال وَإِجلال وَعــــزّ وَمنعـــة
وَأَمـــن وَإِيمــان وَملــك وَقــائم
وَتـاج عَلـى هـام الفَخامـة قَد عَلا
وَدَولـة إِقبـال بِهـا المَجـد هـائم
مَـعَ السـَعد قَـد وافَت فَزادَ فُؤادنا
سـُروراً بِمـا يَرويـهِ وَالعـزّ قـادم
وَلمــا غَـدا كَالعيـد يَـوم جُلوسـه
تَحَلَــت بِأَيــام العَزيـز المَواسـم
لَقــد صــَدَرت مِـن ذي الجَلال إِرادة
بِهــا وَرَدَت حَتمـاً إِلَيـهِ المَراسـم
فَلا زالَ ذا ملـــك جَليــل مُتوجــاً
رَعايــاه مَحكــوم عَلَيــهِ وَحــاكم
وَلا اِنفَـكَ بِالنَصـر العَزيـز مقلـداً
وَفــي يَـدهِ اليَمنـى حسـام وَخـاتم
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025