
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مَـن يَرينـا بِأَلفـاظ يُنَمِقُهـا
إِذا اِجتَمَعنـا جَميـل الودّ تَخييلا
إِنــي مَلَلــت أَقــاويلاً مُزَخرَفــة
وَاِحتَـرت فيهـنَّ تَوجيهـاً وَتَـأَويلا
حَتّـى مَـتى وَإِلـى كَـم شـَقوتي بِكُم
أَفـي الشـَقاء أَضيع العُمر تَعليلا
لا عِنــدَكُم ذمــة تَرعــى وَلا نَسـَبٌ
وَلَيتَكُــم ذدتُــم عَنـا الأَقـاويلا
هَلا اِتَخـذَتُم سـِوى أَعراضـِنا غَرَضـاً
يَرمــي وَصــيرتُم الإِكثـار تَقليلا
إِنـا لِنضـرب صـَفحاً عَـن بَـوادركم
وَلـو أَرَدنـا أَسـأنا الرَد تَنكيلا
لَكـن نَصـون عَـن الفَحشـاء أَلسـنة
هِــيَ الأَســنة تَجريحــاً وَتَعـديلا
كَـم تَحلِفـون لَنـا أَن لَم يَكُن لَكُم
علـم وَلم تحسنوا في الأَمر تَأميلا
عَلامَ لَــم تَرقبــوا إِلّاً وَلا ذممــاً
فينـا وَلـم تَتَقوا بِاللوم تَخجيلا
ما كانَ من عجزنا ترك الجَواب لَكُم
لَكَـن لَنـا شـيم تَثنـي المَقاويلا
لَيـت اِحتمال الأَذى مِن غَير ذي رحم
يَعـد مِنـا التَغاضـي عَنـهُ تَنويلا
يـا لَيتَ شعري وَحفظ العَهد عادتنا
لَمـا عَـددتم شـِعار الحلم تَجهيلا
إِن كـانَ سـاءَكُم مـا سـَرّنا فَلَقَـد
رَكبتـم مِـن مَطايـا الغُبن مَشكولا
أَو كـانَ سـرّكُم مـا سـاءَنا فَلَقـد
سـَلكتُم فَدفـداً فـي الغَدر مَجهولا
مـاذا عَلَينـا إِذا دامَـت عَداوَتَكُم
وَقَـد بَلَغنـا مِـن الأَحبـاب مَأمولا
وَأي خَيــر نَــراه فــي مَحبَتَكُــم
وَقَـد لَبَسـتُم مِـن العُدوان إِكليلا
إِنـا عَلِمنـا بِأَنـا اليَـوم عِندَكُم
أَعـدى المَعـادين إِجمـالا وَتَفصيلا
وَلا جِنايـــة إِلّا صـــون حرمتكــم
وَحَفظنـا العَهـد تَكريمـاً وَتَفضيلا
نَغــض أَبصــارُنا عَـن كُـل بـادرة
فَتَحســَبون تَغاضـي العَيـن تَغفيلا
فَلَيتَكُـم تُحسـِنون الظَـن إِذ حسـنت
مِنـا الظُنـون وَكـانَ الودّ موصولا
رَأَيـــت وَصــلَكُم قَطعــاً وَحُبَكُــم
بُغضــاً وَنَصــرَكُم لِلصـَهر تَخـذيلا
فَمـا عَسـى أَنتُـم بِالقـائِلين إِذا
قُلنــا لنوسـعكم بِالصـدق تَبجيلا
لَكــن رَأَيـت قَبيحـاً أَن أَكـافئكم
تَقــولاً أَو أَحَــل البَغــي تَحليلا
بَـل إِنَّنـي لاجتِنـاب الشـَر أَنشدكم
بيـتين زادَهمـا الإِنشـاد تَـرتيلا
شـرد برحلـك عَنـي حَيـث شـئت وَلا
تَكــثر عَلـيَّ وَدَع عَنـكَ الأَبـاطيلا
قَد قيل ما قيل إِن صدقاً وَإِن كذباً
فَمـا اِعتـذارك فـي قَول إِذا قيلا
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).