
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَخــذ أَولاً بِسـفايج العَقـل خالِصـاً
مِــن النـوك وَاجـرُد زُغبـه وَتَـأنق
وَأَنقعـه بَعـدَ الـرَض يَومـاً وَلَيلـة
ليرطـب فـي مـاء الحَيـاء المـروق
وَأَحكـم عَلـى مـاء النَباهـة طَبخـه
قَليلاً قَليلاً وَاِحــذر العُنـف وَاِرفـق
وَخُـذ مِن لحا اهليلج الفَهم وَالذَكا
وَمَـن فيتمـون الفطنة الأَحمر النَقي
وَأَلـق عَلـى المـاء العَقاقير كُلَها
غُبـــاراً وَضـــَرِّبه بِهــا يَتصــفق
وَزد فيـهِ مِـن مَحمودة العَقل دانِقاً
لتَحِـدر مِـن كيمـوس نوكـك مـا بقى
وَخُـذ مِنـهُ كَأساً كُلَ يَومٍ عَلى الطَوى
وَداوم عَلـــى هَــذا العِلاج توفــق
وَتُحــدرك أَخلاط الجُنـون مِـن أَسـفَلٍ
برفـقٍ وَتَـأمن كُـلُ مـا منـه تَتَقـي
وَإِن شـئت حسـم الـداء في مَرّةٍ وَأَن
يُقيئك مِـن أَعلـى فَـزد جـزء خَربـق
وَأَن كــانَ مُعــدوماً وَعَــز وَجـوده
فَخُــذ بَـدَلاً مِـن خَربـقٍ بَـذر سـَرمَق
وَإِن جـاء مُـراً فـي المَـذاق وَعفته
مَخافـــة قَيــئ مفــرط أَو تزلــق
فَخُــذ مِــن خَـرا هـرّ وَكَلـب مُـبرس
مســن بَهيــم اللـون لَيـسَ بِـأَبلق
وَمَــن ســَلحِ مَجـذومٍ قَـديمٍ مزنجـرٍ
موشـــى أَعـــاليه بِـــأَغبرَ أَزرَق
وَصــَيرهُ فــي هـاوون جَعـسٍ مُفتقـاً
بَقيـــءٍ طَـــريٍ أَو بِبَــولٍ مُعتــق
فَمهمـا رَأيـت الكُـل قَد صارَ وَاحِداً
فَخُذ مِنهُ ما تَهوى عَلى الريق وَالعق
وَدَيــره أَقراصــاً صــِغاراً وَحلهـا
بريقــك واِبلــع تَفلهــا وَتَمَطــق
وَإِن عَرضـت فـي الحلـق مِنـهُ خَوانِقٌ
تَغرغــر بِـهِ عِنـدَ الرُقـاد وَبقبـق
وَبخــر بِــهِ فـي كـل يَـومٍ وَلَيلَـةٍ
ســِبالك تَنــأ الجـن عَنـكَ وَتَفَـرق
وَحــك بِــهِ أَســنانك الفُلـج إنـه
مَــتى مـا بِـهِ جَلَـوت ثَغـرك يَـبرق
وَلا تَتَخـــذ حَســواً ســواه فَــإِنه
مِنأَفضــل شــَيء تَغتَــذيهِ وَأَوفــق
وَإِيــاكَ لا تَســأم وَخُــذ بِوصــِيَتي
فَانــك إِن تَأخــذ بِهــا لا توفــق
فَهَــذا الَّــذي يَشـفي جُنـوك عَنـوة
عَلــى أَنــهُ صــَعب مُعانــة أَحمَـق
أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها.وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار.ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية.ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.