
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
المَــرء تَحــتَ تَصــَرف الأَقــدار
لا يَــدفَع المَحــذور طـولُ حِـذار
وَالنــاس أَطــوار وَشـَتى سـَعيَهُم
وَالكُــل بَيــنَ مُــدارئ وَمُـداري
وَالغَـدر مِـن شـيم الزَمان وَقَلما
يُرجــى وَفــاء الخـائن الغَـدار
لَــم يَحــلُ إِلا أَعقبــت أَيــامه
مِـــن لـــذة الاحلاء بِـــالامرار
فَصــَفاؤه كَــدرٌ وَحُلــو مَــذاقه
مُــرٌ وَجــرح يَــديه غَيـر جَبـار
وَمِـن المحـال مَـرامُ نقـل طباعه
لا يَســتَحيلُ القطــرُ صـَفوَ نُضـار
وَالمُبتَغـي مِنـهُ الوَفـاء كَطـالِبٍ
مــاءاً قراحـاً فـي سـَراب قَفـار
يـا مَـن يَفـر مِـن القَضاء بِنَفسه
هَيهـــات مِــن لمقيــدٍ بِغــرار
تَبغى النَجاة لَها مِن الدُنيا وَهَل
يَنجــو قَنيـصٌ مِـن مخـالب ضـاري
سـر حَيـث شـئت وَكَيـفَ شئت فَإِنَّما
تَطـوي المَراحـلَ فـي يَـد الأَقدار
أنفــر مَــذعوراً كَأَنــكَ خالِــدٌ
وَكَــأن ثَـوب العُمـر غَيـرُ مُعـار
وَتُواصـلُ الأَمـر البَعيـد كَـأن عم
رك نــامَ عَنــهُ قــاطعُ الأَعمـال
مَـن فَـرَ مِـن قَـدَرٍ فَلَيـسَ فِـراره
إِلّا عَلـــى قَــدر عَلَيــهِ جــاري
أَزَمعــت حجــاً دونَـهُ لُجَـجٌ طمـت
وَتَرَكــت حجّـك عِنـدَ بـاب الـدار
وَجَعَلــت سـَعيك ظـاهِراً لِلّـه كَـي
يَخفــى وَهَـل يَخفـى ضـِياء نَهـار
وَيَئســت مِــن فَـرَحٍ وَخَيـر عاجـل
كَــالممتري فــي قُـدرة الجَبـار
فَلَئن حَجَجـــتَ فلابتغــاء ســَلامَةٍ
تُنجيـــكَ لا للواحـــد القَهــار
هَيهـات سـرك عِنـدَ مَـن لا يَختَفـي
عَــن علمــه شــَيء مِـن الأَسـرار
لا أَبتغــي بَعـد المُـواطن عيشـَةً
تــركُ المُــواطن محنـة الأَحـرار
وَالبَحــر أَصــعَبُ ميتـةً لغريقـه
مِـــن ميتــه بِعَوامــل وَشــفار
وَأَحـق مَـن نـالَ الشـَهادة مَقصـد
بالمشــرفية وَالقَنــا الخطــار
أَو لَيـسَ أَفضـَلَ أَن أَمـوت مُجاهِداً
مـن أَن أَمـوت لقـىً غَريـقَ بحـار
لا تَيأســن وَإِن تَصــعبت المُنــى
فالصـَعبُ قَـد يَرتـاضُ بَعـدَ نِفـار
قَـد تصـغر الأَشـياء وَهِـيَ كَـبيرة
وَتَهــون وَهِــيَ عَظيمـةُ المقـدار
مـا كُـل مـا يُخشـى وَيُرجـى واقِعٌ
حـالَ القَضـا بَينَ السري وَالساري
قَـد يُفلت المقدام مِن شرك الوَغى
وَتَفيــظ فيــهِ مُهجــة الفَــرار
كَــم آمــلٍ أَملاً قَريبــاً نيلــه
قَطــعَ الحِمـام بِـهِ عَـن الأَوطـار
مــا كُـلُ ذي أَمـل يَنـال مُـراده
غَلــبَ القَضــاءُ إِرادة المُختـار
قَــد خَطَـت الأَقلام مـا هُـوَ كـائِنٌ
وَجَـرى بِمـا سـَبَق القَضاءُ الجاري
وَاللَــه يَحكُــم لا مــرد لِحُكمـه
وَمِـن المَحـال دِفـاعُ حُكم الباري
لَيـسَ النَعيـم وَلا الشـَقاء بِدائمٍ
لا بُـــدَ لِلاقبــال مِــن ادبــار
الصـَبر أَجمَـل فـي الأمور عَواقِباً
لا خَيـــرَ فـــي مُتخــوف خــوّار
سـلِّم إِلـى الأَقـدار أَمـرك تَسترح
مــا كُــلُ مَطلــوب يُنـال بثـار
وَأرج الأُمـور إِذا تَنـاهى ضـيقها
إِن التَنــــاهي أَول الاقصــــار
كَــم مِــن مخـوفٍ لا قَـرارَ وَراءه
أَفضــى إِلــى أَمـنٍ وَحُسـن قَـرار
أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها.وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار.ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية.ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.