
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلـــوى بِعَــزمِ تَجَلُّــدي وَتَصــَبُّري
نَــأيُ الأَحِبَّــةِ وَاِعتِيــادُ تَــذَكُّري
شــَحطَ المَــزارُ فَلا مَـزارَ وَنـافَرَت
عَينــي الهُجــودَ فَلا خَيـالٌ يَعتَـري
وَقُصـِرتُ عَنهُـم فَاِقتَصـَرتُ عَلـى جَـوىً
لَــم يُــدعَ بِـالواني وَلا بِالمُقصـِرِ
أَزرى بِصــَبري وَهـوَ مَشـدودُ القـوى
وَألانَ عــودي وَهــوَ صــلبُ المَكسـرِ
وَطَـــوى ســـُروري كُلَّــهُ وَتَلَــذُّذي
بِــالعَيشِ طَــيَّ صــَحيفَةٍ لَـم تُنشـرِ
هــا إِنَّمـا أَلقـى الحَـبيبَ تَوَهُّمـاً
بِضــَميرِ تِــذكاري وَعَيــنِ تَفَكُّــري
ســُدَّت سـَبيلُ الوَصـلِ وَاِنحَلَّـت عُـرا
أَســــبابِهِ بِحُلـــولِ يَـــومٍ أَزوَرِ
تَـرَكَ القلـوبَ صـَوادِياً يَحـدو بِهـا
حـادي الـرَدى بَيـنَ اللهى وَالحنجرِ
فَكَــأَنَّ نُغبَــةَ بَينِهــا مَزَجَـت لَـهُ
فــي كَأســِهِ حُمـةَ الشـُجاعِ الأَبتَـرِ
صــَفرَت يَـداهُ كَـم شـَجا مِـن طفلَـةٍ
صــَفراءَ تُنســَبُ فـي بَنـاتِ الأَصـفَرِ
قَــد قَسـَّمَ التَوديـعُ لَحـظَ جُفونِهـا
قِســـمَينِ بَيـــنَ مُعَـــرِّضٍ وَمُعَبِّــرِ
وَتَرَقرَقَــــت عَـــبراتُه فَشـــَغَلنَهُ
عَــن شـُغلِهِ بِسـَنا الوُجـوهِ الحُسـَّرِ
وَأراهُ عرفــانُ النَـوى مِـن حُسـنِها
مَـرأى مِـنَ المَـوتِ الـزُؤامِ الأَحمَـرِ
أَنّـى لَنـا بِالوَصـلِ إِلّا فـي الكَـرى
لَــو أَنَّ وَصــلَ النَـومِ لَـم يَتَعَـذَّرِ
فَوِصــالُنا لَمّــا تَعَــذَّرَ بِــالمُنى
أَو بِالتَحِيَّــةِ فــي مَثــاني أَسـطُرِ
وَلَرُبَّمــا حَمَّلتُهــا ريــحَ الصــَبا
وَســَنا البُـروقِ المُنجِـداتِ الغُـوَّرِ
فَـإِذا الـدَبورُ سـَرَت بِرَجـعِ جَوابِها
جــاءَت بِـأَعطَرَ مِـن دُخـانِ المِجمَـرِ
ســَقياً لِمَثــواهُم وَمـن يَثـوي بِـهِ
وَلِعَهــدِهِم إِن كــانَ لَــم يَتَغَيَّــرِ
يــا عابِـدَ الرَحمـانِ جُنِّبـتَ الأَسـى
كَـم مِـن أَسـىً لَكَ في الجَوانِحِ مُضمرِ
تَتَقَطَّــعُ الصــُعَداء أَنفاســي بِــهِ
وَبِفَيــضِ أَجفــاني وَإِن لَــم أَشـعُرِ
أَبلِــغ عُبَيــدَ اللَـهِ صـِنوَكَ أَنَّنـي
لِفراقِـــهِ كَالســـادِرِ المُتَحَيِّـــرِ
عِلقـي النَفيـسُ الخَطرُ أَفديهِ مِنَ ال
خَطــبِ المُلِــمِّ بِكُــلِّ عِلــقٍ مُخطِـرِ
وَمُحَمَّـــــداً لِلَّــــهِ دَرُّ مُحَمَّــــدٍ
زَهـــرٌ تَفَتَّــحَ غِــبَّ مُــزنٍ مُمطِــرِ
وَصــَغيركُم عَبــد العَزيــزِ فَـإِنَّني
أَطــوي لِفُرقَتِــهِ جَــوىً لَـم يَصـغُرِ
ذاكَ المُقَـدَّمُ فـي الفُـؤادِ وَإِن غَدا
كُفـؤاً لَكُـم فـي المُنتَمـى وَالعُنصُرِ
إِنَّ البنــانَ الخَمــسَ أَكفـاءٌ مَعـاً
وَالحلـــيُ دونَ جَميعِهــا لِلخُنصــُرِ
وَإِذا الفَـتى فَقَـدَ الشـَبابَ سَما لَهُ
حُـــبُّ البَنيــن وَلا كَحُــبِّ الأَصــفَرِ
وَاِذكُـر بِسـِرِّ تَحِيَّـتي مَـن لَـم أَبُـح
لَــكَ بِاِســمِهِ وَلِعلَّــةٍ لَــم يُـذكَرِ
مِمَّــن أَوَدُّ لَـهُ الـرَدى لا عَـن قِلـىً
وَيَــوَدُّ لَــو أَبقــى بَقـاءَ الأَدهُـرِ
بِـأَبي الـدَرارِيُّ المُنيرَةُ في الدُجى
لِلنــاظِرينَ وَأَنـتَ مِنهـا المُشـتَري
عُوِّضــتُ مِــن رَعيـي لَهـا وَحَضـانَتي
رَعيـــي كَــواكِبَ كُــلِّ داجٍ أَخضــَرِ
وَبِحــالِ قُربـي مِـن مَطـالِع زُهرِهـا
حــالَ القصــيِّ الثاكِـلِ المُسـتَعبِرِ
فـي رَأسِ أَجـرَدَ شـاهِقٍ عـالي الذُرا
مــا بَعــدَهُ لِمُوَحِّــدٍ مِــن مَعصــرِ
يَــأوي إِلَيــهِ كُــلُّ أَعــوَرَ نـاعِبٍ
وَتَهُـــبُّ فيــهِ كُــلُّ ريــحٍ صَرصــَرِ
وَيَكــادُ مَــن يَرقــى إِلَيــهِ مَـرَّةً
فــي عُمـرِهِ يَشـكو اِنقِطـاعَ الأَبهَـرِ
فَكَــأَنَّ مَعمــورَ المَنــازِلِ حَــولَهُ
ضـــيقاً وَإِظلامـــاً مَلاحِــدَ مَقــبرِ
كُنتُـــم لِنَفســي جَنَّــةً فارَقتُهــا
إِذ راقَ مِنهــا كُــلُّ غَــرسٍ مُثمِــرِ
أَسـَفي عَلـى فَقـدِ المَتـاعِ بِحُسـنِها
وَظِلالِهـــا وَنَســـيمها المُتَعَطِّـــرِ
اللَــهُ يَعلَــمُ أَنَّنــي مُــذ غُيِّبَـت
عَــن نــاظِرَيَّ هَجَـرتُ حُسـنَ المَنظَـرِ
وَجَنَيــتُ صـَبراً بَعـدَها مـرَّ الجنـى
وَمَزَجــتُ ســمّاً دِرَّة العَيـشِ المَـري
يــا قُــرَّةَ العَينَيــنِ إِنّـي كُلَّمـا
رُمـتُ السـُلُوَّ أَبـاهُ شـَوقي المُعتَري
وَطَــوارِقُ الفِكــرِ الَّــتي عَوَّضـنَني
مِــن صـِحَّتي حـالَ السـَقيمِ المُحضـَرِ
بَــرَحَ الخَفـاءُ فَمـا لِنَفسـي حيلَـةٌ
فـي الصـَبرِ عَنـكَ وَلَو دَنا لَم أَصبِرِ
يَلتـاحُ مِـن تِلقـاءِ أُفقِـكَ لـي سَناً
وَأريــحُ مِـن ذِكـراكَ ريـحَ العَنبَـرِ
وَإِن اِســتَحالَت عِنـدَها نَفسـي دمـاً
تَهمــي بِــهِ عَينــي فَخَضـَّبَ محجـري
وَيَشــي بِوَجــدي أَن أَرى لَـكَ رُقعَـةً
لبســَت بِخَطِّــكَ بُــردَ وَشـيٍ عَبقَـري
وَيمــرُّ حَبــلُ صــَبابَتي إِن بِنتُــمُ
وَطَـــوى لِقــاءَكُمُ مُــرور الأَعصــُرِ
وَإِذا دَنــا فِطـرٌ أَو اِضـحى هـاجَني
فَبغلَّــتي أُضــحي وَدَمعــي مُفطِــري
حَيـرانُ أَذهـلُ عَـن إِجابَـةِ مَـن دَعا
بِاِسـمي وَأوحـشُ فـي الجَميـعِ الحُضَّرِ
خَــرس اللِســانُ كَأَنَّمــا مُسـتَنطقي
مُســــتَنطِقٌ طَلَلاً بِرَبــــعٍ مُقفِـــرِ
مــا كُنـتُ ذا عُـذرٍ يَـبينُ لِعـاذِري
لَـو لَـم يَسُمني الشَوقُ سيما المُعذرِ
أَشـكو إِلـى الرَحمـنِ فرقَـةَ شـَملِنا
حِقَبــاً ثَلاثــاً قَــد وُصـِلنَ بِأَشـهُرِ
يـا لَيـتَ شـِعري هَـل لِشـعبِ وصالِنا
مِــن شــاعِبٍ وَلِيَــومِهِ مِــن مُبشـِرِ
بَـل لَيـتَ شـِعري هَـل تُلَبّـي دَعـوَتي
بِإِجابَـــةٍ فــي مَجلِــسٍ أَو مَحضــَرِ
أَو هَــل أُقَلِّـبُ نـاظِري فَـأَراكَ فـي
قُربــي تَوَقَّــدُ كَالشــِهابِ الأَزهَــرِ
أَو هَـــل أُلَـــذِّذُ مَســـمَعي بِتِلاوَةٍ
مِـن فيـكَ تُفصـحُ عَـن لَقيـطِ الجَوهَرِ
أَو هَــل أجلّــي خــاطِري بِخَــواطِرٍ
لَــكَ تَقتَضـي وَهـجَ السـَراجِ النَيِّـرِ
أَو هَــل أُروِّحُ عَــن فُــؤادي سـاعَةً
بمشــمِّكَ العَــذب المشــمِّ الأَذفَــرِ
عَجَبـاً لِقَلـبي يَـومَ راعَتنـا النَوى
وَدَنــا وَداعُــكَ كَيــفَ لَـم يَتَفَطَّـرِ
مــا خِلتنــي أَبقــى خِلافَـكَ سـاعَةً
لَــولا السـُكونُ إِلـى أَخيـكَ الأَكبَـرِ
إِنســانُ عَينــي إِن نَظَـرتُ وَسـاعِدي
مَهمــا بَطَشــتُ وَصـاحِبي المُسـتَوزرِ
وَإِذا شــَكَوتُ إِلَيــهِ شــَكوى راحَـةٍ
ذَكَّرتُـــهُ فَشـــَكا إِلـــيَّ بِــأَكثَرِ
أَربــى عَلَــيَّ فَحَظُّــهُ مِمّــا بنــا
حَــظُّ المُعَلّــى مِـن قِـداحِ المَيسـِرِ
قَـد شـابَ هَمّـاً فـي اِقتِبـالِ شَبابِهِ
إِن كنـتُ شـِبتُ مَـعَ الشـَبابِ المُدبِرِ
أَنحـى الزَمـانُ عَلَيهِ في حالِ الصِبا
وَرَمــاهُ مِــن مَكروهِــهِ فـي أَبحُـرِ
بِغَريبَــةٍ نَكــراء وَمِــن خطرانــهِ
بلقــاء أَشـهر مِـن كـذابِ المِنبَـرِ
هـــذا وَلَمّـــا يَلتَبِــس بِخُطــوبِهِ
فــي مَــورِدٍ مِنهــا وَلا فـي مَصـدَرِ
إِلّا بقـــولِ مُـــدافِعٍ عَــن نَفســِهِ
فيمــا جَنــى بــاغٍ عَلَينـا مُفتَـرِ
قَــدَرٌ أُتيــحَ لَنــا بَلَغنـاهُ مَعـاً
وَمِـن العَسـيرِ بُلـوغُ مـا لَـم يُقدَرِ
قَـد ذُقـتَ يُتـمَ أَبيـكَ قَبـلَ وَفـاتِهِ
إِلّا تَعِلَّـــــةَ مُرتَــــجٍ مُتَنَظِّــــرِ
وَرُزِئتَ عمــرَ أَخيــكَ فَهــوَ لِحـالِهِ
كَالغــابِرِ المـودي وَإِن لَـم يَغبُـرِ
فَاِنــدُبهُما حَيَّيــنِ وَاِبـكِ عَلَيهِمـا
فَكِلاهُمـــا مَيــتٌ وَإِن لَــم يُقبَــرِ
اِبــكِ الغَريبَيــنِ اللـذَينِ تَبَـدَّلا
بِالــدارِ وَالأَهلَيــن أَقصــى الأَدورِ
وَاِبـكِ الفَقيـدَينِ اللَـذَينِ تَوارَيـا
عَــن مخــبرٍ خَــبراً وَعَـن مُسـتَخبرِ
وَاِبــكِ الشـَجِيَّينِ اللَـذَينِ طَوَتهُمـا
حـالُ الفِـراقِ عَلـى الجَحيمِ المُسعرِ
الــوارِدَينِ لَهــا مَــوارِدَ كُلَّمــا
دَعــوا إِلــى إِصـدارِها لَـم تَصـدُرِ
طـالَ العَنـاءُ وَجَـدَّ بِـالنَفسِ الأَسـى
مُــذ جَـدَّ بـي سـَقَمي وَطـالَ تَنظُّـري
وَأَخـافُ فـاجِئَةَ المَنـونِ فَـإِن تَكُـن
فَـاِقنِ العَـزاءَ فَـدَتكَ نَفسـي وَاِصبِرِ
إِنَّ الحِمــامَ لَمَنهَــلٌ مــا دونَــهُ
لِمُمَتَّـــعٍ بِـــالعَيشِ مِــن مُتَــأخّرِ
فَعَلَيـكَ تَقـوى اللَـهِ فَاِلزَمهـا تَفُز
وَحُـــدودهُ حــافِظ عَلَيهــا تُــؤجَرِ
وَصــراطَهُ فَــاِتبَع مَناهِــجَ ســُبلِهِ
وَســُتورهُ فَاِشــدُد عُراهــا تســترِ
وَاِعمَـل بِطـاعَتِهِ تَنَـل مِنـهُ الرِضـا
وَالقُــربَ فــي دارِ السـَلامِ وَتُحبَـرِ
وَاِجعَـل إِمامَـكَ وَحيَـهُ الهـادي وَخُذ
مِــن عِلــمِ مُحكَمِــهِ بِحَــظٍّ أَوفَــرِ
فَهــوَ الشـِفاءُ لِمـا تكـنُّ صـُدورُنا
وَهــوَ الهُــدى وَالــذِكرُ لِلمُتَـذَكِّرِ
وَاِعلَــم بِـأَنَّ العِلـمَ أَرفَـعُ رُتبَـةٍ
وَأَجَـــلُّ مُكتَســـبٍ وَأَســنى مَفخَــرِ
فَاِسـلُك سـَبيلَ المُقتنيـنَ لَـهُ تَسـُد
إِنَّ الســـِيادَةَ تُقتَنــى بِالــدَفتَرِ
وَالعــالمُ المَــدعُوُّ حَــبراً إِنَّمـا
سـَمّاهُ بِاِسـمِ الحَـبرِ حَمـلُ المحبَـرِ
تَسـمو إِلـى ذي العِلمِ أَبصارُ الوَرى
وَتغـضُّ عَـن ذي الجَهـلِ لا بَـل تَزدَري
وَبِضـــُمَّرِ الأَقلامِ يَبلُـــغُ أَهلُهـــا
مــا لَيـسَ يُبلَـغُ بِالجِيـادِ الضـُمَّرِ
وَالعِلــمُ لَيــسَ بِنــافِعٍ أَربــابَهُ
مــا لَــم يُفِــد عَمَلاً وَحُسـنَ تَبَصـُّرِ
فَاِعمَـل بِعِلمِـكَ تـوفِ نَفسـَكَ وَزنَهـا
لا تَــرضَ بِالتَضــييعِ وَزنَ المُخســِرِ
سـِيّانِ عِنـدي عِلـمُ مَـن لَـم يَسـتَفِد
عَمَلاً بِــهِ وَصــَلاةُ مَــن لَــم يَطهُـرِ
وَاِسـتَنّ بِالسـُنَنِ الَّـتي ثَبَتَـت بِهـا
صـُحفُ الـرُواةِ عَـنِ البَشـيرِ المُنذِرِ
صـَلّى الإِلـهُ عَلَيـهِ مـا صـَدَعَ الدُجى
فَجــرٌ وَعَرَّفَنــا بِــهِ فـي المَحشـرِ
وَاِرفُــض حَــديثاتِ الأُمــورِ فَإِنَّهـا
بِـــدَعٌ تُضــَلِّلُ كُــلَّ قَلــبٍ مُبصــِرِ
لا تَخرُجــنَّ عَــنِ الجَماعَــةِ إِنَّهــا
تَـــأتَمُّ بِــالحَقِّ الجَلِــيِّ الأَنــوَرِ
وَاِســمَع لِوَصـفي جُملَـةً مِـن عقـدِها
إِن تَلــقَ مَعناهــا بِفَهــمٍ تَمهُــرِ
هِـيَ حَـدُّ مـا بَيـنَ الضـَلالَةِ وَالهُدى
فــي دينِنـا وَالعُـرف دونَ المنكـرِ
جاهِــد وَصــَلِّ مَــعَ الأَئِمَّــةِ كُلِّهـم
وَاِســمَع لَهُــم وَلِأَمــرِ كُــلِّ مُـؤَمَّرِ
وَاِصــبِر وَإِن جــاروا فَرُبَّـةَ فِتنَـةٍ
تَهتاجُهــا أَنكــادُ جَــورِ الجُــوَّرِ
وَاِرضَ القَضــاءَ وَدِن بِصــَرفَيهِ مَعـاً
للأَوَّلِ العـــالي الصـــِفات الآخــرِ
وَإِذا عَـراكَ الخَيـرُ فَاِشـكُر وَاِنشـُر
وَإِذا عَــراكَ الشـَرُّ فَاِصـبِر وَاِبشـِرِ
وَاِجعَـل لِـوَجهِ اللَـهِ سـَعيَكَ خالِصـاً
يُــذخر لَـكَ الحَـظُّ الجَزيـلُ وَيثمـرِ
مَــن كـانَ يَجعَـلُ فـي نَوافِـلَ بِـرِّهِ
وَفُروضـــِهِ لِلَّـــهِ شـــِركاً يَخســَرِ
وَحَقيقَــةُ الإيمــانِ قَــولٌ يَقتَضــي
عَمَلاً وَنِيَّــــةَ خــــائِفٍ مُستَشـــعِرِ
وَيَزيــدُ بِالأَعمــالِ وَهــوَ بِنَقصـِها
فــي حـالِ نَقـصٍ فَاِسـتَدمها وَاِذخـرِ
وَالـــوَحيُ أَجمَعُــهُ كَلامُ اللَــهِ لا
خَلــقٌ كَمـا زَعَـمَ الغَـوِيُّ المُفتَـري
وَاللَـهُ يَبـدو فـي الجِنـانِ لِأَهلِهـا
فَيَرَونَـــهُ رَأيَ العيــانِ المُظهــرِ
مِـن غَيـرِ أَن يُحصـوا حَقيقَـةَ كُنهِـه
أَو يُــدرِكوا حَـدّ الـرواء المُبصـَرِ
وَالحَــوضُ حَــقٌّ وَالشــَفاعَةُ مِثلــهُ
لا يُشــكِلانِ عَلــى اِمــرئٍ لا يَمتَـري
وَكَــذلِكَ الميــزانُ يوضــَعُ قائِمـاً
بِالقِسـطِ وَالزُلفـى لِمَـن لَـم يخسـرِ
وَلِكُــلِّ مَيــتٍ فِتنَــةٌ فــي قَــبرِهِ
يَلقــى نَكيــراً عِنـدَها مَـع مُنكَـرِ
وَيُثَبِّــتُ اللَــهُ التقــاةَ إِذا هُـمُ
وَرَدوا الســُؤالَ بِقَــولِ حَـقٍّ مُصـدرِ
وَذوو الكَبــائِرِ فـي مَشـيئَةِ رَبِّهِـم
إِمّـــا يُعَـــذِّبهُم وَإِمّـــا يَغفِــرِ
فَاِشـــهَد جَنـــائِزَهُم وَلا تقنطهُــم
وَكَــذاكَ لا تــوجب لِمَـن لَـم يَكفـرِ
وَتَـــوَلَّ أَصـــحابَ النَبِــيِّ وَآلِــهِ
وَأَذِع مَحاســـِنَهُم جَميعــاً وَاِنشــُرِ
وَاِمنَحهُــمُ مَحـضَ الـودادِ وَقَـدِّم ال
عُمَرَيــنِ فـي كُـلِّ الفَضـائِلِ وَاِبـدُرِ
وَيَليهمــا عُثمــانُ ثُــمَّ عَلِــيٌّ ال
بَطَـل المُسـَوَّم فـي الحُـروبِ الشمّري
خُلَفــاء صـِدقٍ وَطَّـدوا ديـنَ الهُـدى
وَأَروا مَعـــالِمَهُ عُيـــونَ النُظَّــرِ
وَالســـتَّةُ الأَعلامُ مِـــن شــُرَكائِهِم
نُحَــراءَ فـي اليَـومِ الأَغَـرِّ الأَشـهرِ
وَاِذكرهُــمُ بِالســَبقِ وَاِشـهَد فيهـم
وَلَهُــم بِمـا شـَهِدَ الرَسـولُ وَأخبِـرِ
وَاِرغَـب بِسـَمعِكَ عَـن أفيكـة من رَوى
سـَفَكوا الـدَماءِ عَلى الثريدِ الأَعفَرِ
وَاِذكُــر سـِواهُم بِالجَميـلِ وَلا تَكُـن
بِمُقَــــدّمٍ فيهِــــم وَلا بِمُــــؤَخّرِ
فَجَميعُهُــم لِلــبرِّ أَهــلٌ وَالتُقــى
قَمِــنٌ بِهــا وَبِكُــلِّ صــالِحَةٍ حَـري
وَدَعِ المِـــراءَ فَـــإِنَّهُ داءٌ بلــى
مُتقارضــــيهِ ذو ضـــَميرٍ مـــوغِرِ
وَأشـَدُّهُ فـي الـدينِ بَـل هُـوَ عِندَهُم
كُفــرٌ فَــإِن مــارَيتَ فيــهِ تكفـرِ
ثُـمَّ اِقـضِ حَـقَّ الوالِـدَينِ وَقُـم بِما
فَــرَضَ الكِتـابُ عَلَيـكَ مِنـهُ وَابـدُرِ
أَوســـِعهُما بـــرّاً وَلا تَنهَرهُمـــا
وَاِمنَحهُمــا قَــولاً كَريمــاً وَاِشـكُرِ
وَاِخفِــض جَناحَــكَ رَحمَــةً لِكِلَيهِمـا
تَمهَــد لِنَفســِكَ لَـو فَعَلـتَ وَتـذخرِ
ولِكُـــلِّ ذي رَحــمٍ وَقُربــى حُرمَــةٌ
وَلِكُـــلِّ جـــارٍ فاِرعّهــا وَتَــذَكَّرِ
وَاِرغَـب بِنَفسـِكَ أَن تُعاشـِرَ غَيـرَ مَن
كَرُمــت مَـذاهِبُ نَفسـِهِ فـي المَعشـَرِ
إِنَّ التَعاشــُرَ فــي الأَنـامِ تَشـاكلٌ
وَلِذاكَ يُلفى الجبنُ في النَطفِ الثري
وَاِستَصـحِب الوَرَعَ النَزيهَ وَجانِب الط
طَبــعَ الســَفيهَ بِكُـلِّ حـالٍ وَاِهجُـرِ
وَإِذا دُفِعــتَ إِلــى قَريــنٍ فَـاِبلُهُ
قَبــلَ التَفـاوُضِ وَالتَشـارُكِ وَاِخـبرِ
لا يَســـتَفِزّكَ مَنظَـــرٌ حَســَنٌ بَــدا
حَتّـــى تُقــابِلَهُ بِحُســنِ المَخبَــرِ
فَالمــاءُ تُــوردهُ الــدلاءُ صـَفاؤهُ
وَمَــــذاقُهُ لِلآجِــــنِ المُتَغَيِّــــرِ
وَالســـَيفُ يُكســِبُهُ البَهــاءُ حَلاوَةً
وَفِعــــالُهُ لِلعاضـــِدِ المُتَـــأَخِّرِ
كَــم مِــن أَخٍ يَلقــاكَ مِنـهُ ظـاهِرٌ
بــــادٍ ســــَلامَتُهُ وَبـــاطِنُهُ وَري
وَاِشــرَح لِكُــلِّ مُلِمَّــةٍ صـَدراً وَخُـذ
بِــالحَزمِ فــي بُهـم الأُمـورِ وَشـَمِّرِ
وَاِستَنصـِحِ البَـرَّ التَقِـيَّ وَشـاوِر ال
فَطِــنَ الـذَكِيَّ تَكُـن رَبيـح المَتجَـرِ
وَإِذا أَتَيــتَ نَــدِيَّ قَــومٍ فَـاِلقَهُم
بِاِســمِ الســَلامِ وَرد بِحِلـم وَاِصـدُرِ
وَاِخـزِن لِسـانَكَ وَاِحتَـرِس مِـن لَفظِـهِ
وَاِحــذَر بــوادِرَ غَيِّــهِ ثُـمَّ اِحـذَرِ
وَاِصـفَح عَـنِ العَـوراءِ إِن قيلَت وَعُد
بِـالحِلمِ مِنـكَ عَلـى السَفيهِ المُعورِ
وَكــلِ المســيءَ إِلـى إِسـاءَتِهِ وَلا
تَتَعَقَّـــبِ البــاغي بِبَغــيٍ تُنصــَرِ
فَكَفــاكَ مِــن شــَرٍّ ســَماعُكَ خُـبرَهُ
وَكَفــاكَ مِــن خَيـرٍ قبـولُ المخـبرِ
وَاِدفَــع بِكَظــمِ الغَيـظِ آفَـةَ غَيِّـهِ
فَـــإِن اِســتَخَفَّكَ مَــرَّةً فَاِســتَغفِرِ
وَاِخفِـض كَلامَـكَ وَاِمـشِ هوناً وَاِلقِ مَن
لاقَيـــتَ طَلقـــاً لا بِخَـــدٍّ أَصــعَرِ
وَتَجَنَّـــــبِ الخُيلاءَ إِنّ نَبِيَّنـــــا
كَــرِهَ المَخيلَـةَ وَهـيَ فَضـلُ المِئزَرِ
وَاِصــدُق حَــديثَكَ كُــلَّ مَـن حَـدَّثتَهُ
وَاِصــدَع بِحَــقٍّ فــي قَضـائِكَ تُشـكَرِ
وَاِكفَــل بِوَعــدِكَ وَاِرعَ كُـلَّ أَمانَـةٍ
وَاِختَـر لِنَفسـِكَ خُطَّـةَ الوافي السَري
وَاِحفَــظ يَمينَـكَ وَاِطـوِ سـِرَّكَ رقبـةً
وَاِكتــم حِفاظـاً سـِرَّ غَيـرِكَ وَاِسـتُرِ
وَاِحفَــل بِشــَأنِكَ إِنَّ فيــهِ شـاغِلاً
لَــكَ عَــن ســِواهُ فَــاِتَّعِظ وَتَبَصـَّرِ
لا تَشـــعُرَنَّ لِعَيـــب مــن لابســتَهُ
فَتــذيعهُ وَلِعَيــبِ نَفســِكَ فَاِشــعُرِ
كَــم عــائِبٍ قَـد عـابَ ظـاهِرَ خِلَّـةٍ
أَمثالُهــا فيــهِ وَإِن لَــم تَظهَــرِ
وَمِــنَ العَجــائِبِ وَالعَجــائِبُ جَمَّـةٌ
أَن يَلهَــجَ الأَعمــى بِعَيــبِ الأَعـوَرِ
وَاِبـذُل لِمُلتَمِـسِ القِرى أَزكى القِرى
وَتَلَـــقَّ مَقـــدَمَهُ بِـــوَجهٍ مَســفِرِ
وَإِذا ســُئِلتَ فَجُـد وَإِن قَـلَّ الجَـدا
جَهــدُ المُقِــلِّ أَداءَ وجـدِ المكـثرِ
وَاِشـــكُر لِمَــن أَولاكَ بــرّاً إِنَّــهُ
حَــقٌّ عَلَيــكَ فَلا تَكُــن بِــالمُمتَري
وَكَــذلِكَ الـدينُ النَصـيحَةُ فَاِبغِهـا
لِلمُســــلِمينَ وَلِلأَئِمَّــــةِ تُـــؤجَرِ
لا تَرضـــَيَنَّ لِمُســلِمٍ غَيــرَ الَّــذي
تَرضــى لِنَفســِكَ إِن يَغِـب أَو يَحضـُرِ
لا تُلفيـــن مُتَجَسِّســـاً ذا غِيبَـــةٍ
مُتَظَنِّنــاً يقضــي بِمــا لَـم يَخبُـرِ
لا تَظلمــن أَحَــداً وَلا تُضــمِر لَــهُ
حَسـَداً فَتُحشـرَ فـي الفَريـقِ الأَخسـَرِ
لا تَشـــمَتَنَّ بِمَــن رَأَيــتَ بِجِســمِهِ
أَو حــــالِهِ بَلـــوى وَلا تَتَســـَخَّرِ
وَلِكُــلِّ حَــيٍّ مُــدَّةٌ فَــإِذا اِنقَضـَت
بِــدنوِّ يَــومِ حِمــامِهِ لَــم يُنظَـرِ
فَاِعمَــل لِــذاكَ اليَـوم إِنَّـكَ مَيِّـتٌ
قَبـلَ المُضـِيِّ إِلـى المميـتَ المُنشِرِ
مـا دُمـتَ فـي مَهَـلٍ وَأَعمـالِ التُقى
لَــكَ بِالحَيــاةِ مُباحَـةٌ لَـم تُحجَـرِ
وَاِرغَـب عَـنِ الـدُنيا فَـإِنَّ وَراءَهـا
يَومـــاً ثَقيلاً ذا غفـــارٍ مُصـــغرِ
دارُ التَقلّــب وَالتَغَيُّــر إِن تَــرُح
بِمَســـَرَّةٍ أَو نِعمَـــةٍ لَــم تَبكــرِ
تَأميلُهــا غَــرَرٌ وَصــَفوُ نَعيمِهــا
كَــدَرٌ وَمُؤثِرُهــا عَمــىً لَـم يبصـرِ
إي والَّــذي تَعلـو اللغـاتُ بِـذِكرِهِ
بِمِنــىً وَفــي عَرَفاتِهــا وَالمِشـعَرِ
فَلِأَيِّ أَهليهـــا صـــَفَت أَو أَيُّهُـــم
لَــم يُختَــرَم وَبِــأيِّهِم لَـم تَغـدُرِ
حَصــِّل بِعَقلِـكَ كَـم لَهـا فـي طَرفَـةٍ
مِــن مَقصــدٍ أَو مُثبــتٍ أَو مُشــعرِ
يـا رُبَّ عـالي القَـدرِ مَمنوعِ الحِمى
مُتَخَيِّـــــلٍ مُتَشــــاوِسٍ مُتَجَبِّــــرِ
بَكَــرَت عَلَيــهِ صـُروفُها فـي أُهبَـةٍ
وَســَرَت إِليــهِ خُطوبُهـا فـي عَسـكَرِ
فــــأبَحنَهُ وَحَطَطـــنَ ذروَةَ عِـــزِّهِ
وَكَســَونَهُ ثَــوبَ الــذَليلِ المُصـغرِ
وَمُتَـــرَّفٍ جَـــذلانَ يَعبِـــقُ ريحُــهُ
طيبـاً وَيَرفَـلُ فـي النَسيجِ التستري
تَرَكَتــهُ أَشــعَثَ ســاغِباً ذا عيلَـةٍ
حَيـرانَ فـي حـالِ الفَقيـرِ المُـوقرِ
قُــل لِلَّــذي يَغتَــرُّ مِـن زَهراتِهـا
بِســـَرابِ قـــاعٍ خــادِعٍ لِلمَهجــرِ
قَــد أَنــذَرتكَ بِحُكمِهـا فيمَـن خَلا
أَمثـــالُهُ فــاِنظُر لِنَفســِكَ أَو ذَرِ
وَالــرِزقُ أَقســامٌ لفـا تَضـمَن لَـهُ
هَمّــاً وَقــارِب فــي طِلابِــكَ تَظفـرِ
لَيــسَ الحَريــصُ بِـزائِدٍ فـي رِزقِـهِ
فـــأَتَمُّ حليَتِـــهِ هَشــيمَةُ إِذخــرِ
أَوَ مــا رَأَيــتَ غَـبيَّ قَـومٍ موسـِراً
وَلَــبيبَهُم يَســعى بِحــالِ المُعسـِرِ
قَــد أَوعَــبَ التَكــوينُ كُـلَّ مُكَـوَّنٍ
مُــذ أَحكَــمَ التَقــديرُ كُـلَّ مُقَـدَّرِ
وَبِـذاكَ يغشـي الليـلُ أليـلَ داجياً
فــي كــورِهِ وَضـَح النَهـار الأَبهَـرِ
فَلَـوِ اِبتَغَيـتَ بِكُـلِّ جهـدٍ نيـلَ مـا
ســَبَقَ القَضــاءُ بِمَنعِـهِ لَـم تَقـدرِ
وَلَــوِ اِجتَهَـدتَ لِـدَفعِ مـا يُـؤتيكَهُ
آتـــاكَهُ إِتيـــانَ مُزجــىً مُجبَــرِ
تَـــدبيرُ مُقتَــدِرٍ تَعــالى قَــدرُهُ
أَن يُبتَغـــى مِــن دونِــهِ لمُــدَبِّرِ
وَدَليــلُ حَــقٍّ أنَّــهُ الفَـردُ الَّـذي
فَطَـرَ الجَميـعَ لـذي النُهى المُتَفَكِّرِ
خَلَــقَ الخَلائِقَ كُلَّهــا مِــن قُــدرةٍ
لَــم يَعتَضــِد فيهـا وَلَـم يَسـتَكثِرِ
كلّا وَباريهــــا فَلَيـــسَ كَمِثلِـــهِ
شــَيءٌ يُقـاسُ بِـهِ السـَميع المبصـرِ
فـاِرضَ القَناعَـةَ رُتبَـةً تسـعَد بِهـا
وَاِحــرِص عَلـى إيثـار دينِـكَ تُـؤثرِ
وَاِســمَح بِمالـكَ بَـل بِعرضـِكَ دونَـهُ
تَتَمــوّل الحَمــدَ العَريــضَ وَتُعـذرِ
ديـنُ الفَـتى أَولـى بِـهِ مِـن عِرضـِهِ
وَالعِـرضُ أَولـى مِـن يَسـارِ الموسـرِ
فَاِســتَبِق دينَــكَ دونَ عِرضـكَ تُـؤجَرِ
وَاِســتَبِق عرضــكَ دونَ وَفـرِكَ تـوقرِ
وَاِصـبِر عَلـى نُـوَبِ الزَمـانِ فَإِنَّهـا
قَــدَرُ الإِلــهِ الواحِــدِ المُتَكَبِّــرِ
وَإِلَيــهِ فَـاِفزَع فـي أُمـورِكَ كُلِّهـا
فَــزَعَ التَقِــيِّ المـوقِنِ المُستَبصـِرِ
إِنَّ الحَـوادِثَ مـا رَمَتـكَ فَلَـم تُصـِب
مِــن نَفــسِ دينِـكَ ذاتُ خَطـبٍ أَيسـَرِ
أَنــتَ المُخـاطَبُ وَالمُـرادُ جَميعُكُـم
بِمَقــالَتي الحُســنى وَمَحـضِ تَخَبُّـري
إِنّــي نَصــَحتُ بِنظمِــهِ جَهـدي لَكُـم
وَهَــديتُكُم ســنَنَ الطَريــقِ الأَخضـَرِ
لَمّـــا أَحَطـــت بِعِلمِــهِ ورَأَيتُــهُ
رَأيَ العَيــانِ وَلَيــسَ رَأيَ المُخبِـرِ
ضــَمَّنتُ أَســطُرَه نَتيجَــة مـا حَـوى
لِلعِلــمِ فَضــلُ عِنـايَتي مِـن أَسـطُرِ
مِئتــانِ زادَت تَسـعَ عَشـرَةَ واِنتهَـت
تَحبيرُهـــا مَثَـــلٌ لِكُـــلِّ مُحَبِّــرِ
أَوتَرتُهــا وَالــوترُ أَفضــَلُ ســُنَّةٍ
لَيــسَ المَضــيّعُ وِتــرَهُ كَــالموتِرِ
لا عَيــبَ فيهــا إِن بَغــاهُ عــائِبٌ
إِلّا خَفِــــيٌّ لَيــــسَ بِالمُســـتَنكرِ
أُعــذِرتَ فيــهِ فَمَــن تَـبيّنَ عُـذرهُ
وَلّــى المَلامَـة كُـلّ مَـن لَـم يَعـذُرِ
جَمَعـتَ أُصـولَ الـدينِ وَاِشـتَمَلتَ عَلى
آدابِــــهِ وَاِســــتَأثَرت بِـــالأَثَرِ
وَتَوَشــَّحت مِـن سـيرَةِ السـَلَفِ الأُلـى
عَلِمــوا الحَقــائِقَ بِـالأَعَمِّ الأَشـهَرِ
فيهـــا بَيـــانٌ لِلمَريــدِ وَعــدَّةٌ
لِلمُســــتَفيدِ وَمُتعَــــةٌ لِلســـُمَّرِ
فَخُــذوا بِأَحســَنِها تَكونـوا أُسـوَةً
لِلصـــّالِحينَ وَكُـــلِّ بـــرٍّ خَيِّـــرِ
وَتَقَبَّلــوا نُصــحي وَكونــوا أُسـوَةً
فيـــهِ بِصـــِدقِ تَأَمُّـــلٍ وَتَـــدَبُّرِ
وَتَناصـَفوا وَتَقارَضـوا البِـرَّ الَّـذي
هُــوَ حلَّـةُ العـاري وَكَنـزُ المُقـترِ
وَتَواصـَلوا وَتَعـاطَفوا كيمـا تُـرَوا
وَزِنــادُكُم فــي كُــلِّ صــالِحَةٍ وري
وَاللَـــهُ حَســـبُكُمُ وَحَســبي أنَّــهُ
حَســبُ المُنيـبِ القـانِتِ المُسـتَغفِرِ
وَإِلَيــهِ أُســندُ أَمرَكُـم وَكَفـى بِـهِ
ســـَنَداً لِكُـــلِّ مُفَـــوِّضٍ مُســتَقدِرِ
وَعَلَيــهِ أَقصـُر حـالَكُم فَهـوَ الَّـذي
مــا دونُــهُ لِعِبــادِهِ مِــن مُعصـرِ
وَلَعَلَّــهُ فــي بَعـضِ مـا يَقضـي بِـهِ
مِمّـــا يَشـــاءُ بِلا وَزيــرٍ مــوزرِ
يُـــدني لِقـــاءَكُمُ بِــأَوبٍ عاجِــلٍ
تَرضـــاهُ نَفــسُ الآمِــلِ المُتَجَبِّــرِ
لا تَســـأَموا إِحضـــارَهُ رَغَبــاتِكُم
فَهِبـــاتُهُ مَبســـوطَةٌ لَــم تُحظَــرِ
وَعَسـى رِضـا المَنصـورِ يُسـفِرُ وَجهُـهُ
فَيُــديلَ مِـن وَجـهِ الفُـراقِ الأَغبَـرِ
***كذا قال الزركلي في الأعلام وهو خلاف المروي في سيرته قال ابن الأبار في "إعتاب الكتاب" ثم رضي عنه المنصور بعد ذلك:ولم يزل يتولى له ديوان الرسائل إلى أن هلك المنصور. ، ثم استوزره بعده المظفر عبد الملك بن محمد بن أبي عامر.ومن شعره يصف معتقله:في رأس أجرد شاهقٍ عالي الذّرى مــا بعــده لموحّـدٍ مـن معمـريـأوي إليـه كـل أعـور نـاعبٍ وتهــبّ فيــه كــلّ ريـح صرصـرويكـاد مـن يرقـى إليـه مـرةً فـي عمـره يشـكو انقطاع الأبهر