
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تُــزمُّ غَــداً للظـاعنينَ الرَّكـائبُ
فتُحـدى وتَخـدي بالنِّجـاءِ النّجائبُ
ويُـوحشُ مَغْنـى الحَـيِّ غِبَّ ارتحالِهِمْ
كمـا أوحشـتْ بعدَ العقودِ التّرائبُ
وتَبقـى الأثـافي كالحمـائمِ رُكّـداً
نـأتْ دونَهـا الأوكـارُ فهْـيَ غَرائبُ
أو الكبــدُ الحَـرَّى يقطِّـعُ جُرمَهـا
ثلاثـــةَ أجــزاءٍ جَــوىً مُــتراكبُ
سـتعطفُ قـوس النـوى فِـدىً مِثلهـا
وللوجـدِ فـي قَلـبي سـِهامٌ صـَوائبُ
وتكتـمُ أطلالَ الـديِّارِ مِـنَ النّـوى
نــوائبُ تُفْشــي ســِرَّهُنَّ النـواعبُ
وتَبكـي علـى ما فاتَ من بردِ ظلِّها
شــَواد ســَخيناتُ العيـونِ نَـوادبُ
كمــا ادَّرعـتْ زِيّ الحـداد ثواكـلٌ
تلــوَّتْ علــى أعنـاقهِنَّ الـذَّوائبُ
وربَّ نهـــارٍ للفـــراقِ أصـــيلُه
ووَجْهـــي كلا لونيهِمــا متناســبُ
فــدَمعي وشَخصــي والمَطــيُّ مُقطّـرٌ
وقَلـبي وقُـرصُ الشـّمسِ والهَمُّ واجب
ظلِلــتُ بـه أُحصـي كـواكبَ أدمُعـي
وفي مثلِ ذاكَ اليومِ تُحصى الكواكبُ
فمَــن عـاذِري مِـن غـائبٍ وخيـالُه
إذا خـاطَ جفني النومُ أو غابَ آيبُ
تــدرَّعَ ســربالَ الــدُّجى وكأنّمـا
علـى وَجنـتيه رونـقُ الصـُّبح ذائبُ
ولــم يــكُ يرعـاهُ سـوى أخـواتِهِ
عنيـــتُ دَراري النُّجــومِ مُراقــب
فمـا زلـتُ منـهُ واصـلاً وهْـوَ هاجرٌ
وغـازلتُ منـهُ حاضـراً وهـو غـائِبُ
لـهُ اللـهُ مـن طيـفٍ يـزورُ وبينَهُ
وبَينـــي رمــالٌ جمّــةٌ وسبَاســِب
فلِلكُــدْرِ فــي أطرافهِــنَّ مشـاربٌ
وللعُفْــرِ فــي أكنــافهِنَّ مَسـارب
هـو البـدرُ تَهديهِ الكواكبُ نَحونا
كمـا البدرُ تَهدينا إليهِ الغَياهبُ
يُنزِّهُنــي فـي رَقـدتي وهـو وافِـدٌ
يوحشــُني فـي يَقظـتي وهْـوَ ذاهِـبُ
فـإن سـُدَّ منـه مِنخَـرٌ جـاشَ منخـرٌ
وإن ســرَّ منـهُ جـانبٌ سـاءَ جـانب
كمـا غـرَّ بالنـارِ الكذوبِ وميضُها
عيــونَ البَرايـا خُلّـبٌ أو حبُـاحِبُ
كـذلكَ دأبُ الـدَّهرِ لـم يصـفُ موردٌ
مــنَ العيــشٍ إلاَ كــدَّرتَهُ شـوائبُ
قضـى جـائراً حـتى اشـرأبّت مناسمٌ
إلـى حيـثُ شـاءَتْ واطمـأنّتْ غَواربُ
وصـادَ العقابَ الصَّعْوُ فاقتاتَ شلْوَهُ
وصـالَ علـى أسـدِ العَرينِ الثّعالب
فغـالِبْ بمـا سـيّرْتُهُ فيـكَ كـلَّ مَنْ
تَــاه وأيِقــنْ أنَّ جنــدكَ غــالِبُ
وعنــدكَ ممّــا أنشــأتْهُ خَـواطِري
غــرائبُ فيهــا للــرواةِ رَغـائب
فطـوراً بها في السّلم تُجلى عرائسٌ
وطـوراً بها في الحربِ تُزجى كتَائب
وإنّ امـراً عطشـانَ وافـاكَ شـائماً
حَيَـاكَ لَمَـدلولٌ علـى المـاءِ قارب
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي أبو الحسن. أديب من الشعراء الكتاب ، من أهل باخرز من نواحي نيسابور. تعلم بها وبنيسابور، وقام برحلة واسعة في بلاد فارس والعراق. وقتل في مجلس أنس بباخرز. كان من كتاب الرسائل، وله علم بالفقه الحديث. اشتهر بكتابه ( دمية القصر وعصرة أهل العصر - ط ) وهو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي. وله ( ديوان شعر - ط ) في مجلد كبير - خ ) في المستنصرية ببغداد ( الرقم 1304).(عن الأعلام للزركلي)وله كتاب في تراجم شعراءبلدته باخرز، أشار إليه في مقدمة حديثه عن باخرز في الدمية قال: (وكنت في حداثة الصبا أفردت لشعرائها كتاباً، ولا بد الآن من أن أفرز إليهم من هذه الطبقات باباً، وأبرم لإثبات أساميهم في هذه الورقات أسباباً، عناية بأرض خرجتني، وإلى هذه الرتب العالية درجتني)قال السمعاني في مادة الباخرزي من كتابه الأنساب:والباخرزي: نسبة إلى باخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور مشتملة على قرى ومزارع وللأمراءالطاهرية بها ضياع وآثار مما يلي هراة، خرج منها جماعة كثيرة من الفضلاء وأئمة الدين،فمن الأدباء أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي واحد عصرهوعلامة دهره ساحر زمانه في ذهنه وقريحته، وكان في شبابه يتردد إلى الإمام أبي محمدالجيوني ولازمه حتى انخرط في سلك أصحابه ثم ترك ذلك وشرع في الكتابة واختلف إلىديوان الرسال وسافر وكانت أحواله تتغير خفضاً ورفعاً ودخل العراق مع أبيه واتصل بأبينصر الكندري ثم عاد إلى خراسان، وقتل في بعض مجالس الأنس على يدي واحد منالأتراك في أثناء الدولة النظامية وظل دمه هدراً، صنف التصانيف منها دمية القصر،وديوان شعره سائر مشهور في الآفاق، وكان قتله في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة بباخرز.