
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عِشنا إلى أنْ رأَينا في الهوى عَجَبا
كـلَّ الشـهورِ وفـي الأمثال عِشْ رَجبَا
أَليـسَ مـن عَجـبٍ أنـي ضحى ارتْحَلوا
أوقدتُ من ماءِ دَمعي في الحَشا لَهَبا
أوأنَّ أجفــانَ عَينـي أمطـرَتْ وَرِقـاً
وأنَّ ســاحةَ خَــدِّي أنبتَــتْ ذَهَبَــا
وإنْ تلهّــبَ بَــرقٌ مــن جَـوانبِهمْ
توقّـدَ الشـّوقُ فـي جَنْـبيَّ والْتَهبـا
كـأنَّ مـا انْعـقَّ عنـهُ مـن مُعَصْفرِهِ
قميــصُ يوسـُفَ غشـَّوْهُ دمـاً كَـذِباً
ومَهمـــهٍ يَتَـــراءى آلــهُ لُجَجــاً
يسـتغرقُ الوخْـدَ والتّقْريبَ والخَببا
كـم فيـهِ حـافرُ طِـرفٍ يحتـذي وَقَعاً
مـن فـوقِ خـفِّ بَعيـرٍ يَشـتكي نَقَبـا
تَصـاحبَ فيه الرِّيحُ والغَيمُ لم يَنِيا
أَنْ يَشــرَكَا فـي كلا خطَّيهِمـا عَقِبـا
فالريـحُ ترضـعُ دُرَّ الغيـمِ إنْ عطشَتْ
والغَيـمُ يركـبُ ظهرَ الرِّيح إن لَغِبا
أَنكَحتُـــه ذاتَ خلخـــالٍ مُقرَّطَـــةً
والركـبُ كانوا شهوداً والصّدى خُطبا
وسـرتُ فيـهِ علـى اسم اللهِ مُصطحباً
للعــزمِ لا عـدمتْهُ النفـسُ مُصـطَحبَا
إلـى أبـي البحـرِ إنـي لست أنسُبُه
لجعفــرٍ إن حســاهُ شــاربٌ نضــَبا
يـومَ الـوغى من بني العبّاس عِتْرتُهُ
لكنّـــهُ غيــرُ عبــاسٍ إذا وَهَبَــا
لعـــزّهِ جعـــلَ الرحمــنُ مَلبســَهُ
مـن الشـبابِ ونـورِ العَيـنِ مُسْتَلبَا
وجـــهٌ ولا كهلالِ الفطـــرِ مُطّلِعــاً
بــدرٌ ولا كـانْهلالِ القَطـر مُنسـكِبا
وعمّـــةٌ عمّــتِ الأبصــارَ هيبتُهــا
برغـمِ مَـن لبـسَ التيجـانَ واغْتَصبا
لــهُ القضــيبانِ هــذا حـدُّه خَشـَب
وذَاكَ لا يتعـــدَّى حَـــدُّه الخَشــبَا
كِلاهُمــا منــهُ فـي شـُغْلٍ يُـديرُهما
بيـنَ البنَـانِ رضـىً يَختارُ أم غَضبَا
قــلْ للفـراتِ ألَـم تَسـتحي راحتَـهُ
حــتى اقتـديتَ بـهِ أنّـى ولا كَربَـا
إخــالُ أنمـلَ حـادي عيسـِهم جَـذبَت
مـعَ الزِّمـامِ فـؤادَ الصـبِّ فانْجَذبا
لـم تـرضَ مني في وادي الغَضا سَببي
حـتى جعلـتُ إلـى رُحـي لهـا سـَببا
غيــــداءُ أَغـــوى وأَزوى حبُّهـــا
وكـذا الغَيداءُ غيٌّ وداءٌ لُفِّقا لَقبَا
وخيّـم الحسـنُ فـي أكنـافِ وَجنْتِهـا
والصـدغ مـدَّ لـهُ مـن مِسـْكِهِ طَنَبـا
إذا رَنـا طرفُهـا لـم يـدرِ رامقُها
أتلـكَ أجفـانُ ظَـبيٍ أم جفـونُ ظُـبى
أقــولُ للغصــنِ لا ألقـاكَ مَنثَنيـاً
مــن ذاتِ نفســكَ إلاّ أن تَهُـبَّ صـبَا
تَعبــتَ كــي تَتَثنّـى مثـلَ قامتِهـا
إسـْتغفرِ اللـهَ منـهُ واربحِ التّعبَا
خريــدة لاعبــتْ أطــرافُ صــورَتِها
جلــداً تَـرَوّى بمـاءَي نعمـةٍ وصـبا
تقـرُّ منهـا عيـونُ المـاءِ إن شربتْ
طـوبى لـذي عطـشٍ مـن ريقِهـا شَرِبا
وتشــرئبُّ غصــونُ الــوَردِ طامِعَــةً
فـي أن تكـونَ لمَرعـى نوقهـا عُشبا
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي أبو الحسن. أديب من الشعراء الكتاب ، من أهل باخرز من نواحي نيسابور. تعلم بها وبنيسابور، وقام برحلة واسعة في بلاد فارس والعراق. وقتل في مجلس أنس بباخرز. كان من كتاب الرسائل، وله علم بالفقه الحديث. اشتهر بكتابه ( دمية القصر وعصرة أهل العصر - ط ) وهو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي. وله ( ديوان شعر - ط ) في مجلد كبير - خ ) في المستنصرية ببغداد ( الرقم 1304).(عن الأعلام للزركلي)وله كتاب في تراجم شعراءبلدته باخرز، أشار إليه في مقدمة حديثه عن باخرز في الدمية قال: (وكنت في حداثة الصبا أفردت لشعرائها كتاباً، ولا بد الآن من أن أفرز إليهم من هذه الطبقات باباً، وأبرم لإثبات أساميهم في هذه الورقات أسباباً، عناية بأرض خرجتني، وإلى هذه الرتب العالية درجتني)قال السمعاني في مادة الباخرزي من كتابه الأنساب:والباخرزي: نسبة إلى باخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور مشتملة على قرى ومزارع وللأمراءالطاهرية بها ضياع وآثار مما يلي هراة، خرج منها جماعة كثيرة من الفضلاء وأئمة الدين،فمن الأدباء أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي واحد عصرهوعلامة دهره ساحر زمانه في ذهنه وقريحته، وكان في شبابه يتردد إلى الإمام أبي محمدالجيوني ولازمه حتى انخرط في سلك أصحابه ثم ترك ذلك وشرع في الكتابة واختلف إلىديوان الرسال وسافر وكانت أحواله تتغير خفضاً ورفعاً ودخل العراق مع أبيه واتصل بأبينصر الكندري ثم عاد إلى خراسان، وقتل في بعض مجالس الأنس على يدي واحد منالأتراك في أثناء الدولة النظامية وظل دمه هدراً، صنف التصانيف منها دمية القصر،وديوان شعره سائر مشهور في الآفاق، وكان قتله في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة بباخرز.