
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا كـانَ مـن عَزمي التقدُّم في العُلا
فليـسَ مـن الحَـزمِ التخلّـفُ عـن صحبي
أدورُ علـــى جَنــبي مخافــةَ أنّنــي
أرى الجارَ جارَ السوءِ لزقاً إلى جَنبي
ولســتُ لأرضِ الهُــونِ حِلســاً وإن أرُم
سـماءً مـنَ الجـاهِ الرفيـعِ فأجدر بي
ومــا أنـا مُغـري بـالكواعِبِ مغرمـاً
ولا غــزلاً أَســتنُّ مــن مــرحِ الحــبّ
أتشـــغَلُني خَـــودٌ تكعّـــبَ ثــديُها
عـن الـذِّروةِ الشـَمَاءِ أُعلي بها كعبي
ســلامٌ علــى وكـري وإن طُـوِيَ الحَشـا
علــى حَســراتٍ مـن فـراخٍ بهـا زُغْـب
ووالهــةٍ عَــبرى إذا اشـتكتِ النـوى
سـقى من جَناها الوردَ باللؤلؤ الرطب
أأذكـــرُ أيــام الحمــى لا وحقّهــا
بــل أتناسـى إنَّ ذكـر الحمـى يصـبى
ألــم تَرنــي وتّــرت بالشـوق عزمـةً
رمتنـيَ كالسـهمِ المَرِيـشِ إلـى الغرب
وطيّـرت نفسـي فهـي أسـرى مـنَ القَطا
وعهـدي بهـا مـن قبلُ أرسى من القُطب
وجبـــتُ طريقــاً ذا خطــوبٍ طــوارقٍ
فمِــن حَــرِجٍ ضــنَكٍ ومــن ضـَرِسٍ صـَعب
ودســتُ جبــالاً كــدْنَ يعطبْـنَ مُهجـتي
بمـا نـدفت فيهـا الثلـوج من العطْب
وفــارقتُ بيــتي كالمهنّــدِ دالقــاً
مـن الغمـدِ واستبدلتُ شعباً سوى شَعبي
فَهـا أنـا فـي بغـدادَ أرعـى رِياضَها
وأرتـعُ منهـا فـي الرَفاهـةِ والخِصـبِ
وأســـحبُ ذيــالي عَليهــا وكرخُهــا
مظِنَّـــةُ إطرابــي ودَجْلتُهــا شــربي
وأســـبأ مـــن حاناتِهــا عِكبريّــةً
أرقَّ مــن الإعتــاب فـي عُقَـبِ العَتْـبِ
فلـو صـُبَّ فـي الأجبـال حُمْـرُ كُؤوسـِها
لمعْـن الصـخورُ السودُ خضراً من العُشب
يطــوف بهــا ســاقٍ يســيغُك شـربَها
بنُقْــلٍ شــَهِيٍّ مــن مُقبّلِــهِ العَــذْبِ
ومـا لـي إلـى مـا ليـنَ شـوقٌ فإنّها
منُغِّصــة مــن جَــوْرِ حـدّادِها الكَلـب
هـوَ القَيـن ما ينفكّ في الكير نافخاً
ممــالاً بلفـظِ العُجـم لا لغـةِ العُـرب
ولـم يسـرِ فـي طُـرْق المكارم مُذْ نَشا
ومـا زالَ معروفـاً سُرى القَين بالكِذْبِ
أُحــبُّ لــه الخلخــالَ لكــنْ مُقيِّـداً
ورِفْعتَــهُ أختــارُ لكــن مـن الصـّلْبِ
لئيِـــمٌ ويُعْـــدي لـــؤمُه جلســاءَهُ
ولا غَـروَ لـو تعـدَى الصِحاحُ من الجُرب
ويبُــدعُ فــي بـابِ الضـيِّافةِ مَـذهباً
فرغفْــانَهُ يُعطــي وأَثمانَهــا يجبْـي
ويَخطــبُ أشــعاري أمِــن حِزبـهِ أنـا
فأنكِحَهــا إيّــاهُ أم هـوَ مـن حِزبـي
وأنّــى لــه مَـدحي ولـي فـي هجـائِهِ
أوابـدُ تُـروى فـي القرَاطيـسِ والكُتْب
وخَـــوفني فـــارتَحت جــذلانَ آمِنــاً
وبِــتُّ رخــيَّ البــالِ مُلـتئمَ الشـِّعب
ولــو خــاف تهديـدَ الفـرزدقِ مِرْبـعٌ
لخفـتُ ولكـن لا يُـرى الخـوفُ من دَأبي
وكيــف وعُصـفوري يـرى الصـقرَ طعمـةً
وشــاتي تَغــذو سـخلها بـدمِ الـذِّئب
ولــو شــاءَ مولانـا الـوزيرُ لكفّنـي
وأبلعَنــي رِيقــي ونفّــسَ مـن كربـى
فإنّــكَ مَــزْرورُ القميـصِ علـى العُلا
وطينُـك معجـون مـن المَجـد لا التُّـربِ
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي أبو الحسن. أديب من الشعراء الكتاب ، من أهل باخرز من نواحي نيسابور. تعلم بها وبنيسابور، وقام برحلة واسعة في بلاد فارس والعراق. وقتل في مجلس أنس بباخرز. كان من كتاب الرسائل، وله علم بالفقه الحديث. اشتهر بكتابه ( دمية القصر وعصرة أهل العصر - ط ) وهو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي. وله ( ديوان شعر - ط ) في مجلد كبير - خ ) في المستنصرية ببغداد ( الرقم 1304).(عن الأعلام للزركلي)وله كتاب في تراجم شعراءبلدته باخرز، أشار إليه في مقدمة حديثه عن باخرز في الدمية قال: (وكنت في حداثة الصبا أفردت لشعرائها كتاباً، ولا بد الآن من أن أفرز إليهم من هذه الطبقات باباً، وأبرم لإثبات أساميهم في هذه الورقات أسباباً، عناية بأرض خرجتني، وإلى هذه الرتب العالية درجتني)قال السمعاني في مادة الباخرزي من كتابه الأنساب:والباخرزي: نسبة إلى باخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور مشتملة على قرى ومزارع وللأمراءالطاهرية بها ضياع وآثار مما يلي هراة، خرج منها جماعة كثيرة من الفضلاء وأئمة الدين،فمن الأدباء أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي واحد عصرهوعلامة دهره ساحر زمانه في ذهنه وقريحته، وكان في شبابه يتردد إلى الإمام أبي محمدالجيوني ولازمه حتى انخرط في سلك أصحابه ثم ترك ذلك وشرع في الكتابة واختلف إلىديوان الرسال وسافر وكانت أحواله تتغير خفضاً ورفعاً ودخل العراق مع أبيه واتصل بأبينصر الكندري ثم عاد إلى خراسان، وقتل في بعض مجالس الأنس على يدي واحد منالأتراك في أثناء الدولة النظامية وظل دمه هدراً، صنف التصانيف منها دمية القصر،وديوان شعره سائر مشهور في الآفاق، وكان قتله في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة بباخرز.