
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رويَـدكَ عـن تفنيدِ ذي المٌقلةِ العَبْرَى
وقَصــركَ أنَّ الـدَّمعَ غايـةُ مـا نَهـوى
ولا تبـــكِ إلاّ بعـــدَ طــولِ صــبابةٍ
وحسـْبُك مـن فـرطِ الصـَّبابةِ مـا أَبكى
إذا الــدمعُ لــم يــبرَحْ مَحَلاً يَحُلُّـه
سـرى الـدمعُ مـن أجفانِه قَلِقَ المَسرى
حَمــاهُ الكَــرى بـرقٌ تَـألقَ بـالحمى
إذا ما خَفَى وهْناً أبى الشوقُ أن يَخفى
وقـى اللـهُ مـن شـكوى الصـبابةِ خُلَّةً
شـكوتُ الـذي أُلقـى فأضعفَ في الشكوى
أكــاتمُ بَلْــوى الحـبَّ كيمـا أُبيـدَه
وعينـي تَفيـضُ الدمعَ عينٌ على البلوى
أُواصــِلُ فيهـا الـدمعَ يَـدمَى مسـيلُهُ
وأقطــعُ أنفاســاً مســالِكُها تَــدمى
تـذكَّرتُ إذا سـَهْمُ الهَـوى غيـرُ طـائشٍ
وإذ أســهُمُ الأيــامِ طائشـةُ المَهـوى
وكـم ليلـةٍ أحيَـتْ نفـوسَ ذَوي الهَـوى
عِناقــاً وكــانت لا تمــوتُ ولا تَحيـا
ويــومَ أرانــا العيــشَ يهـتزُّ عِـزَّةً
بمـا قـد حـوى مـن غُرَّةِ الرشأِ الأحوى
جَلَوْنــا بـه الكاسـاتِ والأفـقُ عاطـلٌ
إلـى أن تَبَّـدَى الأفـقُ فـي حُلَّـةٍ تُجلى
فصــافحَ منهــا الشــَّرْبُ كـلَّ مَشـوقَةٍ
عليهـا رِجـالُ الفُـرسِ يقـدُمُهم كِسـرى
نُحَيَّــا ونُسـْقى فـي الزُّجاجـةِ بـاطلاً
إذا نحــنُ حقَّقْنـا التَّحيَّـةَ والسـُّقيا
ويُلبســـُه ســـاقي المدامــةِ حُلَّــةً
ولكنَّـــه فــي كــفِّ شــاربه يَعْــرَى
وليــلٍ رَحيــبِ البــاعِ مَــدَّ رِواقَـه
علـى الأفـقِ حـتى خِيـلَ في حُلَّتَي ثَكْلَى
يُقيِّـــدُ ألحـــاظَ العيــونِ حِجــابُه
كـأنَّ بَصـيرَ القـومِ مـن دونِـه أعمـى
ترَدَّيتُــــه حتَّــــى رأَيــــتُ رِداءَهُ
يَــرِقُّ بمنشـورٍ مـن الصـبحِ لـم يُطْـوَ
ولاحَ لنــــا نَهْـــجٌ خَفِـــيٌّ كـــأنَّه
إذا اطَّــرَدَتْ أثنــاؤُه حيَّــةٌ تَســعى
إلـى سـيِّدٍ يُعطـي علـى الحمـدِ مـالَه
فيأخُـذُ مـا يَبقـى ويُعطـي الذي يَفنى
وأبيــضَ يَحمــي كــلَّ أبيــضَ ماجِــدٍ
إذا لاحَ فــرداً فهــو صـاحبُه الأدنـى
ومزمومَــةِ الأطــرافِ مُصــفرَّةِ القـرا
مؤلَّفــةِ الأعضــاء مــن فِــرَقٍ شــتَّى
تَشـــرَّدَ مـــن أولادِهـــا كــلُّ زائرٍ
فيـا لَـكِ أُمّـاً مـا أعـقَّ ومـا أجفـى
إذا طـار عنهـا انفـلَّ فـي كـلِّ نَثَلةٍ
دِلاصٍ كمـا ينفـلُّ فـي الشـَّمَطِ المِـدْرَى
وإن حـادَ عـن نفـسٍ هَـدَاه لها الرَّدى
ولـم يُـرَ سـارٍ قبلَـه بـالرَّدى يُهْـدى
طلعْـــتَ عليــه والــذوابلُ تَلتــوي
أســنَّتُها فــي نحـرِ كـلِّ فـتىً ألـوى
وأســـفْرتَ والألــوانُ تَرْبَــدُّ خِيفَــةً
وبيـضُ الظُّبـا تَدْمَى وسُمْرُ القَنا تَفْنَى
تَقَيَّلْـتَ عبـدَ اللـهِ في البأسِ والنَّدى
فمـا حِـدْتَ يومـاً عـن طريقتِه المُثلى
وأنــتَ رفعـتَ الشـَّعْرَ بعـدَ انخِفاضـِهِ
بجـودكَ حـتى صـار فـي ذِروةِ الشـِّعرى
فكــم مِدحَــةٍ غِــبَّ النَّــوالِ تبسـَّمَتْ
كمـا ابتسـمَ النُّـوَّارُ غـب حَيَـاً أروَى
ثَنــاءٌ أبــانَ الفضــلَ منـي لحاسـِدٍ
تــبيَّنَ فيــه ذِلَّــةُ العبـدِ للمَـولى
يجـــولُ فِجـــاجَ الأرضِ وهــو مقيَّــدٌ
بقافيــةٍ يَبلــى الزمــانُ ولا تَبلـى
ومــا ضــَرَّ عِقْــدٌ مـن ثَنـاءٍ نظمتـهُ
وفصــَّلتُهُ أن لا يعيــشَ لــه الأعشــى
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).