
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُحـذِّركُمْ أمـواجَ دجلـةَ إذ غـدَتْ
مُصـَنْدَلَةً بالمَـدِّ أمـواجُ مائِهـا
وظلَّـت صـِغارُ السُّفنِ ترقُصُ وسطَها
كَرَقْصِ بَنَاتِ الزَّنْجِ عندَ انتشائِها
ومـا أنْـسَ مـن يومٍ ذَممتُ صنيعهَ
فمـا أنـسَ يومي واقفاً بِفنائهِا
وقـد عصـفتْ بالجسرِ ريحٌ فأقبلتْ
سـفائِنُهُ تَعْـوَجُّ بعـدَ اسـتوائِها
فمـن مُهجَةٍ تَرتاعُ عندَ انخفاضِها
وســَبَّابَةٍ تهـتزُّ عنـدَ اعتلائِهـا
تُفرِّقُهـا هُـوجُ الرِّيـاحِ وتَعتلـي
رُبـى الموجِ من قُدَّامِها وورائِها
فهـنَّ كـدُهْمِ الخيلِ جالَتْ صفوفُها
وقـد نشـرَتها روعـةٌ من ورائِها
ودجلــةُ كَـدْراءُ الأديـمِ سـفيهةٌ
تعـافُ سـجايا حَملِهـا وصـفائِها
كـأنَّ صـنوفَ الطَّيرِ عاذَتْ بأرضِها
وقـد سـامَها ضَيْماً أُسُودُ سمائِها
أو السـَّبَجَ المسـوَدَّ حُلَّـتْ عقودُه
علـى تُربـةٍ محمـرَّةٍ مـن فَضائِها
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).