
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وشــاحبِ اللَّبســةِ والأعضـاءِ
أشـعثَ نـائي العَهدِ بالرَّخاءِ
أفضـى به العُدْمُ إلى الفَضاء
فـــوجهُه للضــِّحِّ والهــواءِ
أغـبرَ يحوي الرزقَ من غَبراءِ
خَفيفـــةٍ ثقيلــةِ الأرجــاءِ
كأنَّهـــا هَلهلــةُ الــرِّداءِ
كلَّفَهــا لحـظَ بنـاتِ المـاءِ
بـأَعيُنٍ لـم تُـؤتَ مـن إغضاءٍ
كـثيرةٍ تُربـي علـى الإحصـاءِ
وأقبلَــتْ تملأُ عيـنَ الـرائي
بكـل صـافي المتـنِ والأحشاءِ
أبيـضَ مثـلِ الفِضـَّةِ البيضاءِ
أو كـذِراعِ الكـاعبِ الحسناءِ
فحــازَ إذ خـاطرَ بالحوبـاءِ
ســعادةَ الجَـدِّ مـن الشـَّقاءِ
عَــنَّ لنـا فـي حُلَّتَـي عَنـاءِ
مــن صـنعةِ الإدلاجِ والإسـراءِ
والصُّبحُ حِملُ في حَشا الظَّلماءِ
ونحـن نُـذكي شـُعَلَ الصـَّهباءِ
فمــرَّ والأوتــارُ فـي مِـراءِ
يَحمِــلُ مِثـلَ زُبـدَةِ السـِّقاءِ
أطلقَــه مــن لُجَّــةٍ خَضـراءِ
فــي لُجَّـةِ يلعـبُ فـي ضـياءِ
كـأنه مُلقـىً علـى الحَصـباءِ
ينظُــرُ مـن ياقوتَـةٍ زَرْقـاءِ
فــي جَوْشــَنٍ مُفَضـَّضِ الأَثنـاءِ
قُـدَّ لهـا مـن جَونَـةِ الضَّحاءِ
أو مــن حَـبيرِ مُزنَـةٍ غـرَّاءِ
غــذاؤنا بــوركَ مـن غَـذَاءِ
نُـؤثرُه فـي الصـيَّفِ والشِّتاءِ
علـى القَديـدِ الغَضِّ والشُّواءِ
رِزقــاً رُزِقْنــاه بلا عَنــاءٍ
نَعُــدُّه مـن سـابغِ النَّعمـاءِ
السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن.شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له ، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء.فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة ( النسخ والتجليد )، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط)، و(المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ).