
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعَــذْلاً وَمــا عَـذَلَتْنِي النُّهَـى
وَلا طــرَد الحِلـمَ عَنّـي الصـِّبا
وكيــف تلـومين صـَعْبَ المَـرامِ
وَتَلْحَيْــنَ مثلــيَ كهـلَ الحِجَـا
بلـــوتُ الزمـــانَ وأحــداثَه
علـى السـِّلْم منهـنّ لي والوَغَى
فمــا فَلّلـتْ حربُهـا لـي شـَباً
ولا ازددتُ بالسـِّلم عنهـا رِضـا
إذا قلـتُ لـم أَعْدُ فصلَ الخطابِ
وإن صـُلْتُ أيقظـتُ عيـنَ الـرَّدَى
أرَتنـي التَّجـاربُ مـا قـد بَدَا
فقِســْتُ بِـه كـلَّ مـا قـد خَفـا
ولـم يبلُـغِ العمرُ بي من سِنِيهِ
ثلاثيــن حــتى بلغــتُ المَـدَى
وبــرّزتُ عزمــاً علــى ثــابتٍ
وأرْبيـتُ فَتْكـاً علـى الشـَّنْفَرى
إذا الجَـدُّ لـم يَسْمُ بالمرء لم
يَنَـلْ بالنّباهـة أقصـى المنَـى
ولـم يَمـضِ بي الدهرُ صَفْحاً ولا
غــدا ملــءَ عينـيَّ منـه قَـذَى
خَلِيلَــيَّ بــي ظَمَــأٌ مـا أُراه
يَبَـــرّدُه عَلَـــلٌ مِـــن حَيَــا
فلا تَسْتشــيما بُــروقَ السـَّحابِ
فَلَلِّـريُّ فـي شـَيْم بَـرْق الظُّبـا
أَعينَــا أَخـاً لكمـا لـم يَبِـتْ
علـى طـول مَسـْراه يشكو الوجَى
ولــم يَسـترِحْ قلبُـه مـن أسـىً
ولــم تَخـلُ أحشـاؤه مـن جـوى
علـــى أنّ لـــي عَزَمــاتٍ إذا
تُنوهِضــْن هِضــْنَ طِـوالَ القنـا
ونفســاً تئِنّ بهــا الحادثـاتُ
وقلبـــاً يَســـُدّ علــيّ الفَلا
ولـــم أرْمِ ســَهْمِيَ إِلاّ أَصــبتُ
ولــم أَدعُ بالـدّهر إلاّ احتـذى
ولا أشـــرَبُ المــاءَ إلاّ دمــاً
إذا عَرَصـــتْ لَــي طُــرْقُ الأذى
تهــون علــيّ صــعابُ الأُمــورِ
ويَغــر عنّــي جميــع الــورى
أنـا ابـن المُعِـزِّ سليلِ العُلاَ
وصــِنْوُ العزيـز إمـامِ الهُـدَى
ســما بِــي مَعَــدُّ إلـى غايـةٍ
مـن المجـد مـا فوقهـا مُرتَقَى
فَرُحــتُ بهَــا فـاطميَّ النِّجـارِ
حُســــَينيَّة عَلَـــوِيَّ الجَنَـــى
ومــا احتجـتُ قـطُّ إلـى ناصـرٍ
ولا رُحــتُ يومـاً ضـعيفَ القُـوى
ولــم أستشـْر فـي مُلـمٍّ يَنـوبُ
مشــيراً أَرى منــه مـا لا أَرى
ولســتُ بــوَانِ إذا مــا أَمَـر
زمـــــانٌ ولا فَــــرِحٍ إن حلاَ
إذا أصــبح المـوتُ حتمـاً فلا
تَخَفْــه دنــا وقُتُــه أو نـأى
وإنّــا لَقــومٌ نَـروع الزمـانَ
ولســنا نــراع إذا مـا سـَطا
ومنّــا الإمـامُ العزيـزُ الـذي
بـه عـادَ سـيف الهـدى مَنْتَضـَى
ســعى للشــآم وقــد أصــبحتْ
بهــا الحــربُ نَزاّعـةً للشـَّوَى
فكشــّف مــن ليلهـا مـا سـَجَا
وقـوَّم مـن زَيْغهـا مـا التـوى
ولمّــــا تقــــابلت الجَحْفلان
وعــاد كُجْنــحِ الظّلامِ الضــُّحى
ولـم يَبْـقَ فـي الصـفِّ من قائلٍ
هَلُـــمّ ولا مــن مُجِيــبٍ أنــا
وقـد ولَغـتْ في الصُّدورِ الرِّماحُ
وصــَلّتْ لبِيـض السـيوف الطُّلـى
وغنّـتْ علـى البَيْض بِيضُ الذّكوِرْ
غَنــاءً يُعيــد الفُـرَادى ثُنَـا
كــأنَّ الرِّمــاحَ سـُكَارَى تجـول
بها الخيلُ في النَّقْع قُبَّ الكُلَى
فلــولا الإمـامُ العزيـز الـذي
تَـــدَاركَها وهـــي لا تُصــْطَلَى
فســــكَّن عـــارِضَ شـــُؤْبُوبها
وأمسـك مِـن سـَجْلهِ مـا انهمـى
بَـدَا لهـم دارعـاً فـي العَجَاجِ
كصـُبْحٍ بـدا طالعـاً فـي الدُّجَى
يَكُـــرّ ويَبْســـِمُ فــي مَوْقِــفٍ
عُبُــوسُ الكُمـاة بـه قـد بـدا
ولـم يَخْـذُل السـيفُ منـه يـداً
ولـم يَسـْكُنِ الـرَّوْعُ منـه حَشـَا
يقـود إلـى الحـرب مـن جُنْـدِه
أُســودَ رجــالٍ كأُســْد الشـَّرَى
فلــو فَـدّتِ الحـربُ قَرْمـاً إِذاً
لفـــدّتْك صـــارخةً بالعِـــدى
فلـم تُصـْدرِ الرُّمـحَ حتى انثنى
ولـم تُغْمِـد السـيف حتى انفرى
ولـم يَحْمِـل المـوتُ حـتى حملتَ
ولــولاك مـا خـاض ذاك اللَّظـى
فمــا انفرجـتْ عنـك إلاّ وأنـت
بهـا الفـارس المَلـكِ المُتَّقَـى
فجــاءك منهـمْ ملـوكُ الرجـالِ
وفــدّتك منهــم ذواتُ اللَّمَــى
ولاذُوا بعَفْــــوِك مســـتأمِنِين
ولــم يَجِــدوا غيــرَه مُلْتَجـا
ولمّــا رأى فَتْحهــا أَفْتكِيــن
عليـــه وَاخلَفــه مــا رَجــا
تـــولّى ليَنجــو فَخفَّــتْ بــه
جيوشــُك واســتوقفته الرُّبَــا
ولـو طلـب العفَـو قبل الحروب
لكنــتَ لــه غـافراً مـا مضـى
ولكنّــه اعتــادَ فيـه الإبـاقَ
وليــس الفـتى كـلَّ يـومٍ فَتَـى
ورام الخلاصَ وكيــــــف الخلاصُ
وقـد بلـغ المـاءُ أعلى الزُّبَى
فعـوّجتَ مـن أمـره مـا اسـتوى
وكــدّرت مــن عيشـه مـا صـفا
إذا اسـتعملَ الفكـرَ فـي بَغْيه
تنــاول بــالكفّ منـه القفـا
ولــم يــك كُفْئَكَ فــي حربــه
وإن كـان فـي بأسـه المُنتهـى
ولسـنا نقَيـس الهـدى بالضـِّلالِ
ولا نجعــل الليـثَ ضـَبَّ الكُـدَى
وبينكمــا فــي العُلاَ والـوَغَى
كمـا بيـن شـمس الضُّحَى والسُّهى
وقـد هـزَم الأُسـْدَ حـتى انتهاك
فلمّـــا رآك غـــدَا لا يَـــرَى
فـــراح وحَشــْوَ حَشــَاه أَســىً
وقـــد مُلِئتْ مُقْلتـــاه عَمــى
أَريتَهــــمُ وقَعـــاتٍ تزيـــدُ
علــى وَقعــات الـدُّهور الأُلَـى
ببغــدادَ مِــنْ ذكرهــا جولـةٌ
تــذود عـن المـارقين الكَـرى
فـــأْنفُسُ دَيْلَمِهـــا تَغْتـــدِي
وتَمسـى علـى مثـل جمـر الغَضَى
إذا ســمعوا بالإمـام العزيـزِ
أسـاءوا الظنـونَ وحلُّوا الحُبا
يخَــافون مــن بأســه وقعــةً
تــدور عليهــم بقُطْـب الرَّحَـى
يُنــادِي بُــوَيْه بَنيــه بهــا
وينــدُبهم وهــو رَهْـنُ البِلَـى
وقــد قَـرُبَ الـوقتُ فَلْيَـأْذَنوا
بوَشــْكِ الـزَّوال وسـوءِ القضـا
فيـا بن الوصيّ ويا بن البَتُول
ويـا بـن نبِـيّ الهُدَى المصطفى
ويَـا بـنَ المشـَاعر والمَرْوَتْينِ
ويـا بن الحَطِيم ويا بنَ الصَّفَا
لــك الشــرفُ الهاشـميُّ الـذي
يُقْصـــر عنـــه عُلاَ مَـــنْ علاَ
فِمـنْ حَـدّ سـيفك تسـطو المَنونُ
ومِـنْ بطـن كفِّـك يُبْغَـى النَّـدَى
ولــو فاخرتْـك جميـعُ الملـوكِ
لكــانوا الظلامَ وكنـتَ السـّنا
منحتُــك مــن فِطْنــتي مِدحــةً
تُخَبِّــر عــن بــاطنٍ قـد صـفا
فُــــدونَكَها فيـــك شـــِيعيّةً
تميميّـــةً صـــَعبةَ المُرْتَقــى
فيـا ليتنـي كنـتُ مـن كـلّ ما
يســوءك مــن كــلّ خَطْـبٍ فِـدا
سأصــفِيك شــكراً ومــدحاً إذا
تُنوشـــِد صـــَغّر أهــلَ العُلا
تميم بن المنصور بن القائم بن المهدي الفاطمي، أبو علي. أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، فربي في أحظان النعيم، ومال إلى الأدب، فنظم الشعر الرقيق، وكان فاضلاً.لم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه نزار ، وتوفي بمصر.له ( دبوان شعر ـ ط)