
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد أغْتِـدي والليلُ في دُجاهُ
والصـبح لـم يَنْهَـضْ به سَناهُ
علــى حِصــَانٍ شــَنِجٍ نَســاهُ
أنْبَــطَ نَهْــدٍ عَبِــلٍ شــَواه
سـامي التَّليـلِ سـالمٍ شـَظَاهُ
ذي غُـــرّة أوّلُهــا أُذْنــاه
جــاز بهــا مسـيلُها مـداه
حـتى لقـد كـادت تُغَطِّـي فاه
مُسـْتكمِل التّحجِيـلِ مُسـْتَوْفَاه
أربَعُـــه وبطنُـــه أشــباه
مُخـــــالِفٌ أســــفلُه أعلاه
بدُهْمـــةٍ قـــد ملأتْ قَــراه
وانصـــبغت منــه أليَّتــاه
فهــو دُجــىً يَحْمِلــه ضـُحاهُ
تَســْبِق أقصــَى لحظِـه خُطـاه
لا يَطَــأُ التُّــرْبَ ولا تَلْقـاه
رِجلاهُ فــي العَـدْو ولا يَـداهُ
كــأنه يطيــر فــي مَجْـرَاهُ
إذا دعــا ليـثُ الفَلاَ لبّـاه
أســرعُ للشـيء إذا ابتغـاه
مـنْ مَبْلَـغ السـَّهْم لُمنتهـاه
مُرْتَبِــطُ الرِّجْـلِ بمـا يَـراه
كـالّلفظ ملتفّـاً بـه معنـاه
تحســـُد منـــه يــدَه رجلاه
حـتى يكـاد وهـو فـي مَعْدَاه
تَســـْبِق أُخْــراه بــه أُولاه
لا يَشــْتكي مــن تَعَـبٍ وجَـاه
ولا تَنَـــدّى عَرَقــاً جَنْبــاه
كـــأنّه إذا جـــرى ســواه
لـو نـام فـوق مَتْنِـه مـولاه
وهـو شـديد العَـدْوِ لاسْتَوطاه
ولـم يَطِـرْ عـن جفنـه كَـراه
أشــْوسُ فــي مِشــْيته تيّـاه
يُطـاولِ الجـوزاءَ مَـن مَطَـاه
وأشـــْهبٍ مِخْلَبُـــهُ شـــَبَاهُ
كـلُّ ذوات الرِّيـش مِـن عِـدَاه
بــات يَهِيــج جــوعَه غَـدَاه
كــأنّ فَصــَّيْ ذهــبٍ عينــاه
فــي هامـةٍ قـد بَـرزتْ وَراه
هادِيَــةٍ مَـنْ ضـَلّ عـن سـُراه
يكـــاد أن يَحْرِقــه ذَكــاه
لــو طلـب الكـوكبَ لاَنتهـاه
مـا غـاله يومـاً ولا أعيـاه
مـا رَمَقـتْ فـي الجوّ مُقْلتَاه
بينـاهُ يبغـي جائعـاً قِـرَاه
إذ وقـع الحُبْـرُج فـي رُؤْياه
وحلّــه القـانصُ مـن يُسـْراه
وطــار يَهْـوِي نَحْـوَه يَغْشـَاه
حتَّــــى إذا قــــارَبه عَلاَه
بَوَقْعــةٍ بَــزّ بهــا قُــوَاه
كمــا وَهـي مـن شـَطَنٍ رِشـَاهُ
ثــم بَـدَا وهْـو علـى قَفَـاه
وســلَّ مــن فــؤاده حشــاه
مُخَضــَّباً مــن دمــه ثَــراه
يـا شـِقْوَة الحُبْـرُج ما دَهاه
لـم يَسـُؤ البـازِيَ مـا جناه
إذ رَجَـع الحـبرجُ مـا لاَقـاه
ثــم رأى مــن بعـده أخـاه
وبركـــةً تَتْبَعُـــه أُنْثــاه
وكــرّ لا يجبُــن عـن هَيْجـاه
وكـــلُّ بــازٍ معــه فتــاه
حـتى سـَقَاها المُـرَّ من جَناه
فأَضــحتِ الأَرْبَــعُ مــن قَتْلاَه
فَلَحْمُنـا الغَريـضُ مـن صَرْعاه
وكــلُّ خيــرٍ عنـدنا نؤتـاه
فبَعْـضُ مـا عـاد بـه مَسـْعاه
أعطى البُزاةَ اللهُ من معناه
مــا لـم يَحُـزْ صـَقْرٍ ولا رآه
يــومُ البُــزاة كلّـه أُسـَاه
أنـا ابـن مَـنْ زينتْ به عُلاَه
وابـنُ الذي عتم الورى نَدَاه
وشــيّد المُلْـكَ الـذي حـواه
وكــان مــن كـلّ أذىً حِمَـاه
ذاك المُعِــزُّ الماجـد الأَوّاه
مَـنْ لـم يكَـدّر مَنُّـهُ جَـدْوَاه
ولــم يُمَحِّــص إثْمُـه تَقْـواه
ولــم تغيــر دينَـه دنيـاه
صـلى عليـه اللـه واصـطفاه
تميم بن المنصور بن القائم بن المهدي الفاطمي، أبو علي. أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، فربي في أحظان النعيم، ومال إلى الأدب، فنظم الشعر الرقيق، وكان فاضلاً.لم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه نزار ، وتوفي بمصر.له ( دبوان شعر ـ ط)