
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ومَهْمَـــه مُشـــتبِهِ الأَرْجــاءِ
جَهْـمِ الفَيـافِي مُوحِشِ اليَهْماءِ
عـارِي الرُّبَـا إلاّ من النَّكْباء
صــَلْدٍ عَــزَازٍ شاسـِع الفضـاء
أجـردَ مثـلِ الصـخرة الصـمّاء
لــو وســَمْته ثُغْـرةُ السـماء
بكــلّ هَطّــالٍ مــن الأَنْــواءِ
كَنَهْـوَرِ الغَيـمْ سـَحُوحِ المـاء
مـا قَـدَرتْ فيـه علـى خَضـْراءِ
كـــأنّه مَنْخَـــرِس البَوْغــاء
فَهْـوَ كمثـل الهامـة الحَصـَّاء
مشــتبه الإصــباح بالإمســاء
يســتُر فيــه رَوْنَـقَ الضـَّحاء
مـا ترفَـع الرِّيـحُ من الهَباء
كأَنَّمــــا لُـــفّ بطِرْمِســـاء
قَفْـــرٍ يَبَـــابٍ بَلْقَـــعٍ خَلاء
إلاّ مـــــن الآجَــــال والأَلآء
تعــزِف فيـه الجِـنّ بالعشـاء
عَـزْفَ قِيـان الشـَّرْبِ بالغِنـاء
غَبَقْتُـــه فـــي ليلــةٍ لَيْلاء
دَعْجــاءَ كالزَّنْجيّـة السـوداءِ
علــى عَســِيرٍ فُنُــقٍ فَرْقــاء
حَــرْفٍ هجــانٍ لونُهـا قَـوْداءِ
خَطّـــارةٍ زَيَّافـــةٍ وَجْنـــاء
مَضــْبورةٍ تَفْعَــل بالبيــداء
فعـلَ قَـراح المـاء بالصَّهباء
قطعتُـــه مشـــيِّعَ الحَوْبــاء
بعَزْمــــةٍ صـــارمةٍ صـــَمَّاء
قطْـعَ نجـومِ الليـل للظّلمـاء
حتَّـى إذا قلـتُ دنـا التَّنائي
أصـــبح قُــدَّامِيَ مــا ورائي
والشـمس قد حلّت ذُرَا الجَوْزاء
تُــذِيب حـرًّا هامـةَ الحرْبـاء
وتقـدَح النـارَ مـن المَعْـزاء
حـتى ترى العِينَ لَدَى الرَّمْضَاء
جواثمــاً مَــوْتَى علـى الأَطْلاء
والضـبّ لا يبـدو مـن الدَّامَاء
خوفـاً مـن الإثْفَـاء والإحمـاء
عقــدتُ وجهـي فيـه بالأذْكـاء
عَقْـدَ اللَّمَـى بالشَّفَة الَّلمياء
أســيرُ فــي دَيْمُومـةٍ جـرداءِ
ليســت بمَشــْتاة ولا شــَجْراء
حـتى وصـلتُ الصـبحَ بالعشـاء
لا مُســـْتدلاًّ بســـوى ذَكــائِي
وصــاحبي أمْضـَى مـن القضـاء
فــي ظُلَـم الأكبـاد والأحشـاء
غَضـــْبٌ حُســَامٌ جــائلُ الَّلأْلاء
كـالبرق فـي دِيمتـه الوَطْفَاء
عَلـــيَّ زغــفُ لأْمــةٍ خضــراء
مســْرودةٍ محبوكــةِ الأجــزاء
ســابغةٍ كــالنِّهْيِ بــالعَراء
فلـم أزَلْ فـي صـَهوة القَبّـاء
أَرْكـض بالـدَّهْماء في الدَّهْماء
مُعْتقلاً بالصـــَّعْدَة الســَّمراء
حـتى طرَقـتُ الحـيّ بالخَلْصـاء
مــن آل سـعدٍ وبَنـي العَـراء
هــمُ مُــرَادِي وهــمُ أعـدائي
والصـُّبْح قـد ذاب على الهواء
كالثلـج أو كالفِضـّة البيضاء
يـا ربّـة الحمـراءِ والصفراء
والناقـة العَيْرانـة الأَدْمـاءِ
والخـالِ فوق الوجنة الحمراءِ
مــاذا علــى مقلتـك النَّجْلاَء
والشــَّفَةِ الوَرْديّـة اللَّعْسـاء
وقــدِّك المـائل فـي اسـتواء
ورِدْفِــــك المــــالئ للمُلاءِ
وقلبِــك المقلــوب للجفــاء
لـو قُلِـبَ الـدّاءُ إلى الدواء
وروضـــة بـــاكرة الأَنْــداء
مُؤْنِقَـــةِ البيضــاء والكَحْلاء
ظــاهرِة الحمـراء والصـّفراء
كأنَّهــا المَوْشـيُّ مـن صـَنْعاء
مُعْلَمـــةِ الحُلّــة والــرِّداء
أبهَـى مـن الحَلْى على النساء
باكرتُهــا فــي فِتْيـةٍ وِضـاء
بــــــأكؤسٍ مُتْرَعَـــــةٍ مِلاَء
يَســعَى بهـا منفـرِجُ القَبـاء
أحـوَرُ رَطْـب اللَّفـظ والأعضـاء
يفهَــم بــالّلحظ وبالإيمــاء
فهــو مُنَــى مقلــةِ كـلّ رَاء
نَشـــربها كريمـــةَ الآبــاء
صـــفراءَ لا نقهَرُهــا بمــاء
كأنّهـا فـي البطـش والصـّفاء
عَـزْمُ العزيـز المَلِـك الأَبَّـاء
الفــاتِق الراتــقِ للأشــياء
والحـازِم العازِم في الهيجاء
القــائل الفاعِــل للعليـاء
ووارثِ الحكمـــةِ والأنبـــاء
يا بنَ الهُدَى والعتْرة الغَرّاء
فَـلّ بـك المُلْـكُ شـبَا الأعداء
وطــالَ فــي عزّتـه القَعسـاء
حـتى لقـد جـازَ مـدى السماء
إمامـــةٌ مَهْدِيّـــة الّلــواء
ودولـــةٌ دائمـــةُ البقــاء
محفوفــةٌ بــالعزّ والبهــاء
عَمَّمْــتَ بالعــدل بنـي حـوّاء
وسُســــْتَهم بمُحْكَــــم الآراء
سياســـةَ الوالــدِ للأبنــاء
ســالمةً مــن فِتَــنِ الأهـواء
ولـم تَـزَلْ تسـعَى علـى سِيسَاء
مُنْتَصــباً للعَــوْدِ والإبــداء
والأخْـذِ فـي الدولـة والإعطاء
حـتى غـدا الظالمُ في اختفاء
وعــاد مَيْـلُ الـدِّين لاِسـتواء
نهضــتَ بالثِّقـل مـن الأعبـاء
نهـوضَ مَـنْ زاد علـى الأكفـاء
كأنـك المقْـدارُ فـي الإمضـاء
وكــلُّ مَـنْ عـاداك فـي ضـَرّاء
وكــلُّ مَــنْ والاَك فــي سـَرّاء
أنــت عِمــادي وبــك اعتلائي
وجُنَّـتي فـي السـَّلْم واللّقـاء
وأنــت فـي كـلّ دُجـىً ضـِيائي
وأنــتَ ممّــا أَتقِــي وِقـائي
كـم مُضـْمِرٍ لـي عُقَـدَ الشّحناء
يَنْســُبُني فيـك إلـى السـَّواء
جَبَهْتَـــهُ بــالردّ والإقصــاء
ولــم تُمَكِّنْــه مــن الإصـغاء
حفظـــاً لطَاعــاتي وللإخــاء
حـتى انثنـى محـترِقَ الأحشـاء
والعـدلُ جَبْـهُ الكاشح السَّعَّاء
لا والــدّمِ الجــاري بكَـرْبِلاء
ومَـنْ بهـا مـن دائم الثَّـواء
بنــي علــيٍّ وبنـي الزَّهْـراء
ذوِي التَّنــــاهِي وذوي العَلاء
مـا حُلْـتُ عـن مُسْتَحْسَن الصفاء
فيــك ولا عـن خـالص الوفـاء
فــي ظــاهرٍ مِنّــى ولا خَفـاء
فكيـــف أَنْســـَى مِنَــنَ الآلاَء
يـا مُلْبِسـِي من سابغِ النَّعماء
مـا فاض عن حِفْظِي وعن إحصائي
أضــعفتَني فيـه عـن الجـزاء
فمــا أُكـافِي بسـوى الثّنـاء
والشـكرِ في التقريظ والإطراء
وفَيْلَـــقٍ مُشــْتَبِهِ الضّوضــاء
تَضــيق عنــه سـاحة الفضـاء
مُجْتَمـــع الأحـــداث والأَرْزاء
حُطْـتَ بـه الـدّين من الطَّخْياء
والملـكَ مـن كـلِّ امـرئٍ عَصّاء
والمُلــكُ لا يظفَــر بالسـَّناء
مـا لـم يكـن يُغْسـَلُ بالدماء
وأشـْعثٍ كـالفرخ فـي الخرْشَاء
مِـن اتّصـال الجَهْـد والإشـْفاء
عــادَ بإنعامِــك فـي إثْـراء
كــم مـن نَـوَالٍ ويـدٍ بيضـاء
والَيْتَهـا عَـوْداً علـى ابتداء
مـن غيـر مـا مـنٍّ ولا إكـداء
والمجــدُ للجــود وللإعطــاء
يــا واهـب الأَعْـوَج العَوْجـاء
والغـادِة المَمْكـورةِ العَيْناء
والبِـــدَرِ الموفــورِة المِلاء
والعِيـس قـد أُثْقِلـن بالحِباء
ما خاب يوماً منك ذو استحباء
ولا غـــدَا منقطِــعَ الرّجــاء
فالمـال مـن بُشـرِك فـي بُكاءِ
جَـوداً كَجـود الغيث والدَّأْماء
مــن أنمـلٍ بـاكرةِ الـدَمْياء
ليسـت عن المعروف في البِطاءِ
عـادَ عليـك العيـد باسـتعلاء
والعــزِّ فـي ملكـك والنَّمـاء
ونَيْــلِ مـا ترجـو بلا إرجـاء
مــا أرَّقَ الصـبَّ بُكَـا وَرْقـاءِ
تميم بن المنصور بن القائم بن المهدي الفاطمي، أبو علي. أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، فربي في أحظان النعيم، ومال إلى الأدب، فنظم الشعر الرقيق، وكان فاضلاً.لم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه نزار ، وتوفي بمصر.له ( دبوان شعر ـ ط)